إليك 8 كتب ممتعة بطلها الطعام والمطبخ


عندما تُذكر مفردتا الكتابة والطعام في عبارة واحدة فربما يكون أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو كتب وصفات الطعام، سواء الموجه منها للمبتدئين وتجمع وصفات أولية لأطباق مختلفة، أو تلك الكتب المتخصصة الموجهة للمحترفين، ولعل أشهرها في الوطن العربي ما عُرف بكتاب “أبلة نظيرة” الذي ظل لعقود من أهم المراجع العربية في هذا المجال. واليوم تحول العديد من الطهاة إلى نجوم، وانتقلت صورهم من شاشات التلفاز كي تتصدر أغلفة الكتب، مثل مارتا ستيوارت وجيمي أوليفر.

لكننا في “ميدان” نود أن نذهب لأبعد من ذلك، بهدف تسليط الضوء على كتب تتخطى ذلك الجانب المتعلق بالوصفات وتتخذ من الطعام موضوعا ووسيلة لفهم العالم، وتفكك العلاقات بين الطعام والاقتصاد والدين والمجتمع والثقافة، متتبعة تأثير التقلبات السياسية والتاريخية على المطبخ.

كالماء للشوكولاتة.. لاورا إسكيبيل

(مواقع التواصل)

تُعَدُّ هذه الرواية واحدة من أشهر الروايات التي كان الطعام فيها هو البطل الرئيسي، إن لم تكن الأشهر على الإطلاق. والمطبخ هنا ليس مجرد مسرح للأحداث، والطعام ومكوناته ووصفاته لم يلعبوا دورا هامشيا، بل على العكس، شكّلوا محورا أساسيا للسرد، وفي بعض الأحيان كان الطعام هو المحرك وراء الحدث والدافع به إلى الأمام، ولم يكن مجرد منبع للتفاصيل والتشبيهات، وكأن رؤية البطلة للعالم مستقاة من علاقة مكونات الطعام بعضها ببعض.

تيتا هي الابنة الصغرى لعائلتها، وهو ما فرض عليها ألا تتزوج طبقا للتقاليد البالية كي تتفرغ لمراعاة أمها حتى وفاتها. الأم القاسية هنا هي ماما إيلينا، التي تقول الرواية إن فضيلتها الوحيدة هي “العثور على العيوب”. ترفض الأم زواج ابنتها تيتا من بيدرو، مما يدفعه للزواج من شقيقتها كي يبقى بالقرب منها. وهكذا يصبح المطبخ ملاذ تيتا، ويعكس الطعام الذي تُعِده مشاعرها، ويصبح طريقتها الوحيدة لبث أفكارها ومشاعرها إلى بيدرو.

يأتي عنوان الرواية من وصفة الشوكولاتة التي تقدمها تيتا ضمن العديد من الوصفات المنثورة في صفحات الرواية، التي حققت نجاحا كبيرا، كما تُرجمت إلى العديد من اللغات، وقُدِّمت في فيلم حمل العنوان نفسه من إخراج المخرج المكسيكي ألفونسو أرو.

ملذات طوكيو.. دوريان سوكيغاوا

(مواقع التواصل)

العنوان الأصلي للرواية هو “فطائر الفاصوليا الحلوة” أو “sweet bean paste”، وقد قدمتها المخرجة اليابانية ناعومي كاواسي في فيلم حمل عنوان “Sweet bean” أُنتج عام 2015.

تدور الرواية حول توكي، عجوز سبعينية يجمعها العمل في صناعة فطائر الدوراياكي اليابانية مع سينتارو، كان كلاهما يعاني من الوحدة والوحشة، قبل أن تتقدم توكي للعمل معه في المتجر، في تجربة تغير حياته وتقلبها رأسا على عقب. كانت توكي قد شُخِّصت بالإصابة بمرض الجذام وهي في عمر الرابعة عشرة، وأُجبرت على العيش في مصح للحجر الصحي، حيث ساد وقتها معتقد خاطئ عن المرض يعتبره تكفيرا عن ذنوب ارتكبتها روح الإنسان في حياة سابقة. وحتى بعد رفع الحظر والسماح لها بمغادرة المصح ظلت تعاني من العزلة المجتمعية بسبب آثار المرض على أصابعها، حتى تقودها المصادفة إلى متجر الفطائر الذي يعمل به سينتارو، وفي المطبخ تُعِد توكي يوشي حشوة الفاصوليا للفطائر، وتتغير حياتها وحياة سينتارو الذي يتعرف على العالم بطريقة مختلفة.

“حينما كنت أعد حشوة الفاصوليا، كنت تسألني غالبا عما كنت أفعله، أليس كذلك؟ كنت تسألني إن كنت أسمع شيئا وأنا أقرب وجهي كثيرا من فاصوليا الأزوكي. ربما لم أكن أعرف ما الذي أقوله لك، سوى أن أقول إنني كنت في حالة إصغاء… يتعلق الأمر بحُسن مراقبة ملامح فاصوليا الأزوكي، بالانفتاح على ما لديها لتقوله لنا. إنه نوع من تخيل أيام المطر وأيام الطقس الجميل التي شهدتها، على سبيل المثال”.

تحت شمس توسكانا.. فرانسيس مايز

(مواقع التواصل)

هو مذكرات للكاتبة فرانسيس مايز التي تقرر شراء بيت قديم مهجور في ريف كورتونا في توسكانا، والانتقال للحياة في الريف الإيطالي وتغيير نمط حياتها المعتاد. البيت القديم الذي يحمل اسم “براماسول”، ويعني “الشوق إلى الشمس”، هو نقطة الانطلاق في الكتاب، حيث تستعرض الكاتبة تفاصيل تجديد البيت وإعادة الحياة إلى جنباته، وتنقل لنا رحلتها بداية من إجراءات شراء البيت القانونية، وما صحب ذلك من شكوكها في مدى جدوى إنفاق مدخراتها على مبنى خرب مهجور. كما استعرضت مغامراتها مع العمال الإيطاليين، وتفاصيل أعمال الترميم والبناء، وإعادة الحياة إلى الحديقة المحيطة بالبيت وأشجار الزيتون والعنب والخزامى وغيرها.

وإلى جوار رحلتها في ترميم البيت، تقوم مايز مع شريكها برحلات موازية للمناطق المجاورة يستمتعان فيها بتناول الأطعمة المحلية والتعرف عليها، حيث تعرض في الكتاب الأطباق التي جربتها، ومختلف المعجنات وأنواع الجبن المحلية. وتستعرض مايز في الكتاب مجموعة رائعة من وصفات الطعام التي يرتبط كلٌّ منها بفصل من فصول العام. الوصفات المكتوبة بدقة سوف تتيح لك الاستمتاع بمجموعة من الأطباق الشهية أثناء قراءة الكتاب.

الكتاب الذي حقق مبيعات مرتفعة وصُنِّف ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا وفقا لـ”نيويورك تايمز” اقتُبس في فيلم أُنتج عام 2003 من بطولة ديان لين وإخراج أودري ويلز.

أفروديت.. إيزابيل الليندي

الثامن من يناير/كانون الثاني من كل عام هو موعد الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي مع الكتابة، حيث تجلس للبدء في روايتها الجديدة في طقس لم تحد عنه منذ روايتها الأولى “بيت الأشباح” التي صدرت عام 1982. لكنها بعد تجربتها مع مرض ووفاة ابنتها باولا، ونشرها كتاب مذكراتها الذي حمل اسم “باولا”، عانت لفترة من عدم القدرة على الكتابة.

وللخروج من هذا التوقف جاء كتابها الجديد مختلفا عن كتبها السابقة، الطعام والحب هما الموضوع الرئيسي. من الصين إلى الهند، ومن أميركا الجنوبية إلى حكايات ألف ليلة وليلة، تقدم إيزابيل الليندي بأسلوبها الساحر رحلة للحواس. تستعرض الليندي الرابط بين الطعام والحب، حيث الأطعمة والروائح تدغدغ الحواس مستدعية قصص التاريخ، ومازجة إياها بحكاياتها الشخصية.

التوابل والخبز والجبن والقهوة تتضافر مع الحكايات التاريخية المشوقة، ثم تتبعها الوصفات الأفروديتية الشهية. لقد استلهمت الليندي فكرة الكتاب من مشاهداتها في رحلتها لأمازون التي ألهبت مخيلتها وساعدتها في إنهاء الكتاب سريعا.

غذاء للقبطي.. شارل عقل

(مواقع التواصل)

يُعَدُّ الكتاب واحدا من أهم الكتب العربية الأدبية في هذا المجال، وهو تجربة مختلفة تمزج بين الأنثروبولوجيا والأدب والسخرية. يتناول المطبخ القبطي المصري، ومن خلاله يتجاوز المطبخ إلى إشارات مجتمعية شديدة الذكاء والدقة، بحس ساخر وطريف.

يتناول الكتاب الأطباق الأساسية في أوقات الصوم المسيحي، وكيف يتحول طبق الفول إلى الطبق الأساسي في هذه الأيام، وفي غضون ذلك يتطرق إلى علاقة الفرد القبطي بالمجتمع من خلال المطبخ. وما بين الذكريات والحقائق والمشاهدات، يقدم شارل عقل وجبة مميزة وتجربة أدبية وأنثروبولوجية خاصة ومميزة للغاية.

برتقال مر.. بسمة الخطيب

(مواقع التواصل)

الرواية هي الأولى للكاتبة اللبنانية بسمة الخطيب بعد مجموعتين قصصيتين حملتا عنواني “دانتيل” و”شرفة بعيدة تنتظر”. بطلة رواية “برتقال مر”، التي سيغيب اسمها عنا حتى الصفحة الأخيرة، فتاة في بدايات العقد الثالث من عمرها، وعبر يومين تأخذنا معها في رحلة تمتد عبر ربع قرن من الزمن، تُعِد خلالهما وجبات متقنة للرجل الوحيد الذي أحبته. الطبخ هنا هو فعل حب بالأساس، لكنه ينطوي أيضا على استعادة للأحداث والذكريات التي تدور بين روائح الأطعمة ومكوناتها ونكهاتها. فمن خلال روائح الطعام، تسترجع البطلة ذكرياتها وهي طفلة، وتتذكر كيف عاشت وحيدة ومنعزلة، واجهت قسوة أمها وإساءات العائلة والمعلمين وزميلات الدراسة، ووجدت في المطبخ الوسيلة الوحيدة للحصول على إعجاب الآخرين وتقبلهم.

طبيخ الوحدة.. أمنية طلعت

(مواقع التواصل)

مجموعة قصصية أخرى ضمن عدد قليل من الأعمال الأدبية العربية التي اعتمدت على الطعام محورا أساسيا للعمل الأدبي، تضم “طبيخ الوحدة” 10 قصص حول 10 نساء مختلفات يواجهن مشاعر الوحدة عبر ممارسة فعل الطهو.

الطعام والشعور بالوحدة هما الرابط الأساسي بين القصص التي حملت عناوين “طبيخ الوحدة، معضلة الملوخية، ويكا يا دنيا ويكا، ببرونة لأدهم، وحدها كانت تطهو الكوسة بالنعناع، قرع عسل في كابادوكيا، هوس الكعكة، فنجان من القهوة، صينية بطاطس كانت تجمعنا”. لقد ألمحت الكاتبة في عدد من حواراتها حول المجموعة القصصية إلى أن الطبخ كان هو النشاط الذي ساعدها في تخطي شعورها الشخصي بالوحدة أو العزلة.

“كوبان من الدقيق لا تزيد عليهما ولا تنقص. تسكب عليهما فنجانا من الزيت ثم قليلا من الماء حتى يتجانس قوام العجين، وبعدها ترش حبيبات الخميرة على السطح وقليلا من الكمون… ثم تبدأ في تشكيل الأقراص لترصها واحدة تلو الأخرى داخل الصينية المسطحة قبل أن تغطيها بشاشة بيضاء في انتظار أن تتخمر”.

كحل وحبهان.. عمر طاهر

(مواقع التواصل)

تدور الأحداث حول عبد الله الشهير بسيسيكو، وتتناول علاقته بأسرته وأصدقائه وجيرانه في الفترة من نهايات الثمانينيات وحتى أواخر العقد الأول من الألفية. البطل المولع بالطعام يأخذنا للتعرف على عالمه، مركزا على التفاصيل البسيطة المميزة لتلك الفترة الزمنية، ومداعبا نوستالجيا جيل الثمانينيات والتسعينيات. يمر بنا على مختلف الأكلات المرتبطة بالثقافة المصرية، مثل المسقعة والملوخية والمحشي، على مدار خمسة أيام مقسمة على 5 فصول، يتنقل بها بين الماضي والحاضر لنتعرف على حياة عبد الله الذي تفصل بينه وبين حفلة المطرب محمد منير عام 1988 خمسة أيام، يشترط أبوه ألا يرتكب خلال الأيام الخمسة أي خطأ كي يسمح له بحضور الحفل.

“يترك الطعام أثرا فاسدا عندما يكون التعامل معه بمنطق رد الفعل. الإفراط فيه هربا من الأحزان هو تحميل على جسد غير قادر على الهضم أو الامتصاص، جسد في قلة مزاج تجعله يؤجل كل ما يصل إليه إلى ملفات الدهون. أما مجافاة الطعام كرد فعل تجاه مأساةٍ ما، مأساة أكبر، هي رسالة واضحة للجسد أن يتغذى على نفسه، وأن يسحب احتياجاته من اللحم الحيّ”.

Previous post يتشاجر المحامون في قضية شطب جون إيستمان بسبب محاولة إبقاء ترامب في السلطة
Next post فيتامينات مهمة للجسم وفوائدها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *