ذكر تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية أن الجيوش لطالما استخدمت حيوانات في حروبها لعقود طويلة، وسعت فقط خلال العقود الأخيرة -مع التطور العلمي الحاصل- إلى تعويضها بروبوتات إلكترونية.
وقالت الصحيفة إن الكلاب كانت من أكثر الحيوانات مشاركة في المعاركة القديمة والحديثة، وذكّرت بقصة الكلب الأميركي “ستابي” الذي حمل رتبة “رقيب” وكيف وشح بنيشان “أبطال الحرب العالمية الأولى” في 6 يونيو/حزيران 1921 بواشنطن.
وجاء توشيح ستابي مكافأة له على مساهمته الفعالة عام 1917 في إنقاذ العشرات من الجنود من هجوم ألماني مباغت بغاز الخردل في منطقة بالقرب من مدينة إيزن شمالي فرنسا، حيث أيقظهم من النوم بنباحه المستمر.
ولدورها في معارك الجيوش الفرنسية، بادرت باريس لإنشاء نصب تذكاري لتكريم “الحيوانات التي شاركت في الحروب”، وخاصة الكلاب والخيول.
البحر والجو
ولم يقتصر الأمر على استغلال الحيوانات البرية في الحروب، حيث تحدثت لوفيغارو أيضا عن استغلال الجيوش الحيوانات البحرية في التجسس على خصومها، أو استهدافهم مباشرة.
وقالت إن وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) بادرت منذ 1960 لدراسة إمكانية استغلال الدلافين في مشاريع محاربة التجسس، أو استهداف السفن المعادية، أو استعادة الطرود في المياه الإقليمية المعادية. واحتفظت بهذا البرنامج إلى حدود تطوير غواصات صغيرة.
جوا، وبعد قرون من استغلال الطيور في مهام استخباراتية، عوضتها الأقمار الصناعية والمسيّرات. كما لم تسلم القطط من محاولة “التجنيد العسكري”، حيث نقلت لوفيغارو أن صحيفة ذي أتلانتيك (The Atlantic) سبق أ، ذكرت أن “سي آي إيه” ربما لجأت إلى زرع ميكروفونات صغيرة في أرجل قطط للتجسس على سفارة الاتحاد السوفياتي، وذلك في أوج الحرب الباردة.
وفي 1942، دشنت الأجهزة الأمنية الأميركية مشروعا لدراسة استخدام الخفافيش “حاملات قذائف” لقصف الخصم الياباني، وكانت الفكرة تدور حول توفير جو بارد مناسب لتدريب الخفافيش وضمان نومها بهدوء، ثم تزرع فيها “قنابل” دقيقة تناسب حجمها، ثم توجه نحو اليابانيين.
لكن المشروع انتهى بعد أن صرف عليه نحو مليوني دولار، ونشوب حرائق متعددة أثناء إجراء التجارب.
الجرذان أيضا
كما استخدمت كذلك الجرذان الميتة أو المفرغة في عملية التجسس، بحسب لوفيغارو، إذ استُغلت كـ”إشارات توجيه” للجواسيس الميدانيين بغرض تبادل المعلومات دون الحاجة للقاء مباشر، أو ما يعرف بـ”النقاط الميتة”.
لكن المشكلة التي صادفت أنصار هذا الاستخدام هو أن القطط كانت تأكل الجرذان، مما جعل الأجهزة الأمنية تزودها بالفلفل الحار أو زيت نبتة الشيح لطرد القطط وغيرها.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن السلطات الصينية لجأت عام 2014 إلى استخدام القردة لطرد الطيور من المطارات، بعد أن فشلت هي في القضاء عليها وتفادي خطرها وخاصة أثناء إقلاع الطائرات أو هبوطها.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.