اكتشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في مؤسسة طبية رائدة وجود علاقة مهمة بين انخفاض حاسة الشم وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب في أواخر العمر. كشفت الدراسة ، التي شملت عينة كبيرة من كبار السن ، عن وجود علاقة قوية بين ضعف حاسة الشم وظهور أعراض الاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.
قام فريق البحث بتحليل البيانات من المشاركين ، الذين تتراوح أعمارهم بين 60 وما فوق ، والذين تمت متابعتهم لمدة خمس سنوات في المتوسط. أجروا تقييمات شاملة لوظيفة الشم لكل مشارك وراقبوا صحتهم العقلية طوال فترة الدراسة. أشارت النتائج إلى أن الأفراد الذين يعانون من تضاؤل حاسة الشم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في أواخر العمر بمقدار الضعف تقريبًا مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بقدرات شمية طبيعية.
على الرغم من أن الآليات الدقيقة وراء هذا الارتباط لا تزال غير واضحة ، إلا أن الخبراء يتكهنون بأن الانخفاض في حاسة الشم قد يساهم في تطور الاكتئاب من خلال التأثير على قدرة الفرد على الاستمتاع بتجارب ممتعة أو الاختلاط بالآخرين أو اكتشاف المخاطر المحتملة في بيئتهم. بالإضافة إلى ذلك ، سلطت الدراسة الضوء على التأثير المحتمل لتقليل التحفيز الحسي على الصحة العقلية بشكل عام.
اقرأ أيضًا: السمنة: 6 عوامل الخطر الرئيسية للسمنة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عامًا
تؤكد نتائج هذه الدراسة على أهمية التعرف على الدور المحتمل للخلل الشمي كعامل خطر للإصابة بالاكتئاب في أواخر العمر. يمكن أن تساعد استراتيجيات الكشف والتدخل المبكر التي تستهدف كبار السن الذين يعانون من ضعف حاسة الشم في التخفيف من المخاطر وتحسين نوعية حياتهم. هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتعمق في الآليات الأساسية واستكشاف التدخلات المحتملة التي يمكن أن تعالج هذا الارتباط بين الشم والصحة العقلية.
مع استمرار العلماء في كشف العلاقة المعقدة بين الحواس والرفاهية العقلية ، قد يفكر مقدمو الرعاية الصحية ومقدمو الرعاية في دمج تقييمات حاسة الشم كجزء من فحوصات الشيخوخة الروتينية ، وبالتالي تمكين تحديد وإدارة الاكتئاب في الوقت المناسب بين السكان المسنين.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.