متابعات ينبوع العرفة:
منذ اندلاع القتال بين الجش وقوات الدعم السريع، توقفت الصادرات من السودان، وتوقف معها دخول العملة الصعبة.
وفيما ينتظر السودانيون أن يترك اتفاق المبادئ الأولي الذي وقع اليوم في جدة آثارا إيجابية خلال الأيام القلية المقبلة، لا يزال وضع “الشلل في حركة البضائع” على حاله.
الفول والسمسم واللحوم
وفي السياق، أوضح عدة تجار في دبي أن الاندلاع المفاجئ للقتال تسبب في اختناقات لصادرات سلع مهمة على رأسها الذهب والسمسم والفول السوداني واللحوم، ما حرم البلاد من العملة الصعبة التي تحتاجها لاستيراد سلع أساسية، لاسيما الوقود والقمح والأدوية والأغذية.
أما بالنسبة لمن بقوا في الخرطوم، مركز الأعمال في البلاد، فإنهم يعانون من توقف الخدمات الأساسية وشح السيولة وإمدادات الغذاء فضلا عن التزايد الحاد في أسعار الوقود.
من الخرطوم (رويترز)
وقال أحد وكلاء الشحن في العاصمة “أي شيء يمر عبر الخرطوم لا يمكنك القيام به”، مشيرا إلى أن البنوك تعرضت للنهب كما تعطلت الأنظمة المصرفية والجمركية المركزية، فيما لم تعد عمليات السحب والإيداع متاحة إلا في الضواحي، وفق ما نقلت رويترز.
بدوره، أوضح مسؤول في ميناء بورتسودان، وهو مركز الملاحة البحرية الرئيسي بالبلاد، أن عمليات الشحن التجارية عبر الميناء توقفت بالكامل مع وقف شركات الشحن الكبرى للحجوزات الجديدة.
“السلع حتنساب”
فيما أكد وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم أن مسؤولين من كل من الحكومة والميناء والقطاع المصرفي في بورتسودان يحاولون حل المشكلة.
كما أضاف قائلا “نؤكد للناس أن السلع حتنساب… حتتخلص بصورة طبيعية، ما هيكون في شح في السلع بسبب إجراءات مالية معقدة”، دون التطرق إلى توقف نشاط الشحن.
فيما حذر مُصدر للحوم من أنه “إذا استمرت الحرب ستخرج الشركات السودانية من سوق اللحوم بالكامل لأن المستوردين لن ينتظروا”. وأشار إلى أن فرصة الابتعاد عن تصدير الماشية إلى تصدير اللحوم صارت مهدرة الآن.
بدوره رأى أحد التجار الذين يتعاملون في السمسم والبذور الزيتية والسكر وتتكبد شركته خسائر يومية من جراء عدم الالتزام بالتعاقدات ونهب المستودعات وتضرر البنية التحتية أنه “حتى لو انتهت الحرب سيحتاج القطاعان الخاص والصناعي لوقت طويل ولدعم كبير للعودة لما كانا عليه”.
كما ستقوض الأضرار التي لحقت بالمنطقة الصناعية الرئيسية في البلاد بمدينة بحري، حيث تعرضت مصانع كبرى للإحراق أو النهب، على المدى الأطول، محاولات التعافي.
إمكانات مهدرة
يشار إلى أن العجز التجاري في السودان بلغ 6.7 مليار دولار العام الماضي، فيما تسببت إصلاحات كانت تهدف لجذب التمويل الأجنبي بانهيار سريع في قيمة الجنيه مع ارتفاع التضخم لأحد أعلى المعدلات في العالم.
وبينما كان المستثمرون يضعون خططا لإقامة مشروعات جديدة خاصة في مجال الزراعة بهدف الاستفادة من الأراضي مترامية الأطراف الصالحة للزراعة وغير المستغلة والتوسع في عمليات معالجة المواد الخام لتنويع الصادرات، اندلع القتال بين الجيش والدعم السريع ليقوض كل الجهود!
الجدير بالذكر ان خبر “البضائع لا تخرج من السودان.. والعملة الصعبة لا تدخل!” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.