متابعات ينبوع العرفة:
رغم مرور ما يقارب قرن ونصف على وفاة الأمير عبد القادر بم محي الدين الجزائري عام 1883، إلا أنّ السلطات الجزائرية تحاول الحفاظ على صورته كرمز للهوية الوطنية عبر استحضار بطولاته ضد الاستعمار الفرنسي.
كما لا يزال هذا القائد السياسي والعسكري، ومؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة، يُثير الكثير من النقاشات والجدل في كل مرة يُذكر فيها اسمه.
احتفاء خاص
واختارت السلطات الجزائرية أن يكون احياء ذكرى وفاته، هذه السنة والمصادفة لـ26 مايو، مميزاً وخاصاً، أولاً بإعلانها عن مشروع لتشييد تمثال ضخم للأمير يٌنصب في مدينة وهران غربي الجزائر، وثانياً لتدشين الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ساحة الأمير عبدالقادر والنصب التذكاري المخلد لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة في موسكو، على هامش زيارته إلى روسيا التي تدوم ثلاثة أيام (14-16 يونيو).
وقالت الرئاسة الجزائرية، إنّ “النصب التذكاري لمؤسس الدولة الجزائر الحديثة الأمير عبدالقادر، يعتبر أول نصب لقائد مسلم وعربي في تاريخ مدينة موسكو”.
وورد في النصب التذكاري أن الأمير عبدالقادر “بطل وطني ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة”، أسدت له روسيا “فارس من وسام النسر الأبيض الروسي” نظير دوره في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860.
ويعد هذا المعلم التذكاري الجديد، الأول من نوعه في روسيا الذي يمجد شخصية إسلامية وعربية، وذلك تقديرا لإسهامات ودور مؤسس الدولة الجزائرية في نشر قيم التسامح في العالم.
أما عن التمثال الضخم، الذي من المقرر أن يُشيد في مدينة وهران غربي العاصمة، فإنّ طوله يبلغ 42 مترا، وسيكون سيف الأمير مزودا بتقنية الليزر ومتجهاً نحو القبلة، حيث سيقوم حصان الأمير عبدالقادر في التمثال على خمس ركائز رمزا لأركان الإسلام، فيما تصل تكلفته إلى حوالي 8.5 مليون دولار أميركي.
الأمير عبدالقادر الجزائري
وبحسب التصميم، فإنّ التمثال سيكون قريباً من مسجد “رباط الطلبة”. وسيوضع فوق تلة جبل مرجاجو المطل على مدينة وهران.
أما القيمة المالية المرصودة لتشييد تمثال الأمير عبدالقادر، فقد تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اختلفت وجهات النظر بين عدد من النشطاء الذين رأى بعض منهم بأنّها تبذير وإسراف، أما البعض الآخر فرأى أنّ الأمير يسّتحق أكثر من هذه القيمة المالية بسبب تضحياته الجسام في سبيل الوطن.
علم غزير
وولد الأمير عبدالقادر بن مُحيِ الدين في عام 1808 بقرية القيطنة قرب مدينة معسكر بنواحي وهران، غرب الجزائر، واستطاع أن يقود الجزائريين لتحرير البلاد من المستعمر، وهو في العشرينيات من عمره. وقد أهّله في ذلك نبوغه في المعرفة الدينية وعلمه الغزير، فقد دامت ثورته 17 سنة كاملة، هزم فيها جنرالات وأجبر آخرين على توقيع اتفاقيات هدنة معه.
وفي الـ30 من مايو 1837، أجبرت المقاومة الشرسة للأمير عبدالقادر الجزائري، الفرنسيين على توقيع “معاهدة تافنة”، التي جعلت منه الحاكم الفعلي لثلثي الأراضي الجزائرية.
حضور بعد الموت
وتوفي الأمير عبدالقادر الجزائري عام 1883 في منفاه في العاصمة السورية واحتضنت دمشق، جثمان الأمير بين 1883 و1965، فقد تحوّل قصره هناك إلى متحف يزوره السياح.
وبعد الاستقلال، نُقل الثائر الجزائري إلى مقبرة العالية بالعاصمة، التي تُعد مدفن الرؤساء والزعماء الجزائريين.
ورغم وفاته، ظل الأمير حاضراً في ذاكرة الجزائريين، إذ ارتبط اسمه بالقيادة والشجاعة والحكمة وأصبح رمزا للاستقلال والحرية.
الجدير بالذكر ان خبر “بعد 140 سنة على رحيله.. الأمير عبدالقادر الجزائري حاضر بساحة في موسكو” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.