“عندما زرت العالم العربي كانوا يقولون “هذا أميركي”، وعندما عدت إلى أميركا حيث نشأت يقولون هو ينتمي إلى هناك، إذن إلى أي مكان أنتمي؟ أنا في مأزق، أنا الاثنان، وهذا ما يجعلني الشخص الذي أنا عليه”.
هكذا عبّر (1) الممثل والفنان الكوميدي “مو عامر” عن تجربته الشخصية في العيش بين عدة دول، خلال لقائه ضمن برنامج “AbTalks”، فهو فلسطيني وُلد في الكويت، ثم انتقل في عمر الطفولة إلى الولايات المتحدة حيث نشأ واستقر وقضى معظم سنوات حياته.
هذا “المأزق” كما وصفه “مو” يُشكِّل نوعا من التحديات التي يواجهها مَن يُعرَفون اليوم بـ”أبناء الثقافة الثالثة”، أولئك الذين يشعرون بالحيرة بين هويات بلدانهم الأصلية وبين البلدان التي نشأوا وتربوا فيها، إذا كنت أحدهم فربما قد تكون كوَّنت للتو رابطة مع “مو” ومع كل مَن عبَّر عن هذا المأزق في حديثه أو عمله، وكأنكم أبناء عائلة واحدة، فمَن هم أبناء الثقافة الثالثة؟ وكيف يمكن أن نفهم العيش بين عوالم مختلفة وتأثيره في الأشخاص حولنا؟
أطفال الثقافة الثالثة
في خمسينيات القرن الماضي، توجَّهت عالمة الاجتماع والأنثروبولوجيا “روث أوسيم” (Ruth Useem) وزوجها “جون أوسيم” (John Useem) إلى الهند لدراسة كيف تعامل الأميركيون الموجودون في الهند لأداء مهام سياسية أو تجارية أو اقتصادية خلال تلك الفترة الزمنية مع الثقافة الهندية المحلية، وتركز اهتمامهما على أبناء هؤلاء المغتربين، أي الأطفال الذين رافقوا والديهم إلى هذه البيئة الجديدة، وأعلنا في دراستهما أن ناتج التفاعل بين الثقافة الأميركية والهندية ولّد ثقافة جديدة، وأطلقا على هؤلاء الأطفال اسم “أطفال الثقافة الثالثة” (2).
بعد ذلك بسنوات، قام عالم الاجتماع “ديفيد بولك” (David Pollock) بتعريف “طفل الثقافة الثالثة” بأنه “الشخص الذي قضى معظم سنوات تكوينه في مكان له ثقافة تختلف عن ثقافة والديه، ونجح في تكوين علاقات بجميع الثقافات التي عاصرها، دون تملكه لأيٍّ منها”، ورغم أن تجربته الحياتية قد تتشرب بعض عناصر هذه الثقافات، فإن شعوره بالانتماء يرتبط في معظم الأحوال بالآخرين ذوي الخلفية المماثلة (3).
يحدثنا “ديفيد” عن عدة ثقافات تؤثر في هذا الطفل، لا ثقافة واحدة كما يحدث في معظم الأحيان، حيث يولد الأطفال في بلاد والديهم، فيتعرفون إلى ثقافة موطنهما، ويندمجون فيها بشكل تلقائي، قبل أن يضطروا إلى الهجرة نحو بلدان تحمل ثقافات مختلفة. ويعتبر “ديفيد” أن طفل الثقافة الثالثة يتأثر بثلاث ثقافات، وهي ثقافة موطن والديه وتُعرف بـ”الثقافة الأولى”، وثقافة البلد المُضيف أو بلد اللجوء وهي هنا “الثقافة الثانية”، وثقافة نتجت عن مزج الثقافتين الأولى والثانية إثر تعرُّف الطفل على أطفال من ثقافات أخرى يعيشون في هذا البلد المضيف وتفاعله معهم، وهي ما أطلق عليه اصطلاح “الثقافة الثالثة”.
يعتبر “ديفيد” أن أبناء الثقافة الثالثة يحملون سِمات من الثقافات الثلاثة، لكنهم لا ينتمون بشكل كامل إلى أيٍّ منها، أي إنهم لا تظهر عليهم أيٌّ من الثقافات الثلاثة بشكل كامل (4)، إذا عدنا إلى “مو” مثالا، فإن ثقافته الأولى هي الثقافة الفلسطينية، وثقافته الثانية هي الأميركية، أما الثالثة فهي ثقافة تحمل ملامح من الثقافتين الفلسطينية والأميركية إلى جانب عناصر من ثقافات أصدقائه إن كان لديه أصدقاء من خلفيات ثقافية تختلف عن هاتين الثقافتين.
ورغم ذلك، لا يزال هناك جدل في الأوساط العلمية حول تعريف مَن يندرجون تحت مفهوم “أبناء الثقافة الثالثة” ومَن يُستثنون منه، فهناك مَن اعتبر أن انتقال الأهل من مدينة إلى أخرى داخل البلد نفسه ودون عبور الحدود يجعل أطفالهم من أطفال الثقافة الثالثة، وهناك مَن اعتبر أن الطفل لا يكون ابن ثقافة ثالثة إلا إذا قضى القدر الأكبر من السنوات الثمانية عشرة الأولى من حياته خارج وطن أحد والديه (5).
مع التطور السريع الذي يشهده هذا العصر، وما نتج عن العولمة من تنقل مستمر ومتزايد للملايين حول العالم، وما خلَّفه دمار الحروب من هجرة متدفقة، بات يصعب تأطير مفهوم “أبناء الثقافة الثالثة” بشكل دقيق، وهذا ما أقرت به “روث أوسيم” حينما ناقشها “ديفيد بولك” وزملاؤه الذين شاركوه كتابة كتاب “Third Culture Kids”، في بعض الاختلافات التي ظهرت في وصفهم لمفهوم أطفال الثقافة الثالثة والثقافات التي تؤثر فيه، عما فعلت هي في بحثها، فأخبرتهم أنها تعتقد أنه لا يوجد مفهوم يمكن حصره وتعريفه بشكل كامل ودائم، لكوننا نعرف المزيد كل يوم، أو لأننا نعيش في عالم مستمر في التغير (6).
يعني ذلك أن مفهوم “أبناء الثقافة الثالثة” مستمر في التطور، ومن هنا أيضا نشأت قائمة طويلة من الاصطلاحات التي أُطلِقت على أطفال الثقافة الثالثة والبالغين منهم، ومنها “الزوار المؤقتون”، و”الحرباوات الثقافية”، و”البدو العالميون”، و”الغرباء”، وغير ذلك (7)، وهؤلاء مهما كان الاصطلاح الذي يُطلق عليهم، يختبرون تحديات تمتد من تعريف الوطن وحتى أزمة الهوية وانعدام الاستقرار، ويُظهِرون مهارات فريدة تجعلهم يتميزون بوضوح.
النشأة في بلاد المهجر
توضح الباحثة “ميكايلا كارول” (Mikayla Carroll) من جامعة “وايكاتو” (University of Waikato) في بحثها حول تأثير النشأة في ثقافة مختلفة على الأطفال أن أول التحديات التي يواجهها أطفال الثقافة الثالثة هو تكوُّن الهوية، أي قدرتهم على إجابة أنفسهم عن سؤال “مَن أنا؟”، و”ماذا يعني أن أكون ما أنا عليه؟”، ويختلف مفهوم الهوية عن الثقافة، التي تشمل كل ما يجب أن يعرفه الشخص ويؤمن به ليتصرف بشكل يتوافق مع ما يتعارف عليه مجتمعه ويقبله منه (8).
لنطرح مثالا تبسيطيا حول الأمر، إذا تحدثنا عن الزي بوصفه إحدى أبرز سمات الثقافات المختلفة حول العالم، فإن ارتداء الزي المتعارف عليه في ثقافة الشخص يكسبه منظرا يتوافق مع مجتمعه ويسهل تقبله له، لكن ماذا لو ارتدت فتاة إيطالية الكانغا الشرق أفريقية؟ أو ارتدى شاب كوري ثوبا عربيا؟ ما نعنيه أن ظهور عناصر الثقافة على الشخص تُسهِّل تحديد ثقافته، وهذا يختلف عن محاولة الشخص وصف رؤيته لذاته وتحديد قيمه وأفكاره وأهدافه، التي قد تتأثر بالثقافة أيضا.
تذكر “ميكايلا” أيضا أن هناك انقساما علميا حول تأثير النشأة في تشكُّل هوية طفل الثقافة الثالثة، فهناك فريق علمي يستخدم المنظور النفسي الاجتماعي ويرى أن طفل الثقافة الثالثة يواجه إشكالية في تكوين هويته ويتأخر في تكوينها، بل ويُظهر هوية مشوشة تفتقر إلى الالتزام.
يواجه هؤلاء الأطفال أيضا تحديا مرتبطا بشعورهم بالانتماء، أو ما يُعرف بـ”الهوية المكانية”، حيث يكوِّن الأشخاص رابطا شعوريا مع مكان معين، وحول شعور الانتماء لدى أطفال الثقافة الثالثة ينقسم الباحثون أيضا بين مَن يؤكد أنهم إما يشعرون بالانتماء إلى دول عدة أو بـ”اللا انتماء”. وبشكل عام، فإن الشعور بالانتماء يتأثر بعوامل عدة، كتجارب الطفل الشخصية، والروابط الشعورية مع الأماكن، والعوامل المؤثرة في بناء أو فقدان الروابط مع الأماكن حوله، وهذا موضوع ما زال بحاجة إلى الكثير من البحوث التي تحلله وتوضح جوانبه (9).
أما على صعيد العلاقات الشخصية، فأبناء الثقافة الثالثة لا يختلفون عن أبناء الثقافة الواحدة في حاجتهم إلى بناء العلاقات الاجتماعية التي يشعرون فيها بالحب ويستطيعون تقديمه، وبالمعنى من حياتهم، وبالقدرة على التعلم والتفكير وصنع القرارات، وغير ذلك من فوائد الروابط الاجتماعية، لكن تنقُّلهم من بلد إلى آخر ربما يؤثر على تحركهم لتلبية هذه الحاجة، لذا تجدهم أكثر ترددا وحذرا تجاه المشاركة في الأنشطة في أماكن دراستهم أو عملهم، محاولين إبقاء التعامل مع المحيط أو الثقافة الجديدة في إطار سطحي، لتجنب تكوين علاقات اجتماعية مقربة أو طويلة الأمد، وذلك في محاولة منهم لتجنب ألم مفارقة هذه العلاقات عند انتقالهم إلى مكان جديد.
تمتد هذه الأزمة لتُشعرهم بغياب الجذور، فهم يواجهون صعوبة في الإجابة عن سؤال “من أين أنت؟” و”أين هو وطنك؟”. دعنا هنا نتوقف قليلا عند تعريف الوطن، بحسب “ميكايلا” فقد اتفق باحثون مثل “أناستازيا ليجادي” و”غرتنيا فان شالكويك” من قسم علم النفس بجامعة “ماكاو” (Macao University)، و”كريستوفر سبنسر” من قسم علم النفس بجامعة “شفيلد” (University of Sheffield) على أن الوطن هو المساحة المكانية التي تجمع الألفة والراحة والقبول والجذور، وهو حيث تجتمع العائلة لتحدث التفاعلات الاجتماعية والعاطفية.
يستخدم “ديفيد بولك” هذا التعريف ليؤكد غياب الجذور في حياة أبناء الثقافة الثالثة، ويشبههم بالشجرة التي تُنقل للزراعة من مكان إلى آخر، ولا تجد جذورها الفرصة لتمتد في عمق الأرض الجديدة بشكل كامل أبدا. وربما هذا ما يعزز لدى هؤلاء الأشخاص الرغبة المستمرة في التغيير، سواء في علاقاتهم أو وظائفهم أو أماكن إقامتهم، فتجدهم يتنقلون بشكل متكرر سعيا وراء توقعهم المستمر بأن المكان الجديد سيكون وطنا لهم، لكن هل يمكن أن تتحقق أي فائدة من تجربة الثقافة الثالثة؟
الجانب المشرق للثقافة الثالثة
بالعودة إلى تحدي تكوين الهوية، وبحسب “ميكايلا”، استخدم فريق من العلماء المنظور الاجتماعي الثقافي ليخلص إلى أن أطفال الثقافة الثالثة يتمتعون بعد فترة بالقدرة على تكوين هوية غنية تنتج عن تعرضهم المستمر للثقافات المختلفة، كما أنهم انتقدوا الفريق الأول الذي اتهم طفل الثقافة الثالثة بتشوش الهوية أو تأخرها.
يرى هذا الفريق من العلماء أن أبناء الثقافة الثالثة قادرون على تكوين هويات متكيفة، وهجينة، ومتعددة، يدمجون فيها جميع عناصر الثقافات التي تعرضوا لها في حياتهم، وهم يستندون إلى فكرة أن تكوُّن الهوية لدى أي شخص لا يتوقف عند زمن أو وضع معين، بل هو عملية مستمرة في التطور، ومن مختلف الأوجه، لأنها مزيج من خبرات الشخص في الماضي والمستقبل، ومن الحقيقة والخيال، وكأنه يعيد صياغة قصته الشخصية بشكل خلاق باستمرار (10).
أما فيما يخص شعور أطفال الثقافة الثالثة بالانتماء، فمن المدهش ملاحظة أنهم خلال مرحلة تكيُّفهم في البيئات الموجودين فيها يطورون شعورا قويا بالانتماء إلى أقرانهم، وإلى شبكة العلاقات الشخصية والمجتمع الذي يعاصرونه، فيتحول الانتماء لديهم من انتماء إلى المكان أو المنزل أو الوطن إلى انتماء إلى الأقران والأصدقاء وكل ما يشبه ويتآلف مع تجاربهم الحياتية.
يُلاحَظ في السياق نفسه أن أبناء الثقافات الثالثة يتعرضون في سن مبكرة للثقافات المختلفة، في صفوف الدراسة، أو ملاعب النوادي الرياضية، أو حتى في محيط منازلهم، لذا يطورون خلال سنوات تكوينهم حساسية للتنوع الثقافي أعلى من أبناء الثقافة الواحدة، وتُعرف الحساسية الثقافية بأنها الاهتمام بوجهات نظر الآخرين واحتياجاتهم ومعتقداتهم، لذا يصبح هؤلاء الأشخاص أكثر إيجابية تجاه التنوع الثقافي، ويكونون أكثر قدرة على التواصل مع الثقافات المختلفة، من خلال فهمهم للفروقات الثقافية بين الأشخاص في الأفكار والعادات والمعتقدات (11).
تُظهِر هذه الفئة أيضا ثقة في قدرتها على التعامل مع الثقافات المختلفة أعلى من ثقة أبناء الثقافة الواحدة الذين ينظرون إلى هذه الثقة المرتفعة في بعض الأوقات على أنها نوع من إظهار التفوق، لكن التجربة الحياتية لأبناء الثقافة الثالثة تفسر ذلك، فاختلاطهم بالأشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة سهَّل عليهم فهم التنوع الثقافي وتقبُّله، بصورة جعلتهم أكثر قدرة على التأثير في الأفراد، ودمج وجهات النظر المختلفة، وتوجيه هذا الاختلاف ضمن المجموعات التي ينضمون إليها في المدرسة أو العمل نحو أهداف تحققها المجموعة المتنوعة ثقافيا وتضيف إلى قيمتها.
هكذا اكتسب أبناء الثقافة الثالثة الثقة في قدرتهم على التعامل بإيجابية مع التنوع الثقافي، وامتدت هذه الثقة لتشمل ثقتهم بكفاءتهم في التعامل مع التحديات التي قد تواجههم عند خوض تجربة جديدة أو اتخاذ قرار صعب، وهو ما يجعل منهم أشخاصا مجازفين، قادرين على خوض المخاطرة لثقتهم بقدرتهم على التعامل مع أي وضع وأي تحدٍّ (12).
يتمتع هؤلاء الأشخاص أيضا بمرونة معرفية عالية نتجت عن هذه التجربة، وجعلتهم أكثر قدرة على تغيير أفكارهم وآرائهم وعاداتهم السابقة للتعامل مع الأوضاع التي تتضمن تغييرا أو تحديات جذرية، معتمدين في ذلك على تجارب التعلم الذاتي التي مروا بها في خبراتهم السابقة، وقدرتهم على رؤية الأنماط في هذه التجارب، والبناء عليها للوصول إلى حلول وإستراتيجيات تُمكِّنهم من مواجهة ما هو غير متوقع.
يُلاحَظ أنه بمرور الوقت وتنوع الخبرات، تتراكم أرباح تجاربهم الحياتية في حافظاتهم المعرفية لتكسبهم القدرة على الاندماج بشكل كامل في أي وضع أو سياق، مع احتفاظهم بقدرتهم على الانسحاب منه إلى دواخلهم في الوقت نفسه، لرؤية الأمور بمنظور أوسع وبنظرة بعيدة عن العاطفة، وتقييم الأوضاع المحيطة بما تتضمنه من عناصر كالأشخاص، وتطوير فهم واضح يساعدهم على طرح حلول إبداعية للمشكلات التي يواجهونها في مكان العمل أو في حياتهم الشخصية، إضافة إلى تطوير قدرتهم على التكيف لتحويل المحن إلى منح، وتوجيه التغيرات لخلق فرص تُمكِّنهم من إعادة ولادة ذواتهم من جديد، فتظهر الشخصية الجديدة بقدرات أفضل وتفوق أعلى من الصورة السابقة.
ينجح هؤلاء الأشخاص أيضا في إظهار ذكاء اجتماعي، ومستويات أعلى من النضج والاستقلالية، وإقبال أعلى على تحصيل المؤهلات الأكاديمية، وفرص أعلى للتعلم والتطوير الذاتي (13)، لكن الحاجة ما زالت قائمة لسد فجوة معرفة المزيد حول هذه الفئة، تحديدا من أبناء العرب الموجودين في دول مختلفة، فعدد كبير من البحوث الحالية تركز على أطفال المواطنين الأميركيين المغتربين، لذا لا يمكن تعميمها، كما أن البحوث الرئيسية هي بحوث قديمة قد ينقصها بعض المعلومات المتصلة بالوضع العالمي اليوم، أما البحوث الحالية فتفتقر إلى التحليل العلمي، وبالتالي فهي لا تطرح فهما واضحا يمكن الاعتماد عليه عند دراسة هذه الفئة أو التعامل معها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- المصادر:
- ABtalks with Mo Amer – مع مو عامر
- Third Culture Kids
- Third Culture Kids: The Experience of Growing Up Among Worlds Book
- المصدر السابق
- How does growing up as a Third Culture Kid (TCK) impact life choices? Effects on ATCKs and their educational and career experiences
- Third Culture Kids: The Experience of Growing Up Among Worlds Book
- Global nomads, cultural chameleons, strange ones or immigrants? An exploration of Third Culture Kid terminology with reference to the United Arab Emirates
- How does growing up as a Third Culture Kid (TCK) impact life choices? Effects on ATCKs and their educational and career experiences
- المصدر السابق.
- How does growing up as a Third Culture Kid (TCK) impact life choices? Effects on ATCKs and their educational and career experiences
- Third Culture Kids, their diversity beliefs and their intercultural competences
- The Skills That Global Cosmopolitans Bring to the Table
- SAUDI THIRD CULTURE KIDS: A PHENOMENOLOGICAL CASE STUDY OF SAUDIS’:13 ACCULTURATION IN A NORTHEAST OHIO ELEMENTARY SCHOOL
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.