متابعات ينبوع العرفة:
علماء الفلك كانوا طول عشرات من السنين مخطئين الى حد ما، عبر التأكيد بأن ما ينجذب الى ثقب أسود في الفضاء، يبقى فيه ويستحيل عليه التملص والخروج الى حيث كان، حتى لو كان الضوء نفسه. الا أن هذا الكلام يحتاج الى عبارة “يستحيل الخروج من داخله” ليصبح دقيقا، لأن العلماء تمكنوا بعد رصد واحد، من التقاط أول صورة لحلقته اللامعة وهي تتقيأ مادة استطاعت تفكيك قيودها والافلات.
الثقب الموجود وسط مجرة M87 البعيدة 55 مليون سنة ضوئية عن الأرض، هو من نوع معروف للعلماء باسم Supermassive Black Hole أو “ثقب أسود فائق الكتلة” نظرا لحجمه الهائل، وفوق ذلك هو الأشهر بالكون على الاطلاق، لأنه أول ثقب تمكن العلماء من تصويره، وخطفوا بصورته الأضواء، فتصدرت العناوين الاخبارية، مرفقة في 10 ابريل 2019 بأن حجمه الذي يجعله أشد لمعانا من مجرة “درب التبانة” نفسها، أكبر من 6 مليارات و500 مليون شمس.
والذي نراه يخرج منه كما النفاثات بالصورة المعروضة في الفيديو أعلاه، هي مادة لامعة تدور حوله وملتصقة باطاره اللامع، واستخدم العلماء لتصويرها بيانات جمعوها من 14 مرصدا في العالم، بحسب ما تلخص “العربية.نت” ما بثته الوكالات، وما طالعته في مواقع اخبارية دولية، منها Space.com العلمي الشهير، اضافة الى ما تم نقله عن مجلة Nature العلمية البريطانية.
كيانات يستحيل الخروج من داخلها
والوارد خبريا عن المادة المنفلتة، أنها مجهولة للعلماء المنهمكين حاليا بمعرفة طبيعتها، لكنها تبدو كما نفاثًات قوية تنبثق من المنطقة المظلمة المحيطة بها حلقة الضوء الساطع حول الثقب الذي يبدو شبيها بكعكة.
والحلقة هي من مادة شديدة السخونة والتوهج، لأنها تدور حول الثقب الممسكة جاذبيته بها باحكام شديد، يجعل من الثقوب السوداء كيانات سماوية بجاذبيات، لا يمكن معها لأي مادة أو ضوء الهروب “من داخلها” الى الخارج، وتعبير “من داخلها” أصبح مطلوبا، لأن ما ظهر بالصورة التي تم الحصول عليها “باستخدام ضوء لاسلكي ينبعث من طول موجي أطول” هو انبعاث من حلقة الثقب، لا من جوفه المجهول كليا للعلماء، فليس على الأرض من لديه فكرة عما يجري فيه.
الجدير بالذكر ان خبر “العلماء يلتقطون أول صورة لمادة استطاعت الافلات من ثقب أسود” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.