مناورات بحر جنوب الصين تخفي حربا سرية للسيطرة على الإنترنت العالمي | سياسة


لفت مقال بموقع “هيل” (Hill) الأميركي إلى أن المناورات العسكرية الضخمة الجارية بين الولايات المتحدة والفلبين في بحر جنوب الصين وتلك التي تخطط الصين وسنغافورة لتنفيذها تزيد التوترات في المنطقة بعدما أبلغت الفلبين عن “مواجهة” بين سفينتين لها والبحرية الصينية.

وحسب المحلل السابق في حلف شمال الأطلسي موريزيو جيري (كاتب المقال)، فإن من يهيمن على بحر جنوب الصين، أحد أهم ممرات الشحن في العالم للنفط والمعادن والغذاء، سيسيطر على أكثر من خمس التجارة العالمية.

لكن أكبر رصيد اقتصادي في المنطقة هو البيانات الضخمة، حيث يعتمد مستقبل الإنترنت بأكمله على من ينتصر في المعركة للسيطرة على هذا الممر المائي الإستراتيجي.

وأشار جيري إلى وجود أكثر من 486 كابلا بحريا تحمل أكثر من 99% من كل حركة الإنترنت الدولية على مستوى العالم، وأن حفنة من عمالقة التكنولوجيا الأميركيين يتحكمون في الجزء الأكبر منها.

ومن المتوقع، حسب قوله، أن تصل قيمة اقتصاد الإنترنت في جنوب شرقي آسيا إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، ومن ثم فإن من يتحكم في البنية التحتية للكابلات البحرية في آسيا والمحيط الهادي لن يهيمن على هذا الاقتصاد المزدهر فحسب بل سيسيطر على الإنترنت العالمي.

ويرى الكاتب أن قيمة تدفقات بيانات الإنترنت، التي تحمل كل شيء من رسائل البريد الإلكتروني والمعاملات المصرفية إلى الأسرار العسكرية، أفضل من قيمة النفط. وعليه، فإن البنية التحتية للكابلات البحرية في العالم معرضة على نحو متزايد ليس فقط للتخريب ولكن أيضا للتجسس، إذ تستطيع وكالات التجسس الاستفادة بسهولة من وجودها في أراضيها. ولهذا السبب ركز التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين أكثر على السيطرة على شبكات الكابلات البحرية في العالم.

وأوضح المقال أن عملاقي التكنولوجيا الأميركيين “فيسبوك” و”غوغل” قاما ببناء أول كابل بحري آسيوي باسم (أبريكوت)، بطول 12 ألف كيلومتر، ويتجنب هونغ كونغ لتجاوز السيطرة الصينية، وسيربط اليابان وتايوان وغوام والفلبين وإندونيسيا وسنغافورة، لكنه يستثني ماليزيا التي أصبحت بسرعة محور المنافسة الأميركية الصينية للسيطرة على الإنترنت العالمي.

وذكر أن استبعاد ماليزيا من مشاريع الكابلات البحرية المدعومة من الولايات المتحدة سرّع بالفعل تحالفها مع الصين.

وحذر من أن مستقبل الإنترنت العالمي على المحك، لأن ماليزيا إذا وقعت تحت الهيمنة الصينية فستكون هناك تداعيات كبيرة عبر رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) المكونة من 10 أعضاء، وقد يؤدي ذلك إلى سلسلة من الآثار المتلاحقة.

وختم المقال بأن الولايات المتحدة، مع ذلك، لديها فرصة جديدة للتقارب مع كوالالمبور في ظل الحكومة الماليزية الجديدة، ويجب عليها التصرف بسرعة لضمان إدراك ماليزيا لفوائد التعاون الرقمي مع الغرب.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post التمييز في مكان العمل في تركيز اتحاد كرة القدم الأميركي للتحقيق العام للمدعين العامين
Next post وزير خارجية السعودية وغوتيريش يبحثان جهود وقف التصعيد بالسودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading