قد يشهد الأسبوع المقبل بداية النهاية لاتفاق تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود بعد أن قالت روسيا إنها لن توافق على تسجيل أي سفن جديدة ما لم يضمن مالكو هذه السفن اكتمال كل عمليات العبور بحلول يوم 18 مايو/أيار المقبل، وهو التاريخ المتوقع لإنهاء الاتفاق.
وأكدت روسيا أنها لن تسمح باستمرار اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، وذلك نظرا لعدم تلبية مطالبها المتعلقة بتسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة.
وقالت روسيا إنه استنادا إلى التاريخ المتوقع لإنهاء المبادرة فإن السفن الجديدة لن تُسجل إلا “بعد تلقي ضمانات من مالكيها للسماح لها باستكمال مشاركتها في المبادرة” بحلول 18 مايو/أيار المقبل. وفقا لما نقلته وكالة رويترز عن مقتطف من رسالة روسية.
وأضافت روسيا -في الرسالة- أن “هذا سيتيح تفادي وقوع خسائر تجارية ومنع مخاطر السلامة المحتملة”.
وأرسل مسؤولو روسيا في لجنة التنسيق المشتركة الرسالة إلى الأمم المتحدة الأربعاء الماضي، وامتنعت الأمم المتحدة عن التعليق على الرسالة الروسية.
وقبل أكثر من أسبوع، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن تمديد اتفاقية شحن الحبوب من موانئ أوكرانيا عبر البحر الأسود “يبدو ضئيلا في الوضع الراهن”.
وعزا بيسكوف ذلك إلى أن “الجزء المتعلق بروسيا من الاتفاق لم يتم تنفيذه” مضيفا أنه “لا يمكن لأي اتفاق أن يقف على ساق واحدة بل يجب أن يقف على ساقين”.
وينص الاتفاق على ضرورة أن يوافق مركز التنسيق المشترك في إسطنبول المؤلف من مسؤولين من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة على مشاركة السفن في المبادرة.
وبعد ذلك، يفتش مسؤولو المركز هذه السفن بالقرب من تركيا قبل إبحارها إلى أي من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود عبر ممر إنساني بحري لتحميل حمولتها والعودة إلى المياه التركية لإجراء تفتيش نهائي.
واستنادا إلى البيانات العامة من مركز التنسيق المشترك، فإن المدة من التفتيش الأول والتفتيش الثاني تستغرق في المتوسط 21 يوما.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت روسيا تقصد من “المشاركة في المبادرة” ضرورة أن تكمل السفينة تفتيشها النهائي بحلول 18 مايو/أيار المقبل، أو ما إذا كانت تحتاج ببساطة إلى الخروج من الممر الإنساني البحري بحلول هذا التاريخ.
وإذا كان يتعين على السفينة أن تكمل تفتيشها النهائي بحلول ذلك التاريخ، فإن هذا يعني أن روسيا قد لا توافق على عبور أي سفن جديدة بموجب الاتفاق اعتبارا من الأسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك الاثنين المقبل لمناقشة مستقبل اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في الاتفاق للمساعدة بحل أزمة غذاء عالمية، وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنها تفاقمت بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، وهي الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وللمساعدة في إقناع روسيا بالسماح لأوكرانيا باستئناف صادراتها من الحبوب عبر موانئها على البحر الأسود، أُبرم اتفاق منفصل مدته 3 سنوات في يوليو/تموز الماضي وافقت فيه الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في تصدير الأغذية والأسمدة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.