ممثل ومخرج وناشط أميركي، اشتهر في التسعينيات من القرن الماضي بحسن مظهره ووسامته، وحصل على جائزة الأوسكار عام 2006 أول مرة، وأصبح كاتبا ومخرجا فيما بعد، فترجمت أعماله نشاطه وتوجهه السياسي.
حصل على عدة تكريمات وترشيحات لجوائز عن أعماله المتعددة الأوجه في البرامج التلفزيونية والأفلام، ومنها جائزة “غولدن غلوب” وتشريف مركز “كينيدي” عام 2022.
بعد زواجه الأول الذي انتهى عام 1993، تعهد كلوني بعدم إعادة التجربة مرة أخرى، مما جعل علاقاته مادة للصحف الشعبية، إلا أنه نزل من “برج تعهده” عام 2014، وتزوج من المحامية اللبنانية أمل علم الدين، وهو زواج قوبل بضجة كبيرة.
المولد والنشأة
ولد جورج تيموثي كلوني في السادس من مايو/أيار 1961، في مدينة ليكسينغتون، ثاني أكبر مدن ولاية كنتاكي الأميركية، وله أصول أيرلندية وإنجليزية وألمانية.
وكانت عائلة جورج ذات تاريخ في الأعمال التلفزية والاستعراضية، فوالده نيك كلوني كان صحفيا ومذيعا، ووالدته هي ملكة جمال سابقة وممثلة وعارضة تدعى نينا بروس، وعمته المغنية والممثلة روزماري كلوني، وله شقيقة تكبره تدعى أديليا.
أراد كلوني في صغره أن يكون لاعب كرة بيسبول، لكنه فشل في ذلك، وأصيب وهو في الثانوية بشلل نصفي في الوجه، وهو ما يعرف بمرض “شلل بيل”، فلقب في تلك الفترة بـ”فرانكشتاين”، لكنه تعافى منه.
لم يكمل جورج دراسته الجامعية، وبعد المشاركة في عمل إنتاجي محلي نظمه أحد أقربائه، انتقل إلى لوس أنجلوس ودرس التمثيل في مسرح بفرلي هيلز، وهو ابن 21 عاما آنذاك.
وكان قبل بدايته في التلفزيون يعمل في بيع الأحذية النسائية، حتى شارك قريبه ميغيل فيرير بدور صغير في فيلم روائي، فجلبه ذلك إلى التمثيل.
البداية في التلفزيون
مثل جورج كلوني أول مرة عام 1978 في المسلسل التلفزيوني القصير “المئوية” (Centennial)، وأمضى 10 أعوام بعد ذلك يلعب أدوارا بسيطة في المسلسلات الهزلية والساخرة، مثل مسلسلي “حقائق الحياة” (The Facts of Life) و”روزين” (Roseanne).
وعدت أدواره البسيطة في تلك المسلسلات منسية، مقارنة بأدواره البطولية بعد ذلك.
وفي عام 1994، اختير لأداء دور الدكتور دوغ روس في مسلسل الدراما “إي آر” (ER)، وارتبط اسمه في السنوات التالية بتلك الشخصية، وهي شخصية زير نساء.
المسيرة السينمائية
انطلقت مسيرة “جورج كلوني” السينمائية عام 1996، حين لعب دور البطولة في الفيلم الكلاسيكي “من الغسق حتى الفجر” (From Dusk until Dawn).
وفي العام نفسه شارك في فيلم “يوم جيد” (One Fine Day)، مع الممثلة والمنتجة الأميركية ميشيل فايفر، وقال لاحقا إنه “كان ثملا عند تصويره بعض مشاهد الفيلم مع ميشيل”، وردت عليه “كانت رائحتك مثل رائحة مصنع الجعة”.
لعب دور باتمان في فيلم “باتمان وروبن” (Batman & Robin) عام 1997، لكن ذلك الدور عد سيئا، حتى بالنسبة لجورج، الذي قال عنه “ربما أكون قد قتلت التميز”، إلا أن مصادر أخرى ذكرت أن هذا الدور كان بارزا في مسيرته، إذ لفت الأنظار إليه.
وفي عام 1998، مثل في فيلم “خارج المشهد” (Out of Sight) مع الممثلة والمغنية جنيفر لوبيز، والفيلم الحربي “الخط الأحمر الرفيع” (The Thin Red Line) المستوحى من رواية بالعنوان نفسه.
وفي عام 1999، شارك مع مارك والبيرغ في فيلم “ثلاثة ملوك” (Three Kings)، وهو فيلم حربي أيضا يتناول قصة ثلاثة جنود، ذهبوا إلى جنوب العراق بعد حرب الخليج.
ثم تعاون مجددا مع والبيرغ عام 2000، حين مثلا معا في الفيلم الدرامي “العاصفة المثالية” (The Perfect Storm)، وهو فيلم مستوحى من رواية للصحفي الأميركي سيباستيان جونجر نشرت عام 1997، عن قصة حقيقية حدثت لبعض الصيادين.
رشح الفيلم لعدة جوائز، منها جائزتا أوسكار، وجائزة “ستينكر” (Stinker) لأفضل النقاط الموسيقية.
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، أدى كلوني دور البطولة في الفيلم الكوميدي “يا أخي أين أنت” (?O Brother, Where Art Thou)، والذي رشح للحصول على أوسكار أفضل كتابة وسيناريو.
وفي 2001، مثّل مع براد بيت في فيلم “أوشينز 11” (Ocean’s Eleven)، وهو الأول من ثلاثية مقتبسة عن فيلم أنتج عام 1960، من بطولة فرانك سيناترا ودين مارتن. ولاقى هذا الفيلم نجاحا كبيرا، وهو يعد من أبرز أدوار كلوني السينمائية، كما حقق عائدات تزيد على 450 مليون دولار.
ثم شارك في تأسيس شركة الإنتاج “سيكشن إيت بروداكشنز” (Section Eight Productions)، مع المخرج ستيفن سودربرغ.
وفي 2002، لعب دور البطولة في فيلم الخيال العلمي “سولاريس” (Solaris). وعام 2005، مثل البطولة في فيلم “سيريانا” (Syriana) الحاصل على جائزتي أوسكار وغولدن غلوب، كما شارك في إخراج الفيلم الذي تناولت قصته الصراع على مصادر النفط.
وأثناء تصوير “سيريانا”، تعرّض جورج كلوني لإصابة خطيرة في عموده الفقري، خضع على إثرها لعمليتين جراحيتين، وقال إن الألم كان شديدا “لدرجة أنه فكر بالانتحار”.
وفي عام 2006، أدى دور البطولة في فيلم “الألماني الصالح” (The Good German).
وفي عام 2007، لعب دور البطولة في فيلم “مايكل كلايتون” (Michael Clayton)، الذي نال استحسان النقاد، إذ صور محامي شركة يدافع عن الحدود الأخلاقية.
وفي عام 2009، شارك في بطولة فيلمي “الرجال الذين يحدقون في الماعز” (The Men who Stare at Goats)، و”في الهواء” (Up in the Air)، كما أدى دور ممثل الصوت للشخصية الرئيسية في فيلم الرسوم المتحركة “فانتاستيك مستر فوكس” (Fantastic Mr. Fox).
ومن عام 2013 حتى 2015، لعب جورج كلوني دور البطولة في أفلام: “جاذبية” (Gravity)، و”رجال الآثار” (Monuments Men)، و”أرض الغد” (Tomorrowland).
وفي عام 2016، أدى دور نجم سينمائي مخطوف في فيلم كوميدي من إخراج الأخوين كوين، بعنوان “يعيش القيصر” (Hail, Caesar).
وفي عام 2022، أدى دور البطولة إلى جانب جوليا روبرتس في فيلم “تذكرة إلى الجنة” (Ticket to Paradise)، الذي يعرض قصة زوجين انفصلا ويحاولان إيقاف زواج ابنتهما.
جورج كلوني المخرج
كانت أولى تجارب جورج كلوني الإخراجية عام 2002، حين أخرج فيلم “اعترافات عقلية خطيرة” (Confessions of a Dangerous Mind). وفي عام 2005، أخرج فيلم “ليلة طيبة وحظا سعيدا” (Good Night، and Good Luck) وأدى دور البطولة فيه.
وفي العام التالي، أسس شركة “سموك هاوس بيكتشرز بروداكشن” (Smokehouse Pictures Production Company).
ثم أخرج الفيلم الكوميدي “ليثرهيدس” (Leatherheads) عام 2008، وأدى دور البطولة فيه، وهو فيلم يركز على نشأة كرة القدم الأميركية.
وفي 2011، أخرج وشارك في كتابة فيلم “منتصف شهر مارس” (The Ides of March)، كما أدى دور البطولة في الفيلم الدرامي السياسي، وكان الفيلم عن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تقوم على الخداع، ويركز على السياسيات الحزبية في أميركا.
وأنتج عام 2012، فيلم “أرغو” (Argo) المقتبس من قصة حقيقية حدثت أثناء الثورة الإيرانية عام 1979، حيث احتجز عدد من الدبلوماسيين في السفارة الأميركية بطهران، فقامت المخابرات الأميركية بالتخطيط لإخراجهم.
وفي عام 2014، ألف جورج كلوني وأخرج فيلم “رجال الآثار” (The Monuments Men)، الذي عرض جهود وحدة الآثار والفنون الجميلة والمحفوظات الدولية (MFAA)، لاستعادة الفن الذي سرقه النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي 2017، أخرج كلوني فيلم الكوميديا السوداء “سابرب أيكون” (Suburbicon)، وحصل على مراجعات سلبية وانخفاض في مبيعات التذاكر.
وكان مخرجا وممثلا ومنتجا تنفيذيا للمسلسل القصير “كاتش-22” (Catch-22)، الذي صدر عام 2019، وتكون من 6 حلقات تناولت قصة رجل يقيم في جزيرة بيانوسا أثناء الحرب العالمية الثانية، ويسعى للهرب منها.
وفي عام 2020، أخرج فيلم الدراما والخيال علمي “سماء منتصف الليل” (The Midnight Sky).
تجربة زواج جورج كلوني
تزوج جورج كلوني أول مرة من تاليا بلسم عام 1989، واستمر زواجهما حتى 1993.
وفي مقابلات بعد طلاقهما، نقل عن جورج قوله “ربما لم يكن عليّ الزواج في ذلك الوقت”، كما صرح أنه “لن يتزوج مرة أخرى”.
وبقي كلوني عازبا حتى عام 2014، وكان بذلك “العازب الأشهر في هوليود”. وفي 27 سبتمبر/أيلول 2014، تزوج من الناشطة الإنجليزية ذات الأصول اللبنانية أمل علم الدين، التي تعمل محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان.
قوبل زواج جورج وأمل بضجة كبيرة، وأنجبا توأما في بداية 2017 هما ألكساندر وإيلا، وكانا قد التقيا في منزل صديق مشترك لهما في إيطاليا، وتواعدا لاحقا في لندن بعد تواصل لعدة أشهر عبر البريد.
صرّح جورج قائلا “عرفت بسرعة إلى حد ما أنني أريد أن أقضي بقية حياتي مع أمل”.
يعدّ جورج وأمل كلوني من أبرز المهتمين بالقضايا الإنسانية، وعبرا عن مواقف مساندة لللاجئين السوريين.
أهم الإنجازات والجوائز
حصل جورج كلوني على عدد من الجوائز والتكريمات والترشيحات في مسيرته السينمائية والإخراجية أيضا، كما كانت له مساهمات في تسليط الضوء على قضايا الفقر.
حصل عام 1997 و1998 و1999 على جائزة نقابة ممثلي الشاشة لأفضل طاقم مسلسل درامي، عن دوره في مسلسل “إي آر” (ER).
وفي عام 2001، حصل على جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل عن دوره في فيلم “يا أخي أين أنت؟”.
فاز لأول مرة بجائزة الأوسكار عام 2006، وكانت لأفضل ممثل مساعد عن دوره كعميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) في فيلم “سيريانا” الذي صدر عام 2005.
رشّح كلوني لجائزة أفضل مخرج وأفضل كاتب سيناريو عن فيلمه “ليلة طيبة وحظا سعيدا” (Good Night، and Good Luck)، الذي صور باللونين الأبيض والأسود، وضم لقطات من شريط أخبار حقيقي، وثقت فيه المواجهة بين الصحفي إدوارد آر مورو والسيناتور جوزيف مكارثي.
وحصل الفيلم على جائزة “ستالايت” (Satellite) لأفضل سيناريو أصلي، وجائزة الفيلم الأوروبي لأفضل فيلم غير أوروبي، وغيرها العديد من الجوائز.
وكلا الفلمين -المرشح والفائز- تناولا قضايا ذات بعد سياسي، مما يعكس النشاط و”التوجه الليبرالي” السياسي لجورج كلوني.
وفي عام 2011، حصل كلوني على جائزة “غولدن غلوب” عن دوره البطولي في فيلم “الأحفاد” (The Descendants)، الذي مثل فيه دور أب مهمل اضطر لإعادة إصلاح حياته بعد أن دخلت زوجته في حالة غيبوبة.
وفي العام نفسه، حصل على جائزة “برين” (Brain Award)، عن فيلمه “منتصف شهر مارس” (The Ides of March).
وحصد كلوني جائزة أوسكار ثانية عام 2013 لأفضل فيلم، عن فيلم “أرغو” (Argo)، كما حصل أيضا على جائزة البافتا لأفضل فيلم في العام نفسه.
وفي عام 2014، حصل على جائزة “بيبول تشويس” (People choice) لأفضل ثنائي سينمائي عن فيلمه “جاذبية” (Gravity).
وحصل عام 2015 على جائزة “سيسيل بي دوميل”، وهي إحدى فئات جوائز “غولدن غلوب” الفخرية، التي تمنحها رابطة هوليود للصحافة الأجنبية لأصحاب المساهمات البارزة في صناعة الترفيه خلف الكاميرا.
وحصل عام 2017، على جائزة “سيزر” التكريمية، كما حصد جائزة “إنجاز العمر” لمعهد الفيلم الأميركي عام 2018، وفي عام 2022 حصل على جائزة مركز “كينيدي” التشريفية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.