بينما تتوالى الأخبار عن ارتفاعات قياسية في درجة الحرارة بأماكن متفرقة من العالم، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الاثنين إن مستويات الجليد البحري بالقطب الجنوبي سجلت في الشهر الماضي انخفاضا قياسيا، وهو ما يصفه خبراء الأرصاد الجوية بأنه مبعث قلق.
وقالت المنظمة إن مستويات الجليد البحري بالقطب الجنوبي سجلت أدنى مستوياتها في الشهر الماضي، الذي كان أيضا أشد يونيو/حزيران حرارة على الإطلاق، منذ بدء عمليات الرصد بالأقمار الصناعية.
وانخفضت مستويات الجليد البحري عن المتوسط بمعدل 17%.
ونقلت وكالة رويترز عن رئيس البرنامج العالمي لبحوث المناخ، مايكل سبارو، قوله لصحفيين في جنيف “اعتدنا ملاحظة هذه الانخفاضات في (مستويات) الجليد البحري في القطب الشمالي لا الجنوبي. هذا انخفاض هائل”.
وسجلت درجات حرارة سطح البحر في العالم ارتفاعا إلى مستويات قياسية في مايو/أيار ويونيو/حزيران من العام الجاري، وحذرت المنظمة من انتشار ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة بشكل سريع داخل المحيطات حول العالم لا سطحه فحسب.
وقالت المنظمة “ليست درجات حرارة سطح المحيط فحسب بل المحيط بأسره أصبحت درجات حرارته أكثر ارتفاعا ويمتص طاقة ستبقى بداخله لمئات الأعوام”.
في الأثناء، تشهد إسبانيا درجات حرارة شديدة الارتفاع يمكن أن تصل إلى 44 درجة مئوية، في ثاني موجة حرّ تشهدها البلاد في غضون أسبوعين، وفق وكالة الأرصاد الجوية الوطنية.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن إسبانيا التي تقع على الخط الأمامي في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري في أوروبا، اعتادت على درجات حرارة قصوى، خصوصا في الجنوب، لكنّ موجات الحر تضاعفت وباتت أشد في السنوات الأخيرة، وفقا للعلماء.
وكانت إسبانيا شهدت موجة حرّ شديدة قبل أسبوعين وموجة أخرى أواخر أبريل/نيسان الماضي. وأدّت تلك الموجة إلى أكثر أشهر أبريل/نيسان حرارةً على الإطلاق في البر الرئيسي الإسباني.
وتسبّبت درجات الحرارة التي كانت مرتفعة بشكل قياسي خلال الصيف الماضي بوفاة أكثر من 350 شخصا بشكل مباشر، وساهمت في زيادة أعداد الوفيات بأكثر من 20% بين مايو/أيار وأغسطس/آب، وفق الأرقام الرسمية.
مستويات قياسية
أما سويسرا فقد أعلنت حكومتها أنّ سنة 2022 سجّلت أعلى مستويات من الحرّ وإشراق الشمس في سويسرا منذ بدء القياسات في البلاد عام 1864، ما تسبّب في فقدان الأنهار الجليدية حجما قياسيا من كتلتها.
وحلّ صيف عام 2022 في المرتبة الثانية على قائمة أكثر فصول الصيف حرا في تاريخ سويسرا منذ بدء التسجيلات. وسُجلت في كل من جنوب البلاد وشمالها حرارة تخطت 36 درجة مئوية. ووحده صيف 2003 كان أكثر حرا.
واتّسم العام 2022 أيضا بانخفاض منسوب المياه بسبب قلة الثلوج والأمطار. فوفق تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سجلت الأنهار الجليدية السويسرية أعلى معدلات تراجع العام الماضي، إذ شهدت ذوبان 3 كيلومترات مكعبة، أو 6% من الجليد المتبقي.
وتسبب ارتفاع درجات الحرارة في زيادة الوفيات (474) بسبب الحرارة، من دون تجاوز أرقام عام 2003 (1402).
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.