تصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 49.5% من الأصوات، وهناك 5 دروس يمكن استخلاصها من هذه الانتخابات.
الاقتصاد “ليس مهما” كثيرا
كان يتوقع أن يكون لهبوط الليرة التركية -الذي أدى إلى رفع التضخم إلى 85% في الخريف- تأثير يدفع الناخبين الأتراك إلى التصويت ضد أردوغان.
لكن الرئيس التركي -الذي رفع 3 مرات خلال سنة الحد الأدنى للأجور- كثّف وعود حملته الانتخابية، وبينها مضاعفة رواتب موظفي القطاع العام.
وأقنعت هذه الإجراءات شريحة من الناخبين في بلد “لا يعد فيه التصويت الاقتصادي مهما بقدر ما يراه المعلقون”، كما يقول الباحث في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول بيرك إيسن.
ولإعادة الاقتصاد إلى مساره، وعدت المعارضة برفع أسعار الفائدة لخفض التضخم إلى ما دون 10% “في غضون عامين”.
ويرى أستاذ الاقتصاد الدولي أوميت أكجاي أن وعود المعارضة هذه “لم تثر حماسة لدى الأشخاص الذين يواجهون صعوبات أساسا”.
التصويت الكردي غير كاف للمعارضة
يلفت مسؤول الدراسات المعارضة في المعهد الفرنسي لدراسات الأناضول في إسطنبول يوهانان بنحاييم إلى أن “التصويت الكردي هو الذي يفسر النتيجة الجيدة للمعارضة”.
ونال كمال كليجدار أوغلو أفضل النتائج في المحافظات الواقعة في جنوب شرقي البلاد ذي الأغلبية الكردية، لا سيما في ديار بكر، حيث حصل على 72% من الأصوات بعد التفاف حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد حوله.
ويقول الباحث بيرم بلجي إن “إستراتيجية أردوغان القائمة على ربط المعارضة بالأكراد وبحزب العمال الكردستاني والإرهاب تبيّن أنها ناجحة”.
الأثر المحدود لتداعيات الزلزال
عبر ناجون عن غضبهم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير/شباط الماضي، متهمين الدولة بالتأخر في الوصول إلى محافظاتهم لمساعدتهم، لا سيما في أديامان وهاتاي.
لكن أردوغان وعد بإعادة بناء 650 ألف منزل للناجين من الزلزال في أسرع وقت ممكن. وحسب بيرك إيسن، فإن “الرسالة بدت ذات مصداقية” لقسم من الناخبين.
وهكذا احتفظ الرئيس التركي بنتائج عالية جدا في أغلب المحافظات المتضررة، ونال 72% من الأصوات في كهرمان مرعش، و69% في ملطية، و66% في أديامان. وفي هاتاي بقيت نتيجته على حالها عند 48%.
اختراق قومي
شكل الاختراق الذي حققه المرشح القومي سنان أوغان إحدى مفاجآت الاقتراع، ونال هذا النائب السابق أكثر من 5% من الأصوات، في حين تحالف أردوغان وكليجدار أوغلو مع تنظيمات قومية أيضا.
ويقول الباحث في معهد برشلونة للأبحاث الدولية أوموت أوزكيريملي إن “القومية مكون في المشهد السياسي التركي”، مضيفا “هي عنصر ثابت منذ التسعينيات”.
ويمكن تفسير ثقل القوميين -الذين جمعت تنظيماتهم المختلفة 22% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية- أيضا عبر مسألة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.
ويقول يوهانان بنحاييم إن “التغير الأكبر للوضع هو أن اليمين واليمين المتطرف باتا بشكل كبير ضمن اللعبة”.
الحسابات الخاطئة لاستطلاعات الرأي
كل استطلاعات الرأي -أو معظمها- أظهرت تقدم كليجدار أوغلو على أردوغان، حتى أن بعضها توقع فوز المعارض من الدورة الأولى.
لكن الرئيس التركي أثبت أنها على خطأ بحصوله على 49.50% من الأصوات، رغم عدم حسم المعركة من الدورة الأولى كما حصل في 2018.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.