على قدم وساق، تجري الاستعدادات لتتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث رسميا السبت المقبل، وفي حين كشف قصر باكنغهام عن أعداد الضيوف والدول غير المدعوة، يسابق الخياطون الزمن لتجهيز الزي الأحمر والذهبي الذي سيظهر في مراسم التتويج.
وقال قصر باكنغهام -أمس الاثنين- إن أكثر من 2200 ضيف سيشهدون مراسم تتويج الملك تشارلز، بينهم ممثلون عن 203 دول، فضلا عن المجتمع المدني والخيري.
وقد وجهت الدعوات لرؤساء دول تتمتع بريطانيا بعلاقات دبلوماسية كاملة معها، بالإضافة لممثلي المناطق والأراضي التابعة للتاج البريطاني.
ومن بين الضيوف في كنيسة وستمنستر آبي بالعاصمة البريطانية لندن فائزون بجوائز نوبل ورجال دين ورؤساء دول ووزراء خارجية.
وأضاف البيان أن 400 شاب يمثلون منظمات خيرية ستتاح لهم فرصة مشاهدة مراسم التتويج والمواكب من داخل كنيسة القديسة مارغريت المجاورة.
وفي السياق ذاته، قال مصدر بريطاني -اليوم الثلاثاء- إن لندن لم توجه الدعوة لحضور حفل تتويج الملك تشارلز لكل من روسيا وروسيا البيضاء وإيران وميانمار وسوريا وأفغانستان وفنزويلا.
وتم توجيه الدعوات لدبلوماسيين كبار بدلا من رئيس الدولة في كل من كوريا الشمالية ونيكاراغوا.
فخامة وأبهة
ويواصل قصر باكنغهام نشر تفاصيل عن مراسم تتويج الملك تشارلز التي من المقرر أن تكون على نطاق أضيق من مراسم تتويج والدته الملكة إليزابيث عام 1953، لكنها ستكون حافلة بمظاهر الفخامة والأبهة التي تعكس تقاليد أسرة يعود تاريخها إلى ألف عام.
وسيتوج تشارلز (74 عاما) في كنيسة وستمنستر آبي بلندن في السادس من مايو/أيار الجاري في حفل كبير سيرتدي فيه -أو يُسلم خلاله- زيا احتفاليا خاصا مزينا برموز دينية وتاريخية.
وقال القصر إن عديدا من الأشياء التي ستستخدم في الحفل، مثل التيجان والصولجانات، يعود تاريخها إلى قرون مضت، مضيفا أن تشارلز سيرتدي أيضا بعض الملابس التي ظهرت في مراسم التتويج منذ عام 1821 “من أجل الاستدامة والجودة”.
ومن بين القطع التي ستظهر مرة أخرى، قفاز التتويج الذي صُنع لجده جورج السادس.
وقالت ديبورا مور الرئيسة التنفيذية لشركة دينتس -التي فصلت القفاز المطرز بالذهب من أجل مراسم تتويج جورج السادس عام 1937- “لدينا هذا الملك الرائع، الصديق للبيئة، (الذي يدافع عن) الاستدامة، ويعيد استخدام الشيء، بدلا من امتلاك قفاز جديد”.
وسيرتدي تشارلز أيضا ثوب جده المصنوع من الكتان الأبيض وحزام السيف الخاص به، ليتجنب مرة أخرى تقليد صنع ثوب جديد.
وكذلك، سيرتدي ملابس أخرى لأسلافه يعود تاريخها إلى ألف عام، وتشمل معطفًا طويل الأكمام من الحرير الذهبي فُصّل عند تتويج الملك جورج الخامس، الجد الأكبر للملك تشارلز، وارتداه الملوك اللاحقون، ومن بينهم الملكة إليزابيث.
ويرتدي كذلك الوشاح الإمبراطوري المصنوع من القماش الذهبي الذي صُنع في الأصل لاستخدامه في مراسم تتويج الملك جورج الرابع عام 1821.
سباق الخياطين
وفي شارع سافيل رو (وسط لندن) الذي يشتهر منذ فترة طويلة بتفصيل ملابس رسمية أنيقة، يتسابق الخياطون لتجهيز الزي الأحمر والذهبي -الذي سيظهر في أول مراسم تتويج تشهدها بريطانيا منذ 70 عاما- مُزينا بشارة الملك تشارلز الجديدة.
وتعج غرف المبيعات بالزبائن الذين جاؤوا للحصول على مثل هذه الأزياء الرسمية والبدلات التي سيرتديها الضيوف السبت المقبل عند التتويج، في واحدة من أكثر المناسبات الاحتفالية في البلاد التي تحتوي على تفاصيل كثيرة.
ويُفصِّل خياطو سافيل رو ملابس الملوك والملكات وأبنائهم منذ أكثر من 150 عاما. وينال عملهم تشجيعا خاصا من العميل القديم، الملك تشارلز، عاشق الريف الذي يناصر المزارعين والنساجين والمصانع التي تنتج كثيرا من الأقمشة.
وقال الخياط يوز والكر “إنه شرف حقيقي… نعمل جميعا بجد، وهناك (عمل) كثير لنقوم به”. وأضاف “في هذا اليوم سيبدو كل شيء رائعا. سنتمكن جميعا من رؤية عملنا وسنفتخر به. إنه حدث تاريخي. ومن ثم، سيشاهد الناس هذا لسنوات وسنوات”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.