الكتاب الأكثر إثارة للجدل.. هل حقا كتب البوني “شمس المعارف الكبرى”؟


متى ذُكر اسم هذا الكتاب أثار معه القلق والرهبة مشفوعين بالاستعاذة من حضور الشياطين، والتحذير من أن قراءته تُدخل صاحبها في نطاق المحظور وربما المُحرم شرعا. على الجانب الآخر، كثيرا ما يثير الكتاب في الوقت ذاته شيئا من الفضول ومحبة الاستطلاع، وإذا ما قررت المُضي والبحث عن طبيعته عبر صفحات الإنترنت، فسوف تجد كمًّا مهولا من النمائم والحكايات الأسطورية والمعلومات المغلوطة.

لِمَ لا ونحن نتحدث عن أحد الكتب التي بلغت شهرتها الآفاق، وتباينت حولها الآراء، تباين لم يقتصر على الكتاب فقط ولكنه مس مؤلّفه بطبيعة الحال؛ فالبعض رآه ساحرا فاسقا، تزوره المردة في الجبال وتُملي عليه الشياطين، فيما صنّفه آخرون صوفيا زاهدا، لدرجة الحديث عمّا له من كرامات، مثل مخاطبة الحروف له، واختفائه عن الناس فجأة متى أراد، نتحدث هنا عن كتاب “شمس المعارف الكبرى”، المنسوب إلى “أحمد بن علي البوني”.

الغموض والشائعات لا يقفان عند هذا الحد؛ إذ يُقال إن البوني كان مولعا بحضارة مصر القديمة، وخلال زيارته أحد المعابد في صعيد مصر، عثر على برديات تحتوي على وصفات سحرية، استخدمها قدماء المصريين في تسخير الجان، فقام بجمعها في كتابه، وهذا مثال واحد فقط على التفسيرات الشعبية المتداولة حول مصادر هذا الكتاب الغامض.

مَن هو البوني؟

يُذكر أن البوني كان ورعا شغوفا بالعبادات، يؤثر العزلة على مخالطة الناس، ولم يكن له أولاد ولا أتباع لإعراضه عن ذلك.(مواقع التواصل)

هو شرف الدين أو شهاب الدين أحمد بن علي بن يوسف البوني، يُكنى بأبي العباس، ويُنسب إلى مدينة “بونة”، عنابة حاليا في دولة الجزائر. سنة مولده غير معروفة، بينما ترجح أغلب الآراء أن وفاته كانت عام 622هـ، ما يوافق القرن الثالث عشر الميلادي. قال عنه الزركلي في كتابه “الأعلام”: “أبو العباس البوني صاحب المصنفات في علم الحروف متصوف مغربي الأصل، نسبته بونة بأفريقية على الساحل”.

المعروف عن حياة البوني قليل وغير مؤكد، لكن من المؤرخين مَن يرجح أن الرجل تعلم قراءات القرآن الكريم في تونس، وتفنن في علوم النحو والمنطق والبلاغة، كذلك علوم الأسماء والإشارات. وبالإمكان رصد أثر علوم اللغة والإشارات تلك على منتجه الفكري، الذي جاء أغلبه متبحرا في أسرار الحروف وخواصها، على حد قول الزركلي.

تشير الروايات الراجحة إلى أن البوني تفقه على مذهب الإمام مالك، لكن ذلك الأمر، شأنه شأن كل ما يتعلق بالبوني، لم يخلُ من تشكيك. يذكر المؤرخ حاجي خليفة في كتابه “سلم الوصول إلى طبقات الفحول” أن البوني كان شافعيا، ويقال إنه كان كثير التنقل؛ أقام بالقاهرة ورحل إلى مكة حاجًّا، ثم إلى بيت المقدس حيث التقى بالحافظ ابن عساكر، ثم إلى بغداد وهناك التقى بابن الجوزي، ومنها إلى مصر فأقام بها مدة، ثم إلى تونس حيث عمل بالتدريس والوعظ، قبل العودة أخيرا إلى مصر والوفاة بها.

ويُذكر أنه كان ورعا شغوفا بالعبادات والصوم، يؤثر العزلة على مخالطة الناس، وكان يخرج بانتظام كي يُقيم في جبل “ماكوض” على البحر شرقي تونس، ولم يكن له أولاد ولا أتباع لإعراضه عن ذلك.

شمس المعارف

(مواقع التواصل)

والواضح أن البوني كان غزير الإنتاج، إذ يذكر إبراهيم باشا البغدادي في كتابه “هدية العارفين” نحو 37 مصنّفا من تأليف البوني، ومن ضمن المؤلفات التي يذكرها البغدادي: إظهار الرموز وإبداء الكنوز، تنزيل الأرواح في قوالب الأشباح، التوسلات الكتابية والتوجهات العطائية، جواهر الأسرار في نواهر الأنوار، خصائص سر الكريم في فضائل بسم الله الرحمن الرحيم، وغيرها.

غير أن معظم تلك المؤلفات مفقود، بل ثمة آراء تشكك في صحة النُّسخ المتوفرة حاليا من مؤلفاته، وعلى الأخص أشهرها: “شمس المعارف الكبرى ولطائف العوارف”. وتعود الطبعة المشهورة والمتداولة حاليا من الكتاب إلى عام 1986، وهي طبعة المطبعة الشعبية في بيروت، وتتكون من أربعة أجزاء في مجلد واحد نحو 600 صفحة، مقسّمة على 40 فصلا، وتورد على البوني في افتتاحيتها: “ويشمل هذا القانون القويم والطريق المستقيم أربعين فصلا، كل فصل يشتمل على معانٍ وإشارات ورموز خفيات وظاهرات، فتدبره بعقلك وتأمله بفكرك”.

وبالإمكان تقسيم تلك الفصول حسب محتواها إلى 4 أنواع؛ فصول ذات محتوى فلكي ورياضي، مثل فصل “في أحكام منازل القمر”، وفصول تناقش مسائل لغوية وعلوم أسرار الحروف، مثل “في اسم الله الأعظم وما له من التصريفات الخفية”، وفصول أخرى ذات صبغة صوفية وروحية، مثل “في الخلوة وأرباب الاعتكاف الموصلة للعلويات”، وأخيرا فصول تنطوي على طلاسم وأسحار غامضة، مثل “في خواص بعض الطلسمات النافعة”.

نتاج عدة أجيال!

اهتمت العديد من المؤلفات والدراسات بكتاب “شمس المعارف” وسعت إلى تتبع أصوله، وقد خلص الكثير منها إ إحدي هذه الدراسات هي القراءة البحثية المعنونة “المعرفة المحرمة..  ملاحظات حول إنتاج، ونقل، واستقبال أعمال أحمد البوني” التي أشرف عليها “نوح غاردنر”، الباحث في قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة ميتشجن الأميركية، يرى غاردنر أن العمل الذي اشتهر من خلاله اسم البوني، وهو كتاب “شمس المعارف الكبرى”، أُنتج خلال القرن الـ11 الهجري/القرن الـ17 الميلادي، أي إن المخطوطة المتوفرة مكتوبة بعد وفاة البوني بنحو 5 قرون كاملة.

اهتمت العديد من المؤلفات والدراسات بكتاب “شمس المعارف” وسعت إلى تتبع أصوله. (مواقع التواصل)

وفي معرض تفسيره لطريقة انتقال تعاليم البوني خلال القرون التي تلت وفاته، يستطرد غاردنر قائلا إن تعليقات عبد الرحمن البسطامي الأنطاكي على كتاب آخر للبوني، وهو كتاب “اللمعة النورانية”، ساهمت في تسهيل استمرار شعبية مؤلفات البوني. والبسطامي، هو زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن علي، متصوف ومؤرخ، من أهل القرن التاسع الهجري، أي بعد ميلاد البوني بنحو 3 قرون، وُلد في أنطاكية وتعلم بالقاهرة وتوفي في بروسة (بورصة التركية حاليا).

المثير للاهتمام أن غاردنر يتعرّض إلى مجموعة من الأسانيد المذكورة في خاتمة كتاب “شمس المعارف”، التي يذكرها البوني تحت عنوان: “خاتمة في ذكر سند مشايخنا رحمهم الله تعالى وقدس أرواحهم”، بوصفها أسماء مرشديه ومعلميه في علم الحروف ومجالات المعرفة الأخرى، والمفارقة تكمن في وجود أشخاص أصغر سِنًّا بكثير من البوني، ويعقب غاردنر: “بالإمكان ملاحظة أن اثنين على الأقل من تلك الأسانيد منسوخة عن عبد الرحمن البسطامي، وأحد الأمثلة الواضحة تلك التي تنسب أصول معرفة البوني بعلم الحروف إلى الحسن البصري”.

هذا الإسناد الذي يستهله البوني بقوله: “(وأيضا سندي بعلم الحروف) إلى الشيخ الإمام أبي الحسن البصري، الذي أخذ عنه حبيب العجمي… وهو لقن الشيخ العارف الفاضل أصيل الدين الشيرازي، وهو لقن الشيخ عبد الله البلياني…”، ويستكمل البوني سرد أسماء المشايخ إلى أن يصل إلى سنده المباشر وهو الشيخ عبد الله الأصفهاني.

بينما يذكر إسماعيل البغدادي في “هدية العارفين” أن أصيل الدين الشيرازي توفي عام 883هـ، بعد أكثر من قرنين على وفاة البوني، وأيضا الشيخ عبد الله البلياني الذي توفي عام 686هـ، أي بعد مرور نحو 60 عاما على وفاة البوني، أما معلمه المباشر الشيخ الأصفهاني فهو من مواليد 616هـ، وله من العمر 6 سنوات عند وفاة البوني!

يرى روبرت إيروين أنه من المرجح أن إسناد الكتابات إلى البوني كان يهدف إلى اقتراح طبيعة محتوياتها بدلا من الإشارة إلى تأليفها الفعلي (مواقع التواصل)

وعن وصول اسم البوني إلى المجتمع الأكاديمي الغربي، يقول غاردنر إن ذلك كان في أواخر القرن التاسع عشر، وأن المستشرق الألماني وليم آلورد هو الذي أوضح تفاصيل مخطوطة “شمس المعارف الكبرى” المحفوظة في برلين، التي ظهرت منذ ذلك الوقت في عدد من الطبعات التجارية بالشرق الأوسط.

وفي دراسة أخرى أشرفت عليها جامعة بنسلفانيا الأميركية، تحت عنوان “السحر والعرافة في عصور الإسلام المبكرة”، يسوق الرأي ذاته روبرت جراهام إيروين، الكاتب والأكاديمي الإنجليزي المتخصص في دراسات العصر المملوكي، الذي يرى أنه من المرجح أن إسناد الكتابات إلى البوني كان يهدف إلى اقتراح طبيعة محتوياتها بدلا من الإشارة إلى تأليفها الفعلي، وأن البوني مثل جابر بن حيان، استُخدما علامةً على نوع غامض من المؤلفات، وأن كتابات هذين الشخصين شبه الأسطوريين أُنتِجت بشكل شبه مؤكد من قِبَل العديد من المؤلفين المجهولين. وبمعنى آخر، يرى إيروين أن اسم البوني صار مثل ملصق يمكن وضعه على أي كتابة تختص بالسحر، مثل حكايات ألف ليلة وليلة، التي اكتسبت قوامها عبر أجيال.

في السياق ذاته، يرى المستشرق الهولندي المتخصص في دراسة المخطوطات في جامعة لايدن، جان جست ويتكام، أن مجموعة مؤلفات البوني متعددة التأليف ونتاج عمل عدة أجيال من السحرة الممارسين، الذين رتبوا عمل البوني وفكره وأضافوا ، ويضيف جان أن هذا العمل ربما امتزج بعناصر من أعمالهم الخاصة. ويصوغ جان حول ذلك مصطلحا جديرا بالتأمل وهو “جسد البونيين” (corpus Bunianum)، في إشارة إلى الثروة الفوضوية لمواد البوني الموجودة في المخطوطات، وإلى أن محتوى تلك المؤلفات ينتمي إلى “عدة بونيين” وليس بونيا واحدا على حد قوله.

البوني في نظر ابن خلدون

كان جديرا بابن خلدون أن يحشر البوني مع زمرة السحرة لا أن يُرفقه مع متصوف مثل بن عربي، إلا إذا كان محتوى كتابات البوني التي اطلع عليها ابن خلدون مختلفا عن المحتوى المتوفر بين أيدينا. (مواقع التواصل)

يأخذنا الجدل الدائر حول كتاب شمس المعارف وأصوله إلى شخص البوني نفسه. فمثلا، يُرجع الباحث الجزائري “عبديش براهيم” ندرة ورود اسم البوني في مصادر التاريخ إلى “أن أغلب كتب الطبقات ورجال المالكية أغفلوا ذكره، لاختلافهم في امتهانه صنعة السحر والشعوذة والكتابة فيها، رغم وجود تصانيف منسوبة إليه في التفسير ومنها: تحفة الأحباب ومنية الأنجاب في سر بسم الله وفاتحة الكتاب، وكتابه فصول في التفسير”.

وتُعَدُّ هذه إحدى الإشكاليات في دراسة البوني، حيث إن اسمه غائب عن معظم كتب السير الذاتية، باستثناء ترجمة وحيدة في كتاب تقي الدين المقريزي. بينما يذكر شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله في موسوعة “تاريخ الجزائر الثقافي” اسم بوني آخر، هو أحمد بن قاسم ساسي البوني، المولود أيضا في عنابة لكن في القرن الـ11 الهجري،و الذي كان أيضا متصوفا ومن أسرة ذات نفوذ روحي في تلك الأنحاء. ولا يتوقف تشابه الأسماء عند ذلك الحدّ، فثمة بوني ثالث كذلك هو عبد الملك مروان بن علي البوني صاحب كتاب “تفسير الموطأ” الذي يشرح مُسند الإمام مالك بن أنس، وكثيرا ما يحدث خلط بين مؤلفات البوني الأخير هذا وصاحب “شمس المعارف”.

المعنى ذاته حاضر في كتاب “العبر” لابن خلدون، حيث يورد في الفصل الـ28، وتحت عنوان “في علوم السحر والطلسمات” ما يلي: “ولما كانت هذه العلوم مهجورة عند الشرائع لما فيها من الضرر ولما يشترط فيها من الوجهة إلى غير الله من كوكب أو غيره، كانت كتبها كالمفقودة بين الناس”. اللافت للنظر أن ابن خلدون يشير في الفصل ذاته إلى الكيميائي العربي “جابر بن حيان” ويصفه بكبير السحرة في هذه الملّة، وأن علومه من قبيل السحر، كذلك يَرِد ذكر الرياضي الفلكي “مسلمة بن أحمد المجريطي” في أكثر من موضع، قبل أن يرد اسم البوني في الفصل التالي: “علم أسرار الحروف” مرتفقا وشيخ المتصوفة الشهير محيي الدين بن عربي، ويصفهما ابن خلدون بـ”الغلاة” من المتصوفة الذين يجنحون إلى كشف حجاب الحس.

يمكننا أن نعزو رأي ابن خلدون هذا إلى غياب الحدود الفاصلة آنذاك بين السحر وعلوم الكيمياء القديمة التي كانت مختلفة إلى حد كبير عن الكيمياء الحديثة المعنية بالتحليل الكمي والنوعي للمواد الموجودة في الطبيعة. يمكن فهم الأمر أكثر من خلال الإشارة إلى مصطلح “العلم الزائف” للأنثروبولوجي الإنجليزي إدوارد تايلور، الذي استخدمه للإشارة إلى “السحر” بوصفه طريقة لتفسير العلاقة السببية بين الأشياء، وهو ذاته ما أورده تلميذه الأسكتلندي جيمس فريزر في دراسته الشهيرة “الغصن الذهبي” من أن السحر “إذا ما ثبت يوما أنه فعال، فهو ليس بسحر وإنما علم”. بمعنى آخر أن الالتباس بين علم جديد في ذلك الوقت، كعلم الكيمياء، وبين السحر كان أمرا وارد الحدوث.

من المرجح أن النسخة المتوفرة حاليا من كتاب “شمس المعارف الكبرى” بعيدة تماما عن النسخة التي خطّها البوني في القرن السابع الهجري. (مواقع التواصل)

لكن بغض النظر عن هذا التعقد والتداخل التاريخي بين السحر والكيمياء، فإن ما يدعو إلى الدهشة والتساؤل هو ذكر ابن خلدون لجابر ومسيلمة في فصل السحر والطلسمات دون ذكر البوني، الذي يرد اسمه في فصل السيميا أو علم أسرار الحروف، رغم أن كتاب البوني المتوافر بين أيدينا يحتوي صراحة على طلسمات من ذلك النوع، وبالتالي كان جديرا بابن خلدون أن يحشره مع زمرة السحرة لا أن يُرفقه مع متصوف مثل محيي الدين بن عربي، إلا إذا كان محتوى كتابات البوني التي اطلع عليها ابن خلدون في ذلك الوقت مختلفا عن المحتوى المتوفر بين أيدينا.

وبناء على ذلك، من المرجح أن النسخة المتوفرة حاليا من كتاب “شمس المعارف الكبرى” بعيدة تماما عن النسخة التي خطّها البوني في القرن السابع الهجري، خاصة إذا ما وضعنا شكوك غاردنر حول أسانيد الكتاب ومصطلح “جسد البونيين” بجانب نظرة ابن خلدون إلى البوني مؤلف الكتاب بوصفه أحد الباحثين في علم الحروف، وليس رجلا مشهورا بالطلاسم والأعمال السحرية.

يعني ذلك ببساطة أن النسخة الأصلية من الكتاب، في حال ما إذا كانت موجودة في مكان ما، لن تكون -على الأغلب- لكتاب يحمل وصفات سحرية، وربما تكون على غرار كتب البوني الأخرى، التي تناولت تفسير حروف القرآن الكريم فقط، بينما البقية هي إضافات متنوعة أُرفقت بالكتاب على مدى الزمن من مصادر متنوعة جدا.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post أسباب انخفاض أسعار الذهب فى مصر لأدنى مستوى خلال شهر
Next post لا غذاء أو دواء.. مدينة كتم في دارفور أضحت منطقة كوارث!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading