تحوّل اسم الممثلة الهندية بريانكا شوبرا، التي فازت بلقب ملكة جمال العالم عام 2000، إلى علامة مسجلة داخل الهند وخارجها، فقد استطاعت خلال 23 عاما أن تبني مسيرة مهنية ناجحة للغاية، لتصبح حاليا الممثلة الأعلى أجرًا في الهند، وصاحبة شركة إنتاج، وممثلة وسفيرة للنوايا الحسنة.
ومن الهند خرجت النجمة إلى العالم، وها هي في شهر واحد تقريبًا تظهر على شاشات السينما بفيلم أميركي من بطولتها مع سيلين ديون، ومسلسل يعد صاحب ثاني أضخم ميزانية لمسلسل تلفزيوني على الإطلاق، وأصدرته منصة “برايم تايم” (Prime Time) أمازون.
فيلم “حب مرة أخرى”
فيلم “حب مرة أخرى” (Love Again) رومانسي كوميدي أميركي، كتبه وأخرجه جيمس ستروس، وهو إعادة إنتاج لفيلم ألماني تناول الحبكة نفسها، ويشارك بريانكا شوبرا بطولة الفيلم كل من سام هيوين ونجمة الغناء سيلين ديون في أول ظهور لها على شاشة السينما، لتقدم شخصيتها الحقيقية مع لمسة خيالية، وقد أشرفت سيلين على الفيلم كمنتجة تنفيذية كذلك، بالإضافة إلى تقديمها خلاله 5 أغان جديدة.
تدور أحداث الفيلم حول “ميرا” وهي كاتبة ورسامة شابة، تعمل في مجال كتب الأطفال، تفقد حبيبها بشكل مفجع أمام عينيها في حادثة سيارة، يقودها شاب مخمور، فتدخل “ميرا” في دائرة من الحزن لمدة عامين، قبل أن تعود للمدينة وتعيش مع أختها الصغرى، وتحاول مرة أخرى إعادة اكتشاف الحياة، وفي أحد الأيام ترسل رسائل نصية إلى رقم الهاتف المحمول الخاص بحبيبها المتوفي.
يتلقى هذه الرسائل ناقد الموسيقى ذو الأصول الأسكتلندية “روب”، الذي حصل على هذا الرقم من عمله مؤخرًا، يبدأ فضول الشاب يتصاعد تجاه صاحبة الرسائل الحزينة، ويتتبعها في أحد الأيام، ويلتقيان بالفعل.
تبدأ قصة حب تنسج خيوطها حولهما، ولكن “روب يخفي حقيقة أنه صاحب رقم الهاتف الحالي، الأمر الذي يؤدي كما هو متوقع إلى أزمة الفيلم”.
على الجانب الآخر، يكتب الناقد “روب” مقالة عن الشخصية الحقيقية للمطربة الكندية سيلين ديون بمناسبة قيامها بجولة موسيقية لأول مرة منذ سنوات، بعد وفاة زوجها وحب عمرها رينيه، ويستلزم ذلك مقابلتها عدة مرات، وسماع موسيقاها وفهم فلسفتها في الحب، لتتحول هذه اللقاءات معها إلى جلسات يعيد خلالها الكاتب اكتشاف الحب، وتلهمه لقاءاته مع سيلين ديون حلولا لأزمة علاقته مع حبيبته ميرا.
وعلى الرغم من أن سيلين وأغانيها خط فرعي في فيلم “حب مرة أخرى”، فإنها أفضل ما جاء في الفيلم، وأعطاه ما يميزه عن الأفلام المشابهة التي تتمحور حبكتها حول ميلودراما المصادفات، وقصص الحب المخلوطة بالكوميديا، فمنذ اللقطة الأولى يقع الفيلم في فخ التقليدية، ويمكن بسهولة توقع سير أحداثه.
بينما بريانكا شوبرا لم تقدم كثيرا للعمل ككل، إذ يمكن استبدالها بأي ممثلة متوسطة الموهبة للقيام بهذا الدور الذي قدمته من قبل الكثير من الممثلات في بداية مسيرتهن السينمائية، وخلال فترة رواج هذا النوع من الأفلام في التسعينيات وبداية الألفية.
مسلسل “قلعة”
ينتمي مسلسل “قلعة” (Citadel) التلفزيوني لأنواع الأكشن والتشويق والجاسوسية، ويُعرض على “أمازون برايم فيديو” (Amazon Prime Video) ويشارك في إنتاجه الأخوان روسو، اللذان قدما من قبل أهم أفلام “مارفل”، ومن بطولة ريتشارد مادين وبريانكا شوبرا.
تبلغ ميزانية المسلسل 300 مليون دولار، ليحتل مرتبة المسلسل صاحب ثاني أعلى ميزانية، وتم تجديده قبل عرضه لموسم ثان. ومن المقرر أن يخرجه المخرج جو روسو.
بالإضافة إلى ذلك، قررت منصة أمازون تقديم أكثر من نسخة من المسلسل، منها إيطالية وهندية وإسبانية ومكسيكية وسيبدأ عرضها عام 2024.
تدور أحداث المسلسل حول منظمة جاسوسية تهدف إلى حماية العالم من القوى العظمى التي تتآمر لاستمرارية الحروب، لكن منذ 8 أعوام تمت خيانة المنظمة من قبل أحد أعضائها، الأمر الذي تسبب في اغتيالهم جميعًا ما عدا 3، الجاسوستين “نادية” و”ميسون”، ومديرهما المباشر “بيرنارد”، وكمحاولة لحماية أسرار المنظمة يقوم الأخير بمحو ذاكرتيهما.
تمر الأعوام وتبدأ كل من “ميسون” و”نادية” حياة جديدة بعد فقدانهما الذاكرة، لكن على الجانب الآخر تبحث منظمة معادية عن حقيبة تحتوي على الخريطة والأرقام السرية للقنابل النووية حول العالم، فيضطر “برنارد” لإعادة الجاسوستين الباقيتين لحياتهما السرية، لتنقذا الحقيبة قبل وصولها للأيدي الخاطئة.
تقدم شوبرا في هذا المسلسل أداءً مختلفًا تمامًا عن فيلم “حب مرة أخرى”، هنا هي في عميلة سرية شديدة الخطورة حيث تفقد ذاكرتها، ولكن مع أن قدراتها ليست خاصة للغاية، تقوم البطلة بكثير من مشاهد الحركة برشاقة ومهارة كبيرة، بالإضافة إلى الجانب العاطفي للشخصية الذي نكتشفه خلال الأحداث، فقبل هذه الحادثة جمع بين “نادية” و”ميسون” زواج مضطرب، بالإضافة إلى مشاركتيهما في العمليات الجاسوسية معًا.
يمكن تفسير الميزانية العالية للمسلسل بوجود عدد كبير من أماكن التصوير، وبالتالي كان على فريق العمل التنقل من بلد إلى آخر، وكذلك إعادة تصوير كثير من المشاهد بعد تغيير فريق الإخراج، ومشاهد الأكشن التي تتطلب استخدام المؤثرات البصرية بالإضافة إلى إعادة التصوير والتدريب.
لكن الناتج النهائي لم يظهر هذه الميزانية، فالمسلسل من الناحية البصرية أو الفنية جيد، غير أنه ليس مبهرًا بأي حال من الأحوال، وربما لهذا السبب، قرر المخرج جو روسو إخراج الموسم الثاني ليضمن جودة أعلى.
واستطاعت شوبرا في هذا العام تقديم دورين مختلفين تمامًا في السينما والتلفزيون الأميركي، لكن لا يعني هذا الاختلاف الجودة في الوقت ذاته، فهي لم تترك بصمة مميزة بهذين العملين.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.