تشهد المدن السودانية هدوءا مع بدء سريان الهدنة التي تستمر 3 أيام، وذلك عشية انعقاد مؤتمر دولي برعاية سعودية لتقديم المساعدات.
وقال مراسل الجزيرة إن هدوءا حذرا يسود جبهات القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (الرابعة بتوقيت غرينتش).
ووفق بيان سعودي أميركي، اتفق طرفا النزاع على أنهما سيمتنعان عن التحركات والهجمات خلال فترة وقف إطلاق النار.
وقد حذر الوسيطان السعودي والأميركي الطرفين من عدم التزامهما بوقف إطلاق النار، وهو ما سيضطر الوسيطين إلى النظر في تأجيل محادثات جدة وفق البيان الصادر عنهما.
وكان الناطق باسم الجيش السوداني أكد موافقة القوات المسلحة على الهدنة.
في المقابل، أكد الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الالتزام التام بالوقف الكامل لإطلاق النار بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية.
وأتى الإعلان عن الهدنة الجديدة في يوم شهد تصعيدا في القصف الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة بالخرطوم، بينما تدفع أعمال العنف في إقليم دارفور (غرب البلاد) أعدادا متزايدة للنزوح نحو تشاد.
مخاوف السكان
وأبدى سكان في العاصمة السودانية رغبتهم في أن تكون اتفاقات وقف النار سارية لمدة أطول.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سودانيين خشيتهم من أن الأيام التي تلي الهدنة تكون قاسية جدا كأنما المقاتلون يريدون تعويض الهدنة، وفق هناء حسين التي تقطن وسط الخرطوم.
أما سامي عمر من سكان ضاحية أم درمان شمال العاصمة، فقال “نريد وقفا شاملا لإطلاق النار”.
وأضاف “الهدنة لا تكفى لكي نعود للحياة. قد يتوقفون عن القتال، لكن (قوات) الدعم السريع لن تغادر المنازل (التي سيطر عناصرها عليها) كما المرور عبر نقاط التفتيش في ذات الصعوبة أيام القتال”.
مؤتمر دولي
وتتزامن الهدنة المعلنة في السودان مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق غدا الاثنين في جنيف.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان في السودان المقدّر بـ 45 مليونا، للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل النزاع.
وتسببت المعارك بنقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية. وتؤكد مصادر طبية أن 3 أرباع المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.
وأعلنت السعودية -التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى- أن هذا المؤتمر هدفه “إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة”.
وأشارت الأمم المتحدة -في وقت سابق هذا الشهر- إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها نالت 16% فقط من التمويل المطلوب.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام الأممي “من إجمالي 2.6 مليار دولار مطلوبة للاستجابة الإنسانية هذا العام، لم نتلق سوى 400 مليون”.
أوضاع إنسانية
وأفضت الحرب في السودان إلى مقتل أكثر من 3 آلاف وإصابة 6 آلاف منذ بداية المواجهات منتصف أبريل/نيسان الماضي، وفق تصريح وزير الصحة لوكالة رويترز.
كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2.2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم لدول الجوار، وفق المنظّمة الدوليّة للهجرة.
وقالت اللجنة الحكومية التشادية للاجئين -في تصريح للجزيرة- إن نحو 20 ألفا من سكان مدينة الجنينة غربي السودان وصلوا إلى تشاد اليومين الماضيين، وبينهم قتلى ومئات الجرحى.
وقد وثقت منظمات أممية مقتل أكثر من 300 طفل، ونزوح أكثر من مليون آخرين، منذ اندلاع المواجهات ربعهم من دارفور.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.