قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نواف العامر، إن رئيس الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن موقفه الواضح برفض قيام الدولة الفلسطينية، وأحرج السلطة حينما تحدث عنها كطرف يستمد شرعية بقائه وأهميته من نجاحه في تقديم الخدمات للإسرائيليين.
وأشار إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم تتوان عن إيصال رسائل سياسية واضحة، تؤكد رفضها لحل الدولتين وتجاوزها لاتفاقيات أوسلو، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات عن جدوى التمسك بتلك الاتفاقيات التي لفظها الاحتلال رغم إهدارها للحقوق الفلسطينية.
وجاء حديث العامر خلال الحلقة التي خصصها برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2023/6/26) لحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن وجوب العمل على اجتثاث فكرة إقامة دولة فلسطينية وقطع الطريق أمامها، وتأكيده في ذات الوقت، على أن إسرائيل تريد بقاء السلطة الفلسطينية وعلى استعداد لدعمها.
وقد اعتبرت الرئاسة الفلسطينية تصريحات نتنياهو دليلا على حقيقة النوايا الإسرائيلية الرافضة للشرعية والقانون الدوليين.
وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن الرسائل التي أراد نتنياهو توجيهها بهذه التصريحات الآن وإلى من؟ وإلى أي مدى تعكس حقيقة السياسة الإسرائيلية فيما يخص إقامة دولة فلسطينية، وعن خيارات السلطة تجاه ما أعلنه نتنياهو بحق الدولة وحول دعمها.
تفريق مقصود
ولفت العامر في حديثه لما وراء الخبر إلى أن نتنياهو كان حريصا في حديثه على التفريق بين السلطة كمنظمة، والكيان الفلسطيني، كدولة، والتي هي -حتى وفق الاتفاقيات- سلطة منزوعة السلاح والصلاحيات.
ورأى أنه على السياسيين المنتسبين لتلك السلطة التي أكد نتنياهو حرصه على بقائها، أن يعلقوا على ما يراه الاحتلال سببا لبقاء السلطة، وهو نجاحها في تقديم خدمات له، مشيرا إلى أن أي حديث من المسؤولين الإسرائيليين يظهر قبولا بوجود الدولة الفلسطينية، يعقبه تراجع واضح عن ذلك.
وشدد على أن جميع الفلسطينيين يدركون حقيقة هدف نتنياهو وحكومته، وهو الإبادة والتطهير العرقي، والذي يستمدونه من الفكر الصهيوني الذي ينكر بشكل كامل الحق الفلسطيني في البقاء، فهي في حقيقة الأمر ليست مواقف سياسية، وإنما فكر صهيوني متطرف.
إعلان أحادي
ورغم عبارات نتنياهو الواضحة التي أكد فيها رفضه فكرة الدولة الفلسطينية، فإن ريتشارد غودستاين، المستشار السابق في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، يرى أنه ربما يعني أنه لا يقبل أن يعلن الفلسطينيون عن دولتهم بشكل أحادي، وإنما ينبغي أن يتم الإعلان عنها عبر المفاوضات.
لكنه وبعد إشارة مقدمة ما وراء الخبر لعبارات نتنياهو الحاسمة، أقر بأنه ومستشاريه من اليمين المتطرف، موقفهم قديم في اعتقادهم بأنه لا يجب أن يكون هناك دولة فلسطينية، لكن عدم تصريح أي رئيس وزراء إسرائيلي سابق بالرفض الواضح لحل الدولتين، يدفعه للاعتقاد أن ما عناه نتنياهو ليس بالحدة التي ظهر عليها.
وفي ذات السياق، ذهب غودستاين إلى أنه طالما ظل نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون في السلطة، فإن فكرة حل الدولتين لن تكون قريبة المنال، مشددا في الوقت ذاته على أن واشنطن لن تتخلى عن هذا الحل، وكذلك الحال لدى دول الخليج الذين يصرون على هذا الحل.
غير عادية
ويرى ألون أفيتار، المستشار السابق للشؤون العربية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن تصريحات نتنياهو “غير عادية” رغم أنها لم تأت بجديد، معتبرا أنه استهدف من خلالها توجيه رسائل للجانب الأميركي والسلطة الفلسطينية، وبدرجة أقل للداخل الإسرائيلي.
وأضاف في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر، أن الهدف المركزي لهذه التصريحات، هو الوصول إلى تهدئة للأوضاع المشتعلة في الضفة الغربية، والمساعدة في إيجاد استقرار سياسي بها عبر دعم السلطة الفلسطينية.
وأكد أن فكرة نتنياهو قديمة، وهي الوصول لاستقلال الحكومة الفلسطينية، وليس الوصول لدولة فلسطينية، مشددا على أن الأميركيين والمسؤولين في السلطة الفلسطينية، إضافة إلى قادة الشرق الأوسط، مقتنعون أن حل الدولتين فكرة غير واقعية.
وأشار إلى أن هناك رسالة واضحة ومهمة، موجهة من نتنياهو للقيادة الفلسطينية، سواء الحالية التي يترأسها محمود أبو مازن أو من ستأتي بعده على حد تعبيره، وهي أن موقفه تجاهها مختلف عن موقف اليمين المتطرف المشارك في حكومته والذي يرى أنه لا حاجة لوجودها.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.