تناولت افتتاحية لصحيفة واشنطن بوست الانقلاب في النيجر، وقالت إن له دلالات مهمة، مشيرة إلى وجود أميركي عسكري ومساعدات أميركية عسكرية وغير عسكرية مهددة بالتوقف ما لم تتم إعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.
وتورد الصحيفة أن لواشنطن حوالي 1100 جندي في النيجر، وقاعدة للطائرات المسيّرة، لمساعدة القوات النيجرية في محاربة مقاتلي تنظيمي الدولة والقاعدة.
وحول ما يمكن أن تفعله واشنطن إزاء هذا الانقلاب، أشارت الافتتاحية إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أنه لا يمكن السماح لهذا الانقلاب بالبقاء، مؤكدا دعم أميركا الثابت لبازوم وإدانة الانقلاب.
وقف المساعدات
وذكرت أن القانون الأميركي يشترط قطع المساعدات عن البلدان المتلقية عند وقوع انقلاب عسكري فيها، ولكن هناك استثناءات في الحالات التي يعتبر فيها الأمن القومي الأميركي على المحك، كما هو الحال مع مصر وتايلند.
وقالت إن النيجر لا ينبغي أن تحصل على استثناء من تطبيق هذا القانون عليها، لأن الاستثناء من المرجح أن يؤدي إلى تشجيع مدبري الانقلاب المحتملين في أماكن أخرى.
ودعت قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني ورفاقه إلى إدراك أن بلينكن لا يقدم تهديدا فارغا، وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى الوفاء بوعدها، مضيفة أن قطع المساعدة، وخاصة الإنسانية، قد يكون صعبا، لكن يجب على واشنطن أن تدافع عن مبدئها القائل إنه لا يمكن الإطاحة بالقادة الديمقراطيين بالقوة، ولن يكون هناك عمل كالمعتاد مع النيجر حتى عودة بازوم إلى السيطرة الكاملة.
أهمية الانقلاب
وعن أهمية الانقلاب في النيجر قالت واشنطن بوست إن النيجر، وهي دولة أكبر حجما من تكساس، غنية باليورانيوم ولكن سكانها من بين أفقر سكان العالم، وتشترك مع العديد من جيرانها الأفارقة في تاريخ من تدخل العسكريين في السياسة.
وأضافت أن النيجر تقع وسط منطقة الساحل شبه القاحلة غير المستقرة جنوب الصحراء الكبرى والتي أصبحت تُعرف للأسف باسم “حزام الانقلابات” في أفريقيا، إذ شهدت مالي وبوركينا فاسو المجاورتان مؤخرا أيضا سقوط حكومات ديمقراطية في انقلابات.
وأوضحت أن الانقلابيين في المنطقة، بمن فيهم انقلابيو النيجر، يقولون إنهم يستولون على السلطة بسبب فشل القادة المدنيين في اتخاذ إجراءات صارمة بما يكفي ضد التمرد المسلح في المنطقة وتوفير الأمن للسكان. وقد ألقى انقلابيو النيجر باللوم على الرئيس المخلوع محمد بازوم على وجه التحديد لفشله في التعاون بشكل كامل مع النظام العسكري في مالي.
ونقلت الصحيفة عن تقرير صدر العام الماضي، وصفا لوزارة الخارجية الأميركية بشأن النيجر يقول إنها العمود الفقري للاستقرار في منطقة الساحل و”شريك أكثر انفتاحا ونشاطا مع الولايات المتحدة”، وتتعاون الدولتان ليس فقط في محاربة المتمردين ولكن أيضا في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في منطقة غير مستقرة إلى حد كبير، ومعالجة المشكلات التي تغذي عدم الاستقرار والاضطرابات.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.