تبادلت القوات الروسية والأوكرانية الثلاثاء الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، وسط استمرار المعارك بين الطرفين في جبهات مختلفة، وبينما تلقت كييف مدرعات من كوبنهاغن قالت موسكو إنها اتخذت إجراءات لتسريع إنتاج الأسلحة، وحذرت ألمانيا من مغبة التورط في الصراع.
وقد أطلقت روسيا وابلا جديدا من الصواريخ على أهداف في عدة مدن أوكرانية خلال ليل الاثنين وفجر الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قصفت “المنشآت الصناعية العسكرية الأوكرانية” باستخدام صواريخ جوية وبحرية عالية الدقة وبعيدة المدى.
وأضافت الوزارة في بيان أن “أهداف الضربة تحققت بعد أن تعطل عمل المنشآت التي تصنع الذخيرة والأسلحة والمعدات العسكرية للقوات الأوكرانية”.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني إن عددا من الأشخاص قُتلوا في الهجمات مساء الاثنين، بينهم أطفال، لكنها لم تقدم تفاصيل.
وأكد حاكم مقاطعة خيرسون الأوكراني أن وتيرة القصف الروسي على المقاطعة الجنوبية ارتفعت بصورة كبيرة خلال الساعات الماضية.
وأضاف أن الروس شنوا أكثر من 70 هجوما على عموم أراضي المقاطعة، وأطلقوا أكثر من 300 قذيفة مدفعية على المناطق المدنية ومواقع البنية التحتية.
من جانبه، قال حاكم منطقة بريانسك في روسيا ألكسندر بوجوماز إن قوات أوكرانية قصفت قرية في المنطقة الواقعة على الحدود مع أوكرانيا صباح الثلاثاء، وذلك بعد يوم من انفجار تسبب في خروج قطار بضائع عن مساره هناك.
معدات وتعهدات
وفي سياق متصل، أعلنت كوبنهاغن الثلاثاء أنها ستقدم لأوكرانيا هبة عسكرية جديدة بقيمة 228 مليون يورو تتألف من مدرعات وذخائر وأنظمة دفاع جوي، لتعزيز قدرة كييف “على شن هجوم في الأشهر المقبلة”.
وقالت وزارة الدفاع الدانماركية في بيان إن قيمة هذه المساعدة الجديدة تبلغ 1.7 مليار كرونة، مما يجعلها “أكبر هبة تقدمها الدانمارك حتى الآن”.
وتشتمل هذه الحزمة كذلك على مدرعات ومركبات لإزالة الألغام وقذائف هاون وجسور ميدانية متنقلة.
وفي وقت سابق، بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إقامة تعاون دفاعي طويل الأمد بين بلديهما.
وكتب ترودو على تويتر عقب مكالمة هاتفية مع زيلينسكي “مهما استغرق ذلك من وقت تلك هي المدة التي سنقدم فيها الدعم لأوكرانيا”.
وتوجه إلى الرئيس الأوكراني قائلا “أعدكم بذلك”، مضيفا أن “كندا ستواصل وجودها هناك من خلال مساعداتها العسكرية والإنسانية والمالية”.
تسريع وتحذير
بدورها، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله اليوم الثلاثاء إن موسكو اتخذت إجراءات لتسريع إنتاج الأسلحة، لتلبية احتياجاتها في حربها بأوكرانيا.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء عن شويغو قوله إن الجيش لديه كل الأسلحة الذي يحتاجها في ساحة القتال في 2023، لكنه طلب من شركة كبيرة تصنع الصواريخ مضاعفة إنتاجها من الصواريخ عالية الدقة.
وفي الاتجاه ذاته، حذر الكرملين الثلاثاء من تزايد تدخل ألمانيا في الصراع بأوكرانيا مع مرور كل يوم.
جاء ذلك في إفادة صحفية للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على تصريحات سابقة للمستشار الألماني أولاف شولتز، حسبما ذكرت وكالة تاس المحلية.
والاثنين، قال شولتز في تصريحات صحفية إنه من المهم عدم استخدام الأسلحة الغربية لشن ضربات على الأراضي الروسية، مشيرا إلى أن برلين ستعمل على التأكد من أن الأسلحة المقدمة إلى كييف لن تستخدم لمهاجمة روسيا.
لكن بيسكوف شدد على أن “ألمانيا ليس لديها وسيلة لتتبع ذلك الأمر”، مضيفا “كل يوم يزداد تدخل ألمانيا المباشر وغير المباشر في الصراع بأوكرانيا”.
وشدد بيسكوف على أن الأسلحة التي تزود بها ألمانيا نظام كييف يتم إطلاقها بالفعل على الأراضي الروسية، لأن دونباس منطقة روسية، والأسلحة تطلق عليها، حسب الوكالة.
يذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة تدخلا في سيادتها.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.