دعت صحيفة “إندبندنت” (The Independent) البريطانية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسيطرة بشكل عاجل على وحشية الشرطة الفرنسية، وتخفيف الشعور السائد في الضواحي بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في بلدهم، مضيفة أنه لا يوجد وقت لتضييعه.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها أن التهديد المتمثل في سيطرة كراهية الأجانب على السياسة الفرنسية أصبح الآن سائدا أكثر من أي وقت مضى.
وقالت إنه مع صبّ نقابات الشرطة الفرنسية الزيت على النار بوصفها مثيري الشغب بأنهم “حشرات” و”جحافل متوحشة”، يجب على الرئيس التصرف بشكل عاجل لحماية مجتمعه من الانهيار.
وأشارت الصحيفة إلى أنها لا ترغب في إلقاء محاضرات على الفرنسيين حول شؤونهم، لكنها -بحكم الجوار- تلاحظ أن الوضع في فرنسا يبدو أكثر خطورة من الاضطرابات الأخيرة، مثل احتجاجات هذا العام على قانون إصلاح المعاشات التقاعدية وأعمال شغب السترات الصفراء قبل 5 سنوات.
ماكرون يبدو أكثر مسؤولية من ساركوزي
ومع ذلك، قالت إندبندنت إن ماكرون يبدو أكثر مسؤولية من الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، حين كان وزيرا للداخلية قبل 18 عاما، إذ وصف ماكرون إطلاق النار بأنه “لا يمكن تفسيره ولا يُغتفر”، في حين وصف ساركوزي القتلى المراهقين بـ”اللصوص” وأثار التوترات عام 2005.
وأضافت أن المأساة في كلتا الحالتين هي أن المشاغبين يلحقون الضرر في الغالب بأحيائهم، ويشعلون النيران في المتاجر التي تستخدمها عائلاتهم ويدمرون عربات الترام والحافلات التي تعتمد عليها مجتمعاتهم.
واستشهدت الصحيفة بدعوة فريق كرة قدم فرنسي -ولد معظم أعضائه في الضواحي نفسها- إلى الهدوء، قائلا إن المشاغبين منخرطون في “عملية تدمير ذاتي حقيقية”.
وأشارت إلى أنه إذا اعتقد البريطانيون أن شرطتهم لديها مشاكل مع التوجهات العنصرية في صفوف أفرادها، فإن الوضع في فرنسا أسوأ، ورد فعل ماكرون ربما يكون مناسبا في البداية، لكنه يحتاج إلى إطلاق برنامج عاجل لإصلاح الشرطة والإجراءات الاجتماعية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.