أستاذ بهارفارد: هل تستطيع قوتان عظميان التعاون لبناء عالم آمن؟.. حدث ذلك في الماضي | سياسة


يرى عالم السياسة والكاتب الأميركي غراهام تي أليسون أنه في الوقت الذي تكافح فيه الإدارة الأميركية والكونغرس للتغلب على التحدي الذي تشكله الصين اليوم، يجب عليهما التأمل في الدروس المستفادة من نجاح أميركا في كسب الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي.

ونبه الكاتب في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) إلى أن كلا البلدين لديهما ترسانات نووية قادرة على تدمير بعضهما البعض في الحرب. ومع ذلك، لا يمكن لأي منهما شن مثل هذا الهجوم بدون إطلاق رد انتقامي يمكن أن يدمر نفسه أيضا.

وحيث إننا نعيش على كوكب صغير يمكن فيه لإنتاج غازات الدفيئة في أي من الدولتين أن يجعل الحياة غير صالحة للعيش للجميع، يجب على المسببين الرئيسيين للانبعاثات إيجاد طرق للعمل معا لتقييد تلك الانبعاثات.

ولذلك، كما يقول أليسون، يجب أن يتعاونا لمنع الحالات أو الحوادث التي تجرهما إلى الحرب. وليس أمامهما بديل سوى إدارة المخاطر بطرق تحافظ على هذه الفوائد.

بإمكان القوتين العظميين (أميركا والصين) المتنافستين على السيادة في نفس الوقت التعاون في بناء عالم آمن. وهذا حدث من قبل عندما تعهد جون كيندي في خطاب تنصيبه عام 1961 بدفع أي ثمن وتحمل أي عبء لضمان بقاء الحرية ونجاحها

ويعتقد الكاتب أن بإمكان القوتين العظميين المتنافستين على السيادة في نفس الوقت التعاون في بناء عالم آمن. وذكر أن هذا الأمر حدث من قبل عندما تعهد جون كيندي في خطاب تنصيبه عام 1961 “بدفع أي ثمن وتحمل أي عبء… لضمان بقاء الحرية ونجاحها”.

العودة إلى بالي

وبعد عامين ونصف، في أهم خطاب للسياسة الخارجية في حياته المهنية ألقاه قبل 60 عاما، أعلن كيندي أنه على مدى العقود المقبلة يجب أن تكون أولوية الولايات المتحدة في العلاقات مع موسكو هي “المساعدة في جعل العالم آمنا للتنوع”.

وبالمقارنة، يرى الكاتب أن الخطوة الأولى في استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، التي أصبحت في أسوأ حالاتها منذ أن تأسست رسميا قبل نحو نصف قرن، هي “العودة إلى بالي”، في إشارة إلى إحياء الحوار رفيع المستوى الذي أقيم بين الرئيس جو بايدن ونظيره شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

فهناك وضع الزعيمان قائمة بالإجراءات التي يمكن أن يشتركا في اتخاذها في مجالات مثل تغير المناخ والصحة العامة والزراعة والأمن الغذائي لعكس هذا الاتجاه الهبوطي.

لكن هذه الخطط توقفت بسبب منطاد التجسس الصيني فوق الولايات المتحدة قبل نحو أسبوع من الموعد المقرر لزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لبكين.

وانتهى المقال إلى أنه مثلما كانت الحال بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، لا مفر من التنافس والتعاون بين الولايات المتحدة والصين. لكن بإمكان بايدن وشي إيجاد طريقة لبناء عالم آمن بما يكفي للسماح للمنافسة بين الديمقراطية الأميركية المرتكزة على الحرية وبين الاستبداد الذي يقوده حزب دولة أخرى بالاستمرار بسلام لفترة كافية حتى ينتصر أحدهما على الآخر.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post وزيرة التعاون الدولى تشهد إطلاق البرنامج القطرى لصندوق الأمم المتحدة للسكان 2023-2027
Next post أوكرانيا.. مدير الوكالة الذرية يصل إلى محطة زابوريجيا النووية لتقييم المخاطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading