يقول الباحث في السياسة الخارجية الأميركية ستيفن ويرثيم “إن القصص التي نرويها لكسب الحرب تتسبب أحيانا في خسارتنا للسلام”، مشيرا إلى أن القصة التي يرويها الغرب حاليا لنفسه عن أوكرانيا تندرج ضمن قائمة القصص التي تُفقده السلام.
ويوضح الكاتب في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) أنه بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، قررت أميركا أن حكومة طالبان في أفغانستان مسؤولة مثل مقاتلي تنظيم القاعدة الذين ضربوا أميركا، ثم أمضت 20 عاما في محاولة لإبعاد طالبان عن السلطة تماما، ثم انتهت بالتنازل عن أفغانستان بأكملها لهم.
الرواية الغربية
وأضاف أن القصة التي يرويها الغرب لنفسه اليوم عن الحرب في أوكرانيا لها مخاطرها الخاصة. فقد استقر في العواصم الغربية أن روسيا حملت السلاح حصريا بدافع من الدوافع العدوانية والإمبريالية، وكانت السياسات الغربية، بما في ذلك التوسع المستمر لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على مدار سنوات ليست ضمن محركات روسيا للدخول في أوكرانيا.
ودعا ويرثيم حلف الناتو عندما يناقش مستقبل عضوية أوكرانيا في الحلف الشهر المقبل أن يدرك أن للحرب أسبابا أكثر تعقيدا مما توحي به روايته الشعبية.
وقال إنه لا شك في أن روسيا ترتكب عدوانا لا مبرر له ضد أوكرانيا، والمواقف الإمبريالية في موسكو عميقة، لكن توسع الناتو هو الآخر من الدوافع الرئيسية لتصرف موسكو.
أفضل الطرق لسلام أوكرانيا
وأضاف أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو لن ينهي رغبة روسيا في العدوان، حتى مع دعم الولايات المتحدة والضمانات النووية التي يجلبها، قائلا إن أفضل طريق لأوكرانيا للسلام هو أن تكون مسلحة جيدا ومدعومة من خارج الناتو.
واستمر يقول إنه بغض النظر عن كيفية انتهاء هذه الحرب، قد يكون خطر تكرارها مرتفعا. ففي حالة انضمام أوكرانيا للحلف وإعادة الهجوم الروسي، سيتعين على أميركا وبقية حلف الناتو أن يقرروا ما إذا كانوا سيشعلون “الحرب العالمية الثالثة”، أو رفض الدفاع عن أوكرانيا وبالتالي الإضرار بالأمن على نطاق الحلف.
ودعا إلى ضرورة اعتراف أي صيغة للسلام الدائم بهذا التعقيد، وعندما تجري المفاوضات، يجب على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العودة إلى الاقتراح الذي عرضته أوكرانيا في مارس/آذار العام الماضي لوقف السعي للحصول على عضوية الناتو، وأن تتبنى بدلا من ذلك خطة لبناء جيش كبير ومتقدم وقاعدة صناعية دفاعية هائلة بدعم خارجي واسع النطاق.
النصر الحقيقي
وأضاف أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي، من جانبه، إنشاء مسار لأوكرانيا للانضمام إلى الكتلة بسرعة لجذب الاستثمارات لإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن ذلك ربما يثير اعتراض روسيا، لكن من المرجح أن تتحمل موسكو العضوية الأوكرانية في الاتحاد الأوروبي والتي تضمن ابتعاد أميركا من محاصرة بلاده.
وختم ويرثيم مقاله بالقول إن أوكرانيا بحاجة إلى رؤية للنصر الحقيقي، أي مستقبل مزدهر وديمقراطي وآمن، وليس النصر المهدد بأحلام الناتو والغزوات الروسية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.