فترات تيار الحدود الغربية المعزز تتوافق مع فترات ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في شرق المحيط الهادي.
وفقا لدراسة حديثة أجراها فريق دولي ونشرت مؤخرا في دورية “نيتشر جيوساينس” فإن تيار الحدود الغربية للمحيط الهادي، وهو منظم رئيسي لدرجات حرارة سطح البحر وأنماط الطقس، قد تَعزز بشكل كبير بسبب الاحتباس الحراري. وقد توصل الباحثون لتلك النتيجة من خلال فحص مرجان يعود إلى قرن مضى.
تيار الحدود الغربية
ووفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع “سايتك ديلي” في العاشر من أغسطس/ آب الجاري أظهرت السجلات المأخوذة من عينات الشعاب المرجانية نمطا متكررا واضحا للظروف المناخية المتغيرة للمحيطات والغلاف الجوي (المعروفة باسم التذبذب العشري) مما يشير إلى أن فترات تيار الحدود الغربية المعزز تتوافق مع فترات ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في شرق المحيط الهادي.
وقال زينشين وانغ الأستاذ المساعد في كلية بوسطن لعلوم الأرض والبيئة والباحث المشارك في الدراسة “تؤكد هذه النتيجة الدور المهم لتيار الحدود الغربية في التحكم في التوازن الحراري للمحيط، كما تنبأت النماذج المناخية”.
وللوصول للنتائج فحص الفريق القرائن التاريخية المضمنة في الشعاب المرجانية التي يبلغ عمرها قرنا، وتحقق من المكونات الكيميائية للهيكل العظمي للشعاب المرجانية الاستوائية للحصول على بيانات حول الظروف البيئية والمناخية في الماضي، مثلما يتم فحص الحلقات التي تحدد تطور الأشجار عاما بعد عام.
وقد استكشفت الدراسة، كيف أدى الاحترار العالمي إلى تقوية تيار الحدود الغربية في جنوب المحيط الهادي، والذي كان له تأثير كبير على المناخ العالمي الأوسع.
أكبر خزان حرارة
يقول وانغ إن المحيط يعمل كأكبر خزان حرارة في نظام مناخ الأرض، حيث يمتص المحيط أكثر من 90% من حرارة الاحتباس الحراري، ويلعب دوران المحيط دورا رئيسيا في إعادة توزيع طاقته، وبذلك ينظم المناخ العالمي والإقليمي، وهذا يعني أن تقوية تيار الحدود الغربية لها تأثير على أحداث الطقس التي تحدث على بعد مئات إن لم يكن آلاف الكيلومترات.
وأضاف “يعتبر غرب المحيط الهادي الاستوائي أكبر حوض سباحة دافئ في العالم، وهو مهم بشكل خاص لظاهرة مناخية تعرف باسم النينيو. وقد ارتبطت ظاهرة النينيو، ارتباطا وثيقا بزيادة الفيضانات والأمطار عبر الأميركتين والمحيط الهادي.
وينقل نظام التيار الحدودي الغربي في المحيط الهادي الاستوائي المياه إلى المنطقة الاستوائية وينظم درجة حرارة سطح البحر، مما يؤثر على أنشطة النينيو والنينيا.
مع ذلك، ونظرا للتوافر المحدود لبيانات الرصد طويلة المدى من الأقمار الصناعية والأجهزة، لم يتضح ما إذا كان تيار الحدود الغربية يقوى أو يضعف في سياق الاحتباس الحراري.
عينة مرجانية كاشفة
وللإجابة عن هذا السؤال، جمع الباحثون عينة مرجانية عمرها قرن من بحر سليمان في المحيط الهادي، والذي يقع بين بابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان، واستخدموا مقياس طيف الكتلة لتحليل التركيب النظائري للنيتروجين (أي نسبة النيتروجين -15 والنيتروجين -14) المحفوظ في عينة المرجان، والتي كانت بمثابة كاشف لتغيرات تيار الحدود الغربية.
وقد أظهرت السجلات المرجانية تذبذبا واضحا على مدى العقود الزمنية، مما يشير إلى أن فترات تيار الحدود الغربية المعزز تتوافق مع فترات ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في شرق المحيط الهادي الاستوائي.
وقال وانغ إن النتائج تشير إلى أن التعزيز المستمر لتيار الحدود الغربية سيستمر في لعب دور مهم في المناخ العالمي والظواهر الجوية المتطرفة التي أصبحت شائعة بشكل متزايد في القرن الـ21.
وأضاف وانغ أن الباحثين سيستمرون مستقبلا في استخدام عينات المرجان لدراسة تغيرات دوران المحيطات وكيف تتفاعل هذه التغييرات مع النظام المناخي، اليوم وفي الماضي.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.