“ينبوع المعرفة” اقتباسات الاقتصاد:
كان لتفوّقك في الرسم تأثير حاسم في دخول ميدان الهندسة؛ هل وضعت التخصّص في العمارة نصب عينيك منذ أيّام الثانويّة؟
لطالما كان الرسم يستهويني، لكنّ دخول كلّية العمارة لم يكن في البال، فخلال سنوات الدراسة الثانويّة، كنت أطمح إلى التخصّص في هندسة الكيمياء حتّى أصبح مهندس بترول. لكن، في السنة الإعداديّة بقسم الهندسة، رأى معيد رسومي الخاصّة بمادة الرسم الهندسي، ونصحني بدخول “العمارة”.. وهكذا صار. أستطيع القول إنّه منذ المحاضرة الأولى في كلّية العمارة، أحسست أنّي في المكان الصحيح. ومذّاك، ابتدأ المشوار.
“المنازل” الذكيّة“
كيف تُعرّف مفهوم الفخامة في التصميم الداخلي؛ هل يقتصر الأمر على توظيف خامات ثمينة في مشروعٍ ما؟
أرى أن الفخامة ترتبط بأسلوب العيش المرفّه الذي يسهّل على الساكنين الحياة، وتحديداً بـ”المنازل” الذكيّة” التي يتمّ التحكّم بها بوساطة “الموبايلات”. ثمّ، يحلّ دور الخامات الثمينة والأسلوب الذي قد يكون معاصراً في حالة “المنازل” الذكيّة أو حتّى كلاسيكيّاً.
هل يمكن تصميم مساحة سكنيّة فخمة عن طريق مبدأ “الأقلّ هو الأكثر” less is more أم أن الفخامة تتطلّب ملء الفراغ المعماري بالكثير من المفروشات والإكسسوارات؟
يتفق الطراز” المينمالست”، مع الفخامة التي تحملها التكنولوجيا المتقدّمة، ولو أنّ هذا الميل مطلوب من طائفة قليلة من الناس. علماً أن المساحة السكنيّة، في هذه الحالة، ستبدو مريحةً للأعصاب. بالمقابل، المساحة كثيرة المقتنيات والخامات الثمينة، مطبوعة بالفخامة، أصلاً، إلّا أن دمج التكنولوجيا بها، يجعلها تذهب بعيداً في اتجاه الرفاهيّة في أسلوب العيش.
في سجلّ مشاريعك، في ميدان التصميم، شقق وفلل عائدة لمشاهير في الوطن العربي؛ هل هذه الفئة من الناس متطلّبة أكثر من غيرها؟
بدأ الأمر منذ تصميم منزل لشخصيّة شهيرة في مصر عن طريق الصدفة. ثمّ، جاء أصدقاء هذه الشخصيّة، ومعارفها، وطلبوا خدمات الشركة التي أسّستها، فكرّت السبحة. الأمر المشترك بين الغالبيّة في هذه الفئة من الناس، هو تطلّعهم إلى مسكن مريح ومعمّر وسهل الاستخدام، حتّى يعوّضوا عن ساعات وأياّم الانشغال المتواصلة في الخارج.
الرخام
ما هي المواد التي ترغب في الاشتغال عليها؟
أهوى الخامات الطبيعيّة التي يتفاعل الساكنون معها، لأنّها “حيّة” ومحمّلة بالطاقة، كما الرخام والخشب والزجاج. الجدير بالذكر أن الرخام سيبقى على الدوام مادة فاخرة. صحيحٌ أن المواد المصنعة تحاكي الحجر الطبيعي أخيراً، كما البورسلين الحديث، إلّا أني قد أستخدمه في مشروع تجاري لا يتحمّل حضور الحجر الطبيعي المتطلّب إلى الصيانة على الدوام، لكن في المشاريع السكنيّة، الرخام هو مفضّلي، كما أسلفت.
“هويتي التصميميّة“
على صعيد طرز التصميم الداخلي؛ من المعلوم أن لتفضيلات صاحب المشروع الأولويّة… لكن، هل يجذبك الاشتغال حسب “ستايل” معيّن؟
لا أوجّه أي عميل لاختيار أي طراز محدّد لمنزله، لكن عندما أطبّق هذا الأخير، مهما كان، لا مناصّ من وضع لمساتي، وهويتي التصميميّة.
يوميّات…
هل من أفكار لم تنفّذها بعد في أي مشروع سكني؟ وما هي الطرق التي تحثّك على تجديد أسلوبك؟
أستلهم الأفكار من كلّ ما يحوط بي، لا سيّما من أزياء الناس التي ألتقيها في يوميّاتي، وخامات الملابس وألوانها. مثلاً: قد أصمّم غرفة جلوس منزليّة، متأثّراً بألوان مارّ يرتدي سروالاً من الجينز وبلوزة بيضاء وحذاء بلون وبر الجمل. يتخذ النظر إلى الأمور العادية بعداً آخر في عيني المصمّم، الذي تغلي رأسه بالأفكار، وتتكدّس في درجه “الاسكتشات” التي قد تتطوّر وتصبح طور التنفيد. رأس المصمّم عبارة عن مختبر دائم للأفكار التي يعثر عليها، سواء في يومه أو أسفاره أو اطلاعاته الواسعة. بالمقابل، يراوح المصمّم الذي يبقى مركّزاً على أعماله الماضية، مكانه.
ملاذ للرفاهيّة
ميدان التصميم الداخلي في تغيّر مستمر، بخاصة بعد وباء “كورونا”، كيف تواكب متطلّبات هذا العالم؟
أمسى المنزل نتيجةً للوباء مكاناً للترويح عن النفس، وملاذاً مرفّهاً لسكّانه، إذ يضمّ النادي الرياضي وصالة السينما و”السبا”… الواضح أن مبارحة المنزل لا تتمّ سوى للضرورة، وأن غالبيّة النشاطات تدور في المسكن، وليس في المساحات العامّة. يواكب التصميم الداخلي كلّ ذلك.
ما هي مشاريعك المستقبليّة؟
أنفّذ مشاريع جديدة خارج مصر، بعد أن وفقت في الالتزام بعمل تصميمي في المملكة الإسبانيّة .
في سطور…
كان تخرجّ أحمد حسين في قسم الهندسة المعماريّة، في “أكاديميّة الشروق”، بمصر، في عام 2008، ثمّ أسّس مباشرةً شركته التي تعنى بالهندسة والتصميم الداخلي، مع التركيز على المشاريع السكنيّة الفخمة الخاصّة بالمشاهير العرب في مصر، وخارجها.
المهندس أحمد حسين (2)
المهندس أحمد حسين (3)
المهندس أحمد حسين (4)
المهندس أحمد حسين (1)
الجدير بالذكر ان المنشور تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق “ينبوع المعرفة”
المصدر
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.