أكد الكاتب البريطاني جون هاريس في عموده بالغارديان (The Guardian) أن نظرية المؤامرة بدأت تنتشر في بريطانيا بشكل مخيف، متهما السياسيين من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية باستغلال ذلك لتحقيق مكاسب شخصية.
وذكر هاريس أن من بين أشهر نظريات المؤامرة المنتشرة القول إن كوفيد-19 مجرد خيال اخترعه من يحكمون العالم، وأن أرقام الوفيات تمت فبركتها، فضلا عن أن كثيرين لا يزالون لا يصدقون أي كلمة مما قيل عن الجائحة التي قضّت مضجع العالم.
ولم تسلم لقاحات كورونا من نظريات المؤامرة -كما يوضح الكاتب- إذ إن كثيرين مقتنعون بأنها كانت وسيلة لزرع رقاقات إلكترونية بأجساد الملقحين تمكن السلطات في أي مكان من فحص هوية الشخص ومعرفة كل التفاصيل عنه.
استطلاع رأي
كما يتحدث كثيرون أيضا عن السيطرة الكبيرة لشركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية على الناس، وعن المراقبة الدقيقة واللصيقة للمواطنين عبر الأجهزة الإلكترونية، حيث يقولون إن الدول والشركات الكبرى تعرف كل ما يفعله الجميع في كل وقت وحين، ولم يعد هناك مجال للحديث عن حقوق الخصوصية.
وأعلن هاريس أن استطلاعا للرأي أنجز الأسبوع الماضي بطلب من مؤسسة “بي بي سي” و”كينغز كوليدج” في لندن كشف عن أن 10% من البريطانيين يعتقدون أن نظريات المؤامرة -من مثل اختلاق وباء كورونا و”الاستبدال العظيم”- هي نظريات صحيحة، في حين أكد 20% أنها “ربما تكون صحيحة”.
ونقل هاريس عن أحد الأكاديميين (لم يذكر اسمه) قوله إن نظرية المؤامرة هي الوسيلة الأساسية الفعالة بالنسبة لبعض الناس لفهم وتفسير ما يجري في العالم.
استغلال سياسي
ويوضح أن بعض السياسيين يستغلون وهم نظرية المؤامرة لتحقيق مصالحهم الخاصة، وضرب على ذلك مثلا بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وروبرت إف. كينيدي جونيور الذي روّج لنظريات المؤامرة بشأن جائحة كورونا، والربط بين اللقاحات وبين التوحد.
كما تحدث الكاتب عن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، وكيف كان يحور النقاشات بالحديث عن المؤامرات، من مثل حديثه عن سياسة “مطاردة الساحرات” التي مورست ضده، مؤكدا أن دفعه للاستقالة من منصب رئيس الحكومة كان للانتقام من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأكد هاريس أن اتخاذ خطوات حقيقية لمنح الإحساس بالثقة والأمان للناس قد يفتح الباب نحو التخلي عن نظريات المؤامرة شيئا فشيئا، والعمل على تفسير ما يجري بطرق علمية وواقعية صحيحة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.