متابعات ينبوع العرفة:
بموجب كفالات وضمانات عشائرية، تبناها شيوخ ووجهاء عشائر مدينة الرقة وديرالزور، بالتنسيق مع الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا؛ غادرت آلاف العائلات السورية القاطنة في مخيم الهول باتجاه مناطقها منذ منتصف 2019.
وواجهت تلك العائلات بلا شك وصمة “داعش” إلى جانب صعوبات العثور على عمل تقيها العوز.
وروت زهراء الجاسم المتحدرة هي وجارتها فاطمة العليوي من الرقة، والمتزوجتين من “داعشيين” عراقيين محتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، كيف انضمتا قبل خروجهما من المخيم لدورات تدريبية على مهنة الخياطة والتطريز، التي تنفذها منظمات إنسانية تنشط في الهول كأحد مشاريعها الصغيرة، التي تستهدف بها نساء عائلات داعش لاسيما السوريات اللواتي تتحضرن للخروج من المخيم. وقالت الشابة ذات الخمس وعشرين عاما والأم لثلاثة أطفال للعربية نت: إن أكثر التحديات التي تواجه العائدات من المخيم هي الأوضاع المعيشية المزرية، التي تعيشها البلاد على وقع الانهيار الاقتصادي الشديد وندرة فرص عمل خاصة للعائدات.
خارجات من مخيم الهول
إلا أنها أوضحت أن تعلمها الخياطة حفظها من العوز، كاشفة أنها باتت تعمل من منزلها تحيك “الجلابيات الشعبية” التي اعتادت نساء الرقة ارتداءها، بالشراكة مع جارتها فاطمة التي تقاسمها العمل بتطريز القطع المخيطة آليًّا.
غزل داعشي وإغراءات
من جانبها أشارت فاطمة أن التحديات الأبرز التي تواجهه الخارجات من المخيم؛ هي رفض المجتمعات المحلية لهن، مما يعرضهن لاحتمال التجنيد من قبل خلايا داعش مرة جديدة، الذي لايتوانى عن تقديم الإغراءات المادية للقادمين من المخيم.
كما لفتت في الوقت عينه إلى أنهن يواجهن تهديدات من قبل خلايا التنظيم النائمة، ما يدفع النساء إلى كتمان حقيقة وجودهن سابقا في الهول خوفا من القتل.
إلى ذلك، أكدت فاطمة أن مواظبة حضور البرامج الخاصة بالمشاريع الصغيرة المقدمة من قبل منظمات، عاملة في مجال دمج العائدات بالهول وحل مشاكلهن النفسية والاجتماعية؛ تساعدهن في الدمج السريع في سوق العمل والمجتمع.
خارجات من مخيم الهول
ترويج إلكتروني
بدورها، واجهت آية العبد الله التي خرجت من مخيم الهول في 2020، بواسطة أحد وجهاء الرقة، صعوبات في تأمين المسكن والمعيشة والأدوية، وتسجيل أطفالها الذين يفتقدون لأوراق ثبوتية في المدراس.
فانضمت لاحدى المبادرات التي تطلقها منظمات أهلية في الرقة لدعم العائدات من الهول، ببرامج نفسية وأخرى اقتصادية.
وقالت للعربية نت إن منظمة خطوة بخطوة تواصلت معها بداية وصولها للرقة، وعرضت عليها الدعم اللازم لها ولأطفالها، وهي إحدى المنظمات التي تستهدف العائدات بمشاريع صغيرة، توفر لهن سبل العيش بعد تدني المستوى المعيشي ورفض المجتمع المحلي لهن، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي.
ونجحت آية في الحصول على العمل عبر الترويج الإلكتروني للملابس والأجهزة الكهربائية والإلكترونية من منزلها، لصالح محلات تجارية مقابل حصولها على نسبة واحد بالمائة على كل قطعة تبيعها.
فيما تمكنت أم البراء التي غادرت الهول قبل سنتين أن تتجاوز نفور أهلها وعائلتها بعد عودتها للرقة وندرة فرص العمل لها ولغيرها من القادمات من المخيم.
كما أشارت إلى الجهود التي تبذلها المنظمات لدعم الوافدات من الهول، وهي بدورها حرصت على حضور ورشات العمل التي قادها المتطوعون والنشطاء في منظمة خطوة بخطوة ومنها دورات الخياطة و التجميل وتصفيف الشعر وغيرها تمهيدا لرفدهن سوق العمل.
دعم نفسي
تتلقى السيدات الخارجات من مخيم الهول مع أخريات من المجتمع المحلي مجموعة تدريبات إدارية ومدنية وجلسات دعم نفسي؛ تساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية بينهن بالإضافة لتعزيز النفسية السوية لهن.
ثم تأتي بعد ذلك، مرحلة افتتاح المشاريع الصغيرة، الداخلة ضمن مشاريع منظمة خطوة بخطوة وفق ما أوضح المدير التنفيذي للمنظمة “خالد الحمود “.
وأكد للعربية نت أن المنظمة تساعد المشاركات اقتصاديا بما يتناسب مع ميزانية المشروع وتتوافق مع رغبة السيدات العمل في محلات الخياطة والاكسسوار والحلاقة النسائية، وبيع العطور وأدوات التجميل والتدريب الإلكتروني لخوض تجربة العمل من داخل المنزل.
خارجات من مخيم الهول
لا أوراق ثبوتية
من جانبه رأى المدير التنفيذي لمنظمة شباب أوكسجين “بشار الكراف” أن عقبات عديدة تواجه الأسر العائدة ومنها الحصول على الاوراق والوثائق الشخصية وعدم الوصول للخدمات المتاحة مثل الخبز والمحروقات وخارطة الخدمات الصحية المقدمة للمنطقة، إضافة إلى عدة مشاكل، سواء ضمن الأسرة الواحدة أو التابعة إلى هذه الأسر العائدة أو ضمن المجتمع المحيط بها
وأوضح في تصريحات خاصة للعربية نت لجنة حل النزاع بالرقة، التي تضم أشخاصا فاعلين ومؤثرين من المجتمع المحلي، وناشطين في العمل المدني والإنساني ومحامين ومعلمين وأطباء وممثلين عن السلطات المحلية ووجهاء عشائريين، تحاول حل مشكلات تلك العائلات، من خلال الرأسمال الاجتماعي، الذي يتحلى به هؤلاء الأشخاص وعبر شبكة علاقاتهم وخبراتهم
من مخيم الهول (فرانس برس)
كما شدد على أولوية الاحتياج الاقتصادي لتلك الأسر، كونها تضم نساء وأطفالا لا يملكون أي مهنة أو معيل، ويواجهون صعوبات اقتصادية كبيرة .
وبحسب إحصاءات رسمية لمنظمات معنية بشؤون العائدين من الهول فإن أعداد الأسر الخارجة من المخيم إلى مدينة الرقة، بلغت اكثر من 900 أسرة غادرت بموجب موافقات أمنية وكفالات عشائرية بدأ العمل بها بعد انهيار “الخلافة الداعشية” على أعتاب بلدة الباغوز في وادي الفرات في مارس 2019.
الجدير بالذكر ان خبر “داعشيات خرجن من جحيم الهول وفتحن “بيزنس”.. يروين” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.