متابعات ينبوع العرفة:
فرض الزلزال المدمّر، الذي ضرب جنوب تركيا قبل أكثر من 3 أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها البلاد يوم الأحد المقبل في 14 مايو/أيار الجاري، واقعاً انتخابياً جديداً في الولايات الـ11 المنكوبة جرّاء الكارثة الطبيعية التي حلّت بتلك المناطق يوم السادس من فبراير الماضي، والتي خلفت آلاف القتلى ودماراً هائلاً في البنى التحتية.
ويتمثّل الواقع الانتخابي الجديد في الولايات المنكوبة مثل أنطاكيا ومرعش وآدي يمان وغيرها من المدن التركية التي ضربها الزلزال، بموجة نزوح ضخمة تلت الكارثة الطبيعية والتي أرغمت الملايين على تغيير عناوين منازلهم قبل أشهر من موعد الانتخابات، في حين أن قانون الانتخابات يمنع كل ناخب قام بتغيير عنوانه قبل 3 أشهر من موعد الانتخابات من التصويت في مكان إقامته الجديد.
منع الآلاف
وفي السياق، كشفت مصادر مقرّبة من حزب “الشعب الجمهوري”، وهو حزب المعارضة الرئيسي الذي يتزعّمه المرشح الرئاسي كمال كيليتشدار أوغلو الذي يقود أيضاً تحالف “طاولة الستة” المعارض للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “موجة النزوح ستمنع مئات الآلاف من الوصول لمراكز الاقتراع، لا سيما أن هناك من لا يرغب في التنقل من ولاية إلى أخرى للتصويت”.
كما أكّدت أيضاً مصادر من مدينة إسكندرون لـ”العربية.نت” أن “اللجنة العليا للانتخابات” ستعتمد على المدارس التي لم تتضرر مبانيها، لإقامة مراكزٍ انتخابية فيها، علاوة على اعتمادها على بيوتٍ اصطناعية جاهزة في المناطق التي لا توجد فيها مدارس وأقيمت فيها مراكز الإيواء.
كذلك أشارت إلى أن “مختلف الأحزاب تتواجد بكثافة في تلك المناطق المنكوبة وتحشد أنصارها قبل يومين من الانتخابات”.
من مناطق الزلزال المنكوبة في تركيا (رويترز)
ووفق المصدر ذاته، سيكون هناك مراقبون من مختلف الأحزاب المعارضة على صناديق الاقتراع في المراكز الانتخابية.
قوة أردوغان
وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي والأستاذ الجامعي بلال سامبور الذي يشغل منصب عضو هيئة التدريس بجامعة أنقرة أنه “لا يمكن إنكار قوة حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيسه في الولايات المنكوبة خاصة في مرعش وعينتاب وأورفا وكلّس وآدي يمان وعثمانية، لكن هذا الوضع تغيّر بعد الزلزال المدمّر “.
كما أضاف لـ”العربية.نت” أن “شعبية الرئيس الحالي في هذه الولايات تراجعت بعد الزلزال، فلم يعد أردوغان الطرف الأقوى فيها مع صعود شعبية منافسه كيليتشدار أوغلو في الآونة الأخيرة، إذ بات يحظى بدعمٍ متزايد”.
وأكّد أن “أردوغان لم يعد الممثل الوحيد في هذه المدن، بل بات واحداً من بين عدّة ممثلين من أحزابٍ أخرى، وهذا يعني أن الانتخابات بالنسبة له باتت أكثر صعوبة من الانتخابات السابقة التي شهدتها البلاد في العام 2018”.
النقطة الأصعب
إلى ذلك، شدد الأستاذ الجامعي على أن “أكثر ما يجعل الانتخابات في الولايات المتضررة من الزلزال مسألة معقدة، هو التنظيم بعد انتقال جزء من سكان هذه الولايات إلى مناطقٍ أخرى من تركيا، وبالتالي باتت الانتخابات فيها قضية في منتهى الغموض”.
ويبلغ عدد المتضررين من الزلزال في الولايات المنكوبة، التي تقع جنوب شرقي تركيا وغربها ووسطها، والتي كانت بأغلبها تشكل قاعدة جماهيرية كبيرة للحزب الحاكم مثل ولاية عينتاب، 14 مليون شخص.
يشار إلى أنه بعد انسحاب محرم إينجه من الانتخابات، يتسابق على رئاسة تركيا 3 مرشحين هم أردوغان وكيليتشدار أوغلو والمرشّح اليميني سينان أوغان.
الجدير بالذكر ان خبر “مناطق الزلزال المنكوبة بتركيا.. لمن ستعطي صوتها المخنوق؟” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.