تزايدت في السنوات الأخيرة حالات العثور على رفات جنود فُقدوا خلال الحرب العالمية الأولى، بفضل أشغال كبيرة وتنظيم أفضل للخدمات المكلفة بالاهتمام برفاتهم.
ونشبت الحرب العالمية الأولى بداية في أوروبا عام 1914 وانتهت في 1918، ولكن رغم مرور 105 أعوام فقد عُثر مؤخرا على رفات 3 جنود كنديين ودفنوا في “أبهة” في شمال فرنسا، بينما تكتشف بقايا مزيد من هؤلاء العسكريين على مر الوقت.
وقال غوردون غيلفيثر (77 عاما) حفيد شقيقة السرجنت ماسغريف (أحد الجنود الثلاثة) الذي كان في كتيبة المشاة الكندية السابعة وفُقد في سن 32 “كنا نعرف أنه قُتل” لكن “وجود مكان لنزوره للذكرى أمر مختلف تماما”. وأضاف “إنه يوم مؤثر جدا”.
وسبق أن عُثر على رفات السرجنت ماسغريف في 2017 بالقرب من لينس في منطقة با دو كاليه، وقد دفن في مراسم عسكرية الخميس الماضي مع مرتبة الشرف العسكرية في أقرب مقبرة بريطانية في لوزاغوهيل بالقرب من اثنين من رفاق السلاح هما هاري أثرتن (24 عاما) والكابورال بيرسي هوارث (23 عاما).
هؤلاء الثلاثة ولدوا في بريطانيا وهاجروا إلى كندا حيث عمل أحدهم بحّارا والثاني نجارا والثالث عامل نقل قبل أن يلتحقوا بالجيش ويُرسلوا إلى أوروبا.
وقد سقطوا في اليوم الأول من معركة “الشاطئ 70” الشرسة التي سقط فيها أكثر من 10 آلاف كندي بين 15 و25 أغسطس/آب 1917 في محاولة لاستعادة مدينة التعدين الإستراتيجية لنس.
نقل العظام
ولفترة طويلة كانت العظام التي يُعثر عليها باستمرار بين بلجيكا وباريس تنقل سرا.
وأوضح آلان جاك -مدير دائرة الآثار في أراس ومن أوائل الذين دافعوا عن عمليات البحث المنهجية لتلك الفترة- أنه “أثناء إنشاء البنى التحتية الرئيسية الأولى لم تكن هناك قواعد لاستخراج البقايا”.
وأضاف أن المتعهدين والمزارعين كانوا يتحفظون على الإبلاغ عن أي رفات يكتشفونها خوفا من أن يؤدي ذلك إلى عرقلة أعمالهم.
وتابع أن اكتشاف البقايا يتسارع الآن لأن الورشات تستدعي بشكل منهجي خبراء إزالة الألغام وهم جنود سابقون غالبا ما يكونون حساسين حيال هذه الرفات، وكذلك بفضل وجود خدمات تفاعلية متخصصة.
تحديد الهويات
يعمل منذ عامين في الهيئة التي تشرف على قبور جنود الإمبراطورية البريطانية السابقة (مفوضية الكومنولث لمقابر الحرب)؛ علماء أنثروبولوجيا مقرهم في شمال فرنسا، وهم مسؤولون عن تسلم الرفات وعناصر تحديد هوياتها.
وعلى الجانب الفرنسي عيّن المكتب الوطني للمحاربين القدامى أيضا عالمَ أنثروبولوجيا مؤخرا.
ويقول ستيفان ناجي رئيس وحدة تسلم الرفات في مفوضية الكومنولث “بنينا شبكة في عالم الأشغال العامة وإزالة الألغام والشرطة لتبلغنا بالعثور عن البقايا”.
وهذه الهيئة تُعنى برفات نحو 40 إلى 60 شخصا كل عام يتم اكتشافها أثناء أعمال زراعية أو في مواقع بناء مثل توربينات الرياح.
وفي مختبراتها تمكنت من معرفة هويات نحو 100 من جنود الكومنولث الذين أُخرجت بقاياهم من الأرض ولا سيما أثناء بناء المستشفى الجديد في لنس.
فرصة حاسمة
ويمكن انتشال رفات عشرات وربما مئات القتلى أثناء حفر قناة “سين-نور” التي ستربط بحلول 2030 نهري كومين وكامبري في الشمال، على امتداد 107 كيلومترات كان 100 منها يشكل خط الجبهة.
وقالت مديرة المفوضية كلير هورتون “سنبذل جهودنا القصوى لتحديد هويات أكبر عدد ممكن منهم وإبلاغ عائلاتهم”، معتبرة ذلك “فرصة قصيرة ولكنها حاسمة”.
ويجري حاليا بناء مقبرة جديدة تتسع لـ1200 قبر في لوزانغوهيل، بجوار المقبرة البريطانية الحالية.
ويؤكد غوردون غيلفيثر أن “الرسالة هي أنه حتى بعد مرور قرن لن ننسى أنهم ضحوا بحياتهم لنتمكن من العيش بسلام”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.