تتمتع نباتات القطيفة بأزهارها القرمزية الزاهية المتفتحة طوال الصيف، مما يجعلها من بين النباتات الأخاذة واللافتة. لكن بخلاف شكلها الزاهي والجميل، تشتهر النبتة ببذورها التي عادة ما يتم استخدامها بديلا للحبوب المعروفة مثل الأرز والشوفان والكينوا.
نبات القطيفة واستخداماته عبر التاريخ
الموطن الأصلي لنبات القطيفة هو المكسيك وأميركا الوسطى، ولكن عبر القرون الماضية تم استزراع النبات في مختلف أنحاء العالم. وكانت حبوب القطيفة غذاء أساسيا لحضارات الأزتك والمايا والإنكا، ولا تزال جزءا من النظام الغذائي لدول عديدة في أميركا الوسطى.
وخلال العقود الأخيرة، ازدادت شعبية حبوب القطيفة في جميع أنحاء العالم نتيجة اهتمام المزيد من الناس بفوائدها الصحية المتعددة ومذاقها الغني وتعدد استخداماتها، الأمر الذي يجعلها خيارا مثاليا للعديد من الوصفات.
الفوائد المثبتة علميا لحبوب نبات القطيفة
يمكن أن توفر العناصر الغذائية الموجودة في القطيفة فوائد صحية كبيرة كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن. فهي مصدر غني لفيتامين سي الحيوي لأنه يساعد في معالجة وامتصاص الحديد وتكوين الأوعية الدموية وإصلاح أنسجة العضلات والحفاظ على الكولاجين المعزز لشباب الجسم.
كما أن هذه الحبوب غنية بفيتامين “بي 6” وحمض الفوليك والكثير من المعادن مثل المغنيسيوم والفوسفور والمنغنيز، ما يساعد في تقليل الالتهاب ودعم صحة العظام وجهاز المناعة والقلب والأمعاء.
علاوة على ذلك، تتمتع حبوب نبات القطيفة بالفوائد الصحية التالية:
-
بديل خال من الغلوتين وغني بالبروتين
تعد حبوب أو بذور نبات القطيفة بديلا مثاليا للحبوب الغنية بالغلوتين الذي يصعب هضمه ويسبب مشاكل الأمعاء المختلفة، وهي مناسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو عدم تحمل الغلوتين.
كما تحتوي القطيفة على كميات غنية من البروتين والأحماض الأمينية، إذ يوفر كوب واحد من حبوب القطيفة المطبوخة نحو 9 غرامات من البروتين. ويتم استخدام هذه المغذيات من قبل كل خلية في الجسم تقريبا، وهي ضرورية لبناء كتلة العضلات وتحسين صحة جهاز الهضم والجهاز العصبي.
-
غنية بمضادات الأكسدة
بذور نبات القطيفة تُعد مصدرا جيدا لمضادات الأكسدة وهي مركبات طبيعية تساعد في الحماية من الجذور الحرة الضارة بالجسم والتي تساهم في تطور الأمراض المزمنة.
وكشفت الدراسات العلمية المتخصصة أن محتوى البذور الكبير من الأحماض الفينولية، وهي مركبات نباتية تعمل كمضادات للأكسدة، تساعد في الحماية من أمراض مثل مرض القلب والسرطان وتساعد في حماية الكبد من التلف.
-
الوقاية من الالتهابات المزمنة والأمراض
الالتهاب هو استجابة مناعية طبيعية مصممة لحماية الجسم من الإصابة والعدوى. ومع ذلك، يمكن أن يساهم الالتهاب المتكرر في الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان والسكري واضطرابات المناعة الذاتية.
وقد وجدت عدة دراسات متخصصة، على الحيوانات وأنابيب الاختبار، أن القطيفة يمكن أن يكون لها تأثيرات مضادة للالتهابات في الجسم.
حيث ساعد تناولها في تثبيط إنتاج الغلوبولين المناعي “إي”، وهو نوع من الأجسام المضادة المتورطة في إثارة التهاب الحساسية بالجسم. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لقياس الآثار المحتملة المضادة للالتهابات عند تناول حبوب القطيفة على البشر.
-
تقليل نسبة الكوليسترول في الدم
أظهرت دراسات علمية تم إجراؤها على الحيوانات أن بذور القطيفة وزيتها يمتلك القدرة على خفض الكوليسترول الضار بشكل ملحوظ بدون خفض الكوليسترول الجيد.
ويساعد الكوليسترول الجيد في تكوين أغشية الخلايا والهرمونات الستيرويدية مثل الهرمونات التناسلية. علاوة على ذلك، يشارك الكوليسترول أيضا في تنظيم جهاز المناعة والجهاز العصبي، وهو عنصر مهم في الصفراء يعمل على تفكيك الدهون.
-
غنية بالعناصر الغذائية المهمة لصحة الأعضاء
توفر حبوب نبات القطيفة كمية كبيرة من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن الأساسية الصحية للجسم؛ إذ يحتوي ربع كوب من الحبوب الجافة غير المطبوخة على:
- 179 سعرا حراريا.
- 7 غرامات من البروتين.
- 3 غرامات من الدهون.
- 31 غراما من الكربوهيدرات.
- 3 غرامات من الألياف.
- 1 غرام من السكر.
علاوة على ذلك، فإن قطيفة غنية بالبروتين، مع ما يقرب من ضعف الكمية الموجودة في الذرة أو الأرز. وهو العنصر الضروري للحفاظ على كتلة العضلات وإمدادات الدم في الجسم.
تُعد بذور أو الحبوب القطيفة أيضا مصدرا غنيا بالحديد والكالسيوم والفوسفور والمنغنيز والمغنيسيوم، وهي العناصر الأساسية لعمل وكفاءة وظائف الجسم والأعضاء، بما في ذلك الاستجابات المناعية، وتكوين الهرمونات، وحتى تكوين الدم والعظام.
طريقة تحضير حبوب القطيفة
تُباع بذور أو حبوب نبات القطيفة في صورة جافة، لذا يمكن العثور عليها بسهولة على مدار السنة. وللحفاظ عليها لفترة طويلة، من الأفضل حفظها بعناية في وعاء محكم الإغلاق. وللتحضير يمكن اتباع الخطوات التالية:
غلي حبوب القطيفة في 3 أضعاف كميتها من الماء على النار. وبعد أن تصل للغليان، يتم تخفيف الحرارة وتُترك لتنضج لمدة 20 دقيقة حتى يتم امتصاص الماء بالكامل وتصبح قريبة من شكل الكينوا.
يمكن استخدام حبوب القطيفة بدلا من الأرز أو الكسكسي كصحن جانبي في الوجبات الأساسية، أو كعنصر بروتين غني عند تحضير السلطات والحساء الكثيف.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.