استنكر وزير الثقافة العراقي أحمد فكاك البدراني قرار محافظ البصرة أسعد العيداني هدم مسجد السراجي ومئذنته التي يبلغ عمرها نحو 300 سنة، بدعوى أنها أصبحت تعوق حركة المرور.
وقال البدراني -في بيان نشره على فيسبوك- إنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد هدم المسجد الذي تم رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليه وتجزئته ونقله إلى مكان آخر.
وشدّد البدراني على أن الحكومة العراقية ترفض وتمنع المساس بأي بناء يحمل سمةً تراثية أو أثرية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ إنها لا تُعد ملكاً لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنما هي ملك للتاريخ الحضاري والتراثي للعراق.
وانتشرت عدّة مقاطع فيديو توثق هدم مئذنة وجامع السراجي الذي يعتبر من مساجد العراق التاريخية القديمة، فيما يقف العيداني مع مسؤولين محليين آخرين على مقربة منه.
بدوره، قال خميس الخنجر رئيس تحالف السيادة الذي يضمّ غالبية النواب السنة في مجلس النواب العراقي، إن هدم جامع السراجي ومئذنة تاريخية في البصرة بطريقة منافية لقيمِ التعامل مع الأماكن المقدسة والأثرية، يستلزم موقفا حكوميا حازما.
بينما أكد حزب “متحدون” الذي يتزعمه رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، أن ما يؤسَف له هو أن تجاوز القوانين والأنظمة والأعراف يمكن أن يصل إلى درجة الجرأة على هدم منارة عمرها 3 قرون.
وكان محافظ البصرة أسعد العيداني قال -في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية- إن “الهدف من هدم جامع السراجي هو إكمال توسعة طريق أبي الخصيب جنوبي المحافظة، تلبية لمطالب المواطنين وأصحاب المركبات، بسبب الزحام الشديد كونه في منتصف الشارع”.
وأكد وجود تنسيق مع ديوان الوقف السني قبل تنفيذ قرار الهدم، لكن مدير أوقاف المنطقة الجنوبية التابعة لديوان الوقف السني محمد الملا، قال إن الاتفاق نص على نقل المئذنة مع احترام كل إجراءات نقل الآثار المعمول بها، وبما لا يؤثر على طرازها القديم.
وغرّد نشطاء عبر وسم #جامع_السراجي ووسم #أسعد_العيداني، معتبرين أن ما حدث “جريمة” وسط مطالبات باتخاذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الديني والتاريخي بالعراق.
جامع السراجي.. مئذنة تاريخية
وكان جامع السراجي بُني من اللبن عام 1140 للهجرة/ 1727 للميلاد في مدينة البصرة، وكان آخر تجديد له عام 2002، ويعد من مساجد العراق التاريخية القديمة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية.
وتبلغ مساحة الجامع نحو 1900 متر مربع، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجُدد بناؤه من قبل متبرعين خلال ثمانينيات القرن العشرين.
وللجامع مئذنة أثرية فخمة البناء، وفيه مصلى واسع يبلغ عرضه 18 مترا وطوله 11 مترا، ويعتبر من أوسع مساجد البصرة مساحة، لذلك كان يسمى قديما بالمسجد الكبير قبل بناء مساجد حديثة وجامع البصرة الكبير، كما أنه سمي بجامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان اسمها قرية مناوي لجم ثم توسعت.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.