تعد التجارة الإلكترونية من أسرع الأعمال نموا في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تبلغ مبيعات سوق التجارة الإلكترونية 6.54 تريليونات دولار أميركي في عام 2023. هذه الأرقام كفيلة بإغراء أي رائد أعمال في تبني التجارة الإلكترونية في أي مشروع يطلقه.
وفي تقرير نشره موقع “إنتربرونور” (Entrepreneur) الأميركي، قال الكاتب كريستيان بوستوس إن هذه الأرقام تكشف عن أن التجارة الإلكترونية أصبحت الآن جزءا نموذجيا من تجربة التسوق لجميع الأشخاص من مختلف الأعمار، وأصبح بإمكان المتسوقين تسلم البضائع بنقرة زر من دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم.
ورصد الكاتب أحدث الاتجاهات في التجارة الإلكترونية، وذكر من بينها:
الاستغناء عن الإعلانات التقليدية
أثبتت معاملات الشركات أنها أكثر من مجرد اتجاه، وأصبحت قطاعا تجاريا ضخما. وتتمثل إستراتيجية التسويق الشائعة في الاستعانة بالمؤثرين الذين يتمتعون بمستوى عال من التأثير والأصالة، وبمستوى مذهل من الخبرة في أحد القطاعات، كما يجب أن يكون لهذا المؤثر رأي يحظى بتقدير المستهلك حتى يكون ناجحا. وقال مؤسس “أمازون” جيف بيزوس “إذا قدمت تجربة رائعة فإن العملاء يخبرون بعضهم البعض عن ذلك؛ وهذا الرأي له تأثير قوي للغاية”.
الواقع المعزز
أثبت الواقع المعزز أنه عامل محوري في تغيير قواعد تجارة التجزئة بالنسبة للمتاجر الإلكترونية والمستهلكين على حد سواء، إذ تسمح هذه التكنولوجيا المتقدمة للمتسوقين برؤية المنتج الذي يرغبون في اقتنائه، مما يساعدهم في اتخاذ القرار.
تساعد هذه الطريقة على التخلّص من أحد أكبر الاختلافات بين هذه المتاجر والمتاجر التقليدية، إذ أصبح بإمكان العملاء الآن تجربة المنتج قبل شرائه. ويتمتع الواقع المعزز بشعبية كبيرة في صناعة الأزياء والديكور المنزلي، بفضل التجربة الشخصية التي يوفرها؛ مما يمكن العملاء من رؤية ما ستبدو عليه المنتجات عند ارتدائها أو في منازلهم.
قنوات توزيع أسرع
ظهرت عدّة أسواق كبيرة بفضل عمالقة البيع بالتجزئة مثل “أمازون” و”وول مارت”، لكن ذلك قد يمثل نعمة ونقمة في آن واحد بالنسبة لمنصات التجارة الإلكترونية الأصغر؛ فمع أن هذه الشركات توفر خيار توزيع إضافيا يلبي احتياجات جمهور أوسع، فإنها تضع البائعين في مأزق تسعير بسبب الرسوم والتكاليف الإضافية.
ومع ذلك، يبدو أن هذا الاتجاه آخذ في الازدهار، وينبغي على شركات التجارة الإلكترونية إعادة النظر في ما إذا كانت تلك الأسواق مناسبة لمنتجاتها؛ وهذا يعني أنه سيتعين على المتاجر الصغيرة عبر الإنترنت إيجاد طرق مبتكرة للتغلب على اللاعبين الكبار.
في هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة “وول مارت” جويل أندرسون إنه “لا يمكن الاكتفاء بإنشاء موقع ويب وتوقع تدفق الناس إليه، فإذا كنت تريد حقا النجاح عليك أيضا خلق حركية فيه”.
وفي تقرير آخر نشره موقع “إنتربرونور”، قالت كيت إيسلر إن من أهم العقبات التي تقف أمام نجاح مشاريع التجارة الإلكترونية ما يروج له العديد من مزودي خدمة التجارة الإلكترونية بأن إنشاء المشاريع الصغيرة لمواقع إلكترونية سيمكنك من تحقيق عوائد فورية، لكن الاستثمار والوقت الذي يستغرقه تطوير وتنمية مشاريع التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت لهما العديد من مراحل النمو المعقدة.
وتحدثت إيسلر عن تجربتها بوصفها مؤسسة مشاركة لموقع للتجارة الإلكترونية لعدة مشاريع مملوكة للنساء في ربيع عام 2020.
تقول الكاتبة إن ادعاءات المبيعات السهلة والفورية لا تعكس الواقع بتاتا، إذ إن إطلاق مشروع للتجارة الإلكترونية والمحافظة عليه يعد أمرا معقدا ومكلفا ويستغرق وقتا طويلا.
ورصدت الكاتبة أهم 3 خرافات خاطئة يتم ترويجها في مجال التجارة الإلكترونية، وهي:
الخرافة الأولى: يمكنك بدء مشروع التجارة الإلكترونية الخاص بك مقابل 19 دولارا أميركيا في الشهر، وتحقيق المبيعات على الفور.
توهمك العديد من خدمات التجارة الإلكترونية بتبسيط إنشاء متجرك عبر الإنترنت، حيث إن الرسوم الأولية لهذه الخدمات منخفضة جدا، وتتراوح بين صفر و10 دولارات شهريا. ولكن عليك أيضا الدفع مقابل اسم نطاقك الخاص، والتأكد من أن موقعك (وبيانات العميل) آمنان، واختيار بوابة دفع لمعالجة بطاقات الائتمان، وأي اختيارات أخرى لتحسين مظهر موقعك وزيادة إمكانية التسوق فيه، ثم إضافة ملحقات لتعزيز فرص اكتشافه من خلال محركات البحث، كل ذلك يكلف مبلغا يتراوح بين 600 دولار و5 آلاف دولار سنويا.
الخرافة الثانية: سيجد الأشخاص موقعك الإلكتروني ويقتنون منتجاتك بمجرد إطلاق متجرك عبر الإنترنت.
نظرا لتدفق فرص التسوق المستمر، قد يخيل إليك أنه ما عليك سوى عرض منتجاتك أمام المستهلكين لشرائها، إلا أنه في الواقع لكي تحصل على مشاهدة فعالة ومؤثرة لموقعك، فإن ذلك مكلف ويستغرق وقتا طويلا.
وإذا كانت لديك قاعدة متابعين على منصات التواصل الاجتماعي، فيمكنك بيع منتجاتك بسهولة، ولكن إذا كنت تعمل على زيادة وجودك على هذه المنصات التواصلية جنبا إلى جنب مع تنمية مشروعك، فربما تحتاج إلى شراء إعلانات على تلك المنصات حتى يسهل العثور عليك من قبل جمهورك المستهدف. ويجب أن تدرك أن هذا مكلف ويستغرق وقتا طويلا، ناهيك عن أن نتائجه غير مضمونة.
وتعد مهمة جذب العملاء إلى موقعك الجزء الأكثر تحديا في التجارة الإلكترونية. بالنسبة للمشاريع الصغيرة، فإن تكلفة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من الإعلانات عبر الإنترنت باهظة وتتطلب وقتا ومالا.
الخرافة الثالثة: إطلاق موقع التجارة الإلكترونية الخاص بك سيحقق لك دخلا فوريا.
ذكرت الكاتبة أن توجيه تركيزك بعيدا عن عملك التجاري الأساسي يعد محفوفا بالمخاطر، نظرا للوقت الذي تقضيه في تعلم تحسين موقعك في محركات البحث، وإعداد إعلانات محرك البحث، وإنشاء أصول التسويق الرقمي، واستكشاف الأخطاء وإصلاحها في التطبيق الذي اشتريته من المتجر عبر الإنترنت.
وتقر الكاتبة بأن المستهلكين أصبحوا أكثر ميلا للتسوق عبر الإنترنت، لكنه مجال لا يخلو من المنافسة؛ مما يعني أن إبراز خدماتك لن يكون سريعا أو سهلا أو رخيصا. ويعد العثور على جمهور مستهدف وموارد لدعم انتقالك إلى التجارة الإلكترونية، أو النمو في العالم الافتراضي؛ أمرا ضروريا للمشاريع الصغيرة. وهناك العديد من قنوات البيع والأسواق التي يمكن أن تكون نقطة انطلاق رائعة.
وخلصت الكاتبة إلى أنه من الناحية الفنية يمكنك إطلاق موقعك الإلكتروني، ولكن بيع منتجاتك أو خدماتك، والعثور عليها من قبل العملاء خارج شبكتك المباشرة، وتنمية عملك، يتطلب ذلك استثمارا في التعلم والوقت والمال.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.