مراسلو الجزيرة نت
طهران- تصاعدت نبرة التهديد والوعيد بين إيران وإسرائيل حتی بلغت ذروتها خلال الآونة الأخيرة، ما يرفع تخوف الرأي العام الإقليمي من تحولها إلى ردود فعل عسكرية.
فبعد تهديد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن بلاده ستفاجئ إيران دوما، رد مسؤول إيراني بالقول إن أي اعتداء عسكري إسرائيلي على طهران سيقابل برد واسع وغير مسبوق.
في السياق، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، التابعة للاحتلال الإسرائيلي، أهارون حاليفا، إن “إيران هي التهديد الحقيقي لإسرائيل”، مضيفا خلال حديثه في مؤتمر “هرتسيليا” الاثنين الماضي أن “المواجهة مع إيران تحوّلت إلى مواجهة مباشرة، وأن إمكانية التصعيد الذي قد يتدهور إلى حرب، ليس منخفضا”.
يأتي ذلك بعد أيام من تنفيذ حزب الله اللبناني مناورة عسكرية قرب الحدود مع إسرائيل، علقت عليها قيادات استخبارية وعسكرية إسرائيلية بالقول إن “إيران تخوض حرب استنزاف عبر وكلائها في المنطقة ضد إسرائيل”.
وكان وزير الأمن الإيراني إسماعيل خطيب تحدث مطلع الشهر الجاري عن نجاحات كبيرة في توجيه ضربات داخل إسرائيل وخارجها، موضحا أن تلك الضربات تمت بالتعاون والتنسيق بين أجهزة الأمن الإيرانية، دون أن يشير إلى زمان تنفيذها ومكانه.
سخرية دبلوماسية
من ناحيته، يصف الباحث الإيراني في الشؤون السياسية رضا صدر الحسيني، التهديد الإسرائيلي بأنها “سخرية سياسية”، موضحا أن “طهران على أتم الاستعداد للرد على أي هجوم أميركي محتمل، ما يجعل الرد على الاحتلال الإسرائيلي نزهة للقوات الإيرانية والقوات المتحالفة معها”، على حد تعبيره.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقرأ صدر الحسيني تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد طهران في سياق تصدير الأزمة -التي تلاحق نتنياهو منذ أشهر- إلى الخارج، ولحرف انتباه وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية عما يجري داخل إسرائيل على الصعيد السياسي، ونتائج حربها الأخيرة على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وتابع الباحث الإيراني، أن التهديدات الإسرائيلية ضد إيران ليست جديدة، مستبعدا أن يجرؤ الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ المغامرة خشية نتائجها غير المحسوبة، مشددا على أن طهران تضع أصابعها على الزناد في سبيل ضمان أمنها القومي ومصالحها الوطنية.
وأوضح أن بلاده تعمل منذ سنوات على تبني سياسة هجومية بدلا من النظرية الردعية، وأنها قد تقدم على إزالة التهديد قبل أن يستهدف مصالحها الوطنية وأمنها القومي.
استبعاد الحرب
وعما إذا كانت واشنطن ستسمح لإسرائيل بمهاجمة إيران، استبعد الباحث الإيراني أن تطمئن الولايات المتحدة تل أبيب، انطلاقا من نتائج الاحتكاك الأميركي بطهران، ولا سيما في حادثي إسقاط الحرس الثوري المسيرة الأميركية “غلوبال هوك” فوق المياه الخليجية عام 2019، وقصف قاعدة عين الأسد ردا على اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مطلع 2020.
من ناحيته، يعتقد الباحث العسكري علي عبدي أن الولايات المتحدة لا ترغب في الوقت الراهن بفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط، قبل حسم الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن ظروف الاقتصاد الأميركي ومعرفة واشنطن بتداعيات أي هجوم محتمل على إيران، يبعدان شبح الحرب عن المنطقة في الوقت الراهن.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى عبدي أن تحصينات برنامج إيران النووي وانتشار منشآته في ربوع البلاد، يجعلان من تدميره مهمة مستحيلة بالنسبة للكيان الإسرائيلي، إلا إذا دخلت الولايات المتحدة بكامل قوتها على الخط، عندها قد تتمكن من إلحاق الضرر به.
خطة محكمة
وأوضح عبدي أن بلاده قد أعدت العدة لأي هجوم إسرائيلي محتمل، وأنها خططت لحسم المعركة خلال 3 أيام، عبر فتح عدة جبهات على العدو الإسرائيلي من داخل دول الطوق العربي، وأكثر من جبهة من مسافات بعيدة.
وأشار إلى اعتراف السلطات الإسرائيلية بفشل “القبة الحديدية” في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية خلال معركة “ثأر الأحرار” الأخيرة ما استدعى استخدام منظومة “مقلاع داود”.
وقال إن على المسؤولين الإسرائيليين أن يتخيلوا قدوم آلاف الصواريخ ذات مديات قصيرة ومتوسطة، ترافقها أسراب المسيّرات الانتحارية لتعطيل منظوماتهم الدفاعية، علی أن تتبعها رشقات الصواريخ الباليستية من جهات متفاوتة، لتخلف خسائر فادحة بالأرواح والمنشآت العسكرية.
وردا على التهديدات الإسرائيلية باستهداف المواقع النووية الإيرانية، يقول عبدي إن بلاده أعدت بنك أهداف إسرائيلية، وإن المنشآت النووية الإسرائيلية ليست سوى جزء بسيط منها، وعبّر عن أمله بمفاجأة نتنياهو في اليوم الموعود بكشف طهران عن أسلحة جديدة لم تكن في الحسبان، على حد وصفه.
وخلص المتحدث إلى أن إيران قامت بإعداد خطة عسكرية محكمة، والتنسيق مع حلفائها فيما وصفه بـ”محور المقاومة” وتقسيم الأدوار في حال أقدمت إسرائيل على مهاجمة منشآتها النووية، مضيفا أن الحلقة الأسهل في موضوع مهاجمة إيران هي إطلاق الشرارة الأولى للحرب لتتدحرج كرة اللهب بعدها بما لا تشتهي إسرائيل.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.