لا شك أن الأفلام الوثائقية تمتلك ميزة أساسية، وهي أنها تستخدم عناصر فنية غالبا ما تكون ممتعة ومثيرة بالنسبة للجمهور العام كي توصّل لمحات مهمة عن معارف معقدة بطبيعتها، وبشكل خاص تلك المتعلقة بالفيزياء والفلك، ولذلك فهي تناسب قطاعا أعرض من قطاع قراء الكتب الشعبية، الذين يمثلون بدورهم قطاعا أوسع من قراء الكتب المتخصصة.
لهذا السبب قمنا في القسم العلمي بميدان باختيار بعض تلك الأفلام التي عرضتها الجزيرة الوثائقية، تختص بشكل أساسي بعلوم الفضاء، مع شرط أساسي وهو أن تلك الأفلام متوفرة حاليا على قناة الجزيرة الوثائقية في منصة يوتيوب أو على موقعها عبر الإنترنت، بحيث يمكن لك أن تشاهدها في أي وقت يناسبك. الانتهاء من هذه المجموعة في شهر أو شهرين مثلا يشبه أن تكون قد قرأت كتابا ممتعا، وهو استثمار جيد جدا لوقتك، نتحدث فقط عن حوالي 15 ساعة، هل تتخيل ذلك؟ إنه دعم معرفي كبير مقابل القليل نسبيا من الوقت.
الثقوب السوداء
ماذا لو كانت سببا للحياة؟ يظن الكثيرون أن الثقوب السوداء ليست إلا وحوشا كونية ضارية تتخفى في غياهب الفضاء السحيق لتنتظر نجما عابرا أو كوكبا شاردا فتقطعه لأشلاء، لكن القليلين يعرفون فائدتها الجمة لهذا الكون، إلى درجة أنه يمكننا القول إن الحياة في كوننا هذا لم تكن لتوجد لولا الثقوب السوداء. في هذا الفيلم نتعرف إلى الثقوب السوداء العملاقة التي توازن المجرات وتعطيها شكلها الطبيعي، والثقوب السوداء النجمية التي نثرت في يوم ما أسباب الحياة في محيطها، بل ربما كان لثقب أسود ما دور في وجود الحياة على كوكبنا نفسه.
نداء المريخ
هذا الفيلم مدهش حقا، يجمع ما بين التاريخ البحثي والحاضر التقني وتأملات بعض المغامرين الحالمين بمستقبل الإنسانية مع كوكب أحمر، طالما تصوّر البشر أنه نذير شر بلونه الدموي، لكنه الآن الكوكب الذي تسكنه الروبوتات التي أرسلناها إليه لفهم طبيعته، والتساؤل عن ماضيه الذي ربما كان حيا مسكونا باللونين الأزرق والأخضر. ما الذي تعلمناه إلى الآن عن المريخ؟ وهل يمكن تحويله يوما ما إلى مستعمرة جديدة لبني البشر يعيشون عليها؟ وكيف نصل إلى تلك النقطة؟
النيازك.. رسل الحياة
النيازك غريبة حقا، فهي في جانب منها رسل دمار، كانت ربما السبب في أكبر انقراضات كوكبنا قبل نحو 65 مليون سنة حينما سقط أحدها في ذات صباح هادئ فوق ما نعرفه الآن باسم شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، فأحال كوكبنا إلى جحيم لقرون طويلة، لكن بحسب هذا الفيلم الوثائقي فإنها ربما كانت سببا رئيسيا في نشأة الحياة وازدهارها على كوكبنا قبل مليارات السنوات، حيث تُعلّمنا الدراسات الحديثة للمذنبات أنها مسكونة بما يكفي من المواد العضوية والماء لبدء الحياة في كوكب ما، فهل نحن بالأساس فضائيون جئنا من غياهب المجموعة الشمسية؟
البحث عن نهاية الفضاء
أين ينتهي هذا كله؟ وأين نحن منه؟ لا بد أن هذا السؤال قد راودك يوما ما بينما تتأمل السماء في ليلة صيفية حارة، هذا الفيلم يقدم لك تاريخ تلك الفكرة منذ آلاف السنوات، حيث تساءل -مثلك- الفلاسفة والفلكيون الأوائل، بل وأضافوا: هل لهذا الكون من نهاية أصلا؟! ثم ينطلق الفيلم بك، مع موسيقاه اللطيفة، إلى الحاضر، حيث النظرية النسبية والانفجار العظيم والطاقة والمادة المظلمتين، بل والأكوان الطفلة والأوتار الكونية والكثير من الأفكار المثيرة التي تمخضت عنها عقول الفيزيائيين، لتصل في النهاية إلى قدر من الحيرة يمكن أن نصفه في مجمله بأنه هادئ وجميل!
البحث عن أرض ثانية
خلال 3 عقود مضت كانت هناك ثورة في علم الفلك، فقد اكتشفنا أن الكواكب ليست شيئا فريدا في هذا الكون، بل هي منتشرة بالمليارات حول نظم نجمية عدة، لكن الأكثر دعوة للدهشة كان حينما اكتشفنا أن بعضها يشبهنا تماما، وقد يحوي الحياة على سطحه! هذا الفيلم هو رحلة للبحث عن هذا الكوكب، وما توصلنا إليه حتى الآن في نطاق الكواكب التي تدور حول نجوم غير الشمس، كيف يكتشفها العلماء رغم أنها صغيرة جدا وقد تبتعد عنا مئات وآلاف التريليونات من الكيلومترات؟ وإلى أي حد تختلف أو تتشابه مع أرضنا؟
نفايات الفضاء
هل تتذكر تلك الحادثة المتعلقة بالصاروخ الصيني الذي كان سيسقط فوق رؤوس الناس؟ أحدث الأمر ضجة عالمية وقتها رغم أن المخاطر كانت ضئيلة، إلا أن هذا النوع من النفايات يمتلك -حقا- من المخاطر ما قد يتسبب في قطع اتصالاتنا أو ربما قتل رواد الفضاء! الفضاء يزدحم ويمتلئ بالنفايات في كل مرة نطلق الأقمار الاصطناعية، وهي نفايات خطرة تجري بسرعات تصل إلى 25 ألف كيلومتر في الساعة، في هذا الفيلم نكتشف التهديد الناجم عن الخردة الفضائية، وننضم إلى العلماء الذين يبحثون عن طرق لتنظيف حطامها. تجد الفيلم على منصة الجزيرة الوثائقية هنا.
استكشاف الكويكبات
هي أجرام صغيرة نسبيا، لا تتخذ شكلا محددا، متناثرة في جنبات المجموعة الشمسية، لكنها تتركز في حزامين كبيرين: الأول بين المشتري والمريخ، والثاني بعد نبتون. إنها الكويكبات، التي طالما اعتقدنا أنها مجرد كتل من الصخر، لكن مؤخرا باتت مهمة اقتصاديا، حيث يعتقد عدد من العلماء ورواد الأعمال أنه يمكننا يوما ما أن نحرث مواردها التي تساوي تريليونات الدولارات. هذا الوثائقي يعرض لعالم الكويكبات المدهش، ويعرفنا إلى أي مدى وصلنا في دراستها؟ وما مستقبلنا معها؟ وهل حقا ستصبح يوما ما محطة استراحة في رحلات الفضاء الطويلة؟ وثائقي آخر عن الأمر من الجزيرة الوثائقية تجده هنا.
الثقوب الخارقة
أما هذا الفيلم فيهتم بنوع خاص من الثقوب السوداء، وهي الثقوب السوداء العملاقة، تلك الموجودة في مركز المجرات ولا يعرف العلماء بعدُ سبب وجودها بشكل كامل، أو أسرار نشأتها، خاصة أننا نعرف أن الواحد منها تبلغ كتلته ملايين إلى مليارات الشموس، تلك الشمس التي تبلغ بدورها كتلة ألف أرض كالتي نعيش عليها. بالطبع يتطرق الفيلم للحدث الأهم خلال السنوات القليلة الفائتة، وهو التقاط أول صورة للثقب الأسود في التاريخ، فكيف التقطت تلك الصورة؟ وما الذي كشفت عنه من أسرار تلك الثقوب الخارقة؟
أسرار المجموعة الشمسية
هذه السلسلة لا تحكي فقط عن عجائب المجموعة الشمسية في 8 حلقات طويلة، بداية من الشمس ووصولا إلى بلوتو، ولكنها تعرض لكيفية استكشاف تلك الجوانب البعيدة جدا عن كوكبنا على لسان أبطال عمليات الاستكشاف تلك، وهم مستكشفون من نوع خاص جدا، ليسوا ركاب محيطات أو أراض بعيدة، بل باحثون عن غياهب تبتعد عنا مليارات الكيلومترات. تلك الطبيعة الاستكشافية تُضفي على الحلقات درجة من الإمتاع بجانب طبيعتها العلمية، ما يخفض الملل للحد الأدنى، كذلك فإن الحكايات من العلماء والمهندسين أنفسهم تمنح الحلقات شيئا من الدفء والإثارة، فعادة ما يميل الناس لتقبل المعارف المقدمة في صورة تجربة حياة صانعيها.
الفضاء المجهول
لكن ماذا عن الحياة؟ ما الذي توصلنا إليه حتى الآن أثناء بحثنا عنها على مدى عقود طويلة منذ الستينيات والسبعينيات من القرن الفائت؟ في هذا الفيلم من سلسلة “علوم كونية” نتعرف إلى تلك الرحلة، ليس فقط للبحث عن حياة عاقلة، بل أي صورة من صور الحياة، والغريب في الأمر أننا بعد كل هذا البحث لم نصل حتى اللحظة إلى أي من تلك الصور، لكن اتساع الكون يجعل الاحتمال قائما.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.