أفاد تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” (Newsweek) بأن روسيا -التي تترقب هجوما أوكرانيا وشيكا- قلقة بشأن التقدم الذي تحرزه قواتها في الحرب.
وقالت المجلة إن إعلان وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الجمعة الماضي أن استعدادات كييف لشن هجوم مضاد منسق بات في مراحله الأخيرة؛ يأتي في وقت تثار فيه أسئلة عديدة حول الإمدادات العسكرية الروسية والروح المعنوية للجيش الروسي.
وسرد التقرير -الذي أعدته مراسلة المجلة إيلي كوك، ونشر تحت عنوان “الأسبوع الذي أقض مضجع روسيا”- جملة من التطورات التي حدثت مؤخرا وتشكل معوقات لروسيا على الصعيدين العسكري والسياسي.
ونقلت مراسلة المجلة عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة برمنغهام البريطانية ديفيد دان قوله إن زمام المبادرة الآن بيد أوكرانيا، وإن روسيا تواجه الهجوم المضاد وهي مثقلة بنقاط ضعف كبيرة، لا تقتصر على نقص إمدادات الأسلحة والذخيرة في جبهات القتال، بل تتعلق بمعنويات القوات الروسية ومستوى تدريبها وأدائها المهني.
ويرجح دان أن يسهم أداء الأوكرانيين القوي في مجال حرب المعلومات في تدهور معنويات القوات الروسية، كما توقع أن يتسبب انكشاف نقاط الضعف العسكرية لدى القوات الروسية في ظهور مشاكل سياسية تقض مضجع الكرملين.
وأبرزت المجلة أن روسيا تترقب بقلق الهجوم المضاد الذي تتوعد به أوكرانيا، واستعدت منذ وقت طويل لمواجهته، وعززت دفاعاتها في المناطق الأوكرانية التي ضمتها.
وعكست بعض التحليلات والتصريحات التي أدلى بها سياسيون ومحللون روس لوسائل الإعلام الروسية مؤخرا هذا القلق؛ إذ وصف أحد المحللين الروس الإجراءات الأوكرانية على خطوط القتال الأمامية بأنها “مثيرة للقلق”، في حين قال إعلامي يعمل في وسيلة إعلام رسمية روسية إن بلاده تستعد للهجوم الأوكراني، وإن “الشيء المهم بالنسبة لنا الآن هو عدم تكرار الأخطاء التي من الواضح أننا ارتكبناها في الخريف. لا ينبغي أن نتراخى لأن مصالحنا على المحك”.
هجمات مضادة ونقص في ذخيرة الروس
وتطرق تقرير المجلة إلى بعض الإشكالات التي واجهت الروس مؤخرا في مناطق عديدة، من بينها شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، وتعرضت الأسبوع الماضي لهجمات بطائرات مسيرة.
وصرح حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف -الذي عينته موسكو- بأن السلطات الروسية تصدت لهجوم بطائرات مسيرة فجر 24 أبريل/نيسان الماضي، استهدف المدينة التي تضم الأسطول الروسي في البحر الأسود.
كما قال رازفوجاييف السبت الماضي إن مستودعا للنفط اشتعل في سيفاستوبول بعد استهدافه بهجوم نفذته طائرة مسيرة، وألقت السلطات الروسية اللوم في ذلك الهجوم على أوكرانيا.
وكان رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين هدد بسحب جزء من مسلحيه من جبهة باخموت (شرقي أوكرانيا) -التي تتواصل فيها المعارك- في حال عدم تسليم الجيش الروسي الذخيرة اللازمة له.
وقال بريغوجين -في مقابلة مع الصحفي الروسي سيميون بيغوف- السبت الماضي إن مقاتلي فاغنر فرضوا سيطرتهم على معظم مدينة باخموت، مشيرا إلى نقص في الذخيرة لديهم.
ولفت إلى أن مستودعات الجيش الروسي ممتلئة بالذخيرة، محذرا من أن الوضع لحالي ينذر بما وصفه بزوال فاغنر بعد فترة وجيزة، مشيرا إلى أن شركته طلبت 4 آلاف ذخيرة لمقاتليه، رغم أن الاشتباكات تتطلب 80 ألف ذخيرة يوميا، حسب قوله.
وأكد رئيس فاغنر أن الجيش الأوكراني يرسل باستمرار تعزيزات إلى جبهة باخموت، بينما تم قطع الذخيرة عن مسلحي فاغنر، مشيرا إلى أنه بعث رسالة إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يُطلعه فيها على مشكلة نقص الذخيرة. وطالما تحدث بريغوجين مرارا في الأشهر الأخيرة عن نقص الذخيرة لدى مقاتلي فاغنر.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.