كشف مسؤول استخباراتي غربي بارز لصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية أن تمرد مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين هو شرخ كبير في العلاقة مع الرئيس فلاديمير بوتين لا يمكن رتقه، وهو يدرك الآن جيدا أنه لا يمكنه العودة أبدا إلى المكانة التي كان عليها من قبل.
وأضاف المسؤول -الذي لم يكشف اسمه- أن بريغوجين بالغ كثيرا في تقدير حجم الإجراء الذي أقدم عليه.
وقال إن بريغوجين يعلم جيدا أنه يخوض الآن معركة من أجل حياته، موضحا أن استحضار بوتين للثورة البلشفية التي اندلعت عام 1917 يؤشر إلى مدى الجدية التي يتعامل بها مع ما أقدم عليه مؤسس فاغنر.
وأوضح أن بوتين -الذي حاول إظهار نفسه في صورة المثقف المستفيد من دروس التاريخ- لم يستدع الثورة البلشفية لأجل لا شيء، بل حرص من خلال ذلك على التأكيد على خطورة ما يجري، وعلى الكيفية التي يقدرون بها حجم المخاطر المحدقة.
وبحسب المسؤول المخابراتي الغربي فإن زعيم فاغنر إن كان بتمرده العسكري يعتكزم دق إسفين بين القوات المسلحة الروسية والكرملين فقد فشل بالفعل، حيث إن تلك الخطوة التي أقدم عليها لا تبدو حتى الآن أنها أحدثت شرخا واسعا بين الدائرة المقربة من بوتين وبين القادة العسكريين الذين يمقتهم بريغوجين.
انتقادات
وكان بريغوجين قد وجّه خلال الأسابيع الماضية انتقادات لاذعة للقيادات العسكرية الروسية، واتهمهم بالتخلي عنه وعن قواته في أوكرانيا، خاصة خلال معارك باخموت.
ولم يسلم الرئيس بوتين من انتقادات بريغوجين الذي وصفه في أحد تصريحاته “بالجد السعيد” الذي يقود روسيا إلى كارثة.
وكان مؤسس فاغنر قد هدد بسحب قواته من باخموت بسبب نقص الذخيرة والقذائف الذي قد يؤدي إلى قتل عناصره “بشكل سخيف”.
خيانة؟
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” -في وقت سابق- عن اتصالات له مع المخابرات العسكرية في كييف، دعاها فيها إلى ترك باخموت له مقابل تقديم معلومات لها عن القوات الروسية، مما يعد -إن تأكد- شبهة بالخيانة.
كما سبق لمجلة “إيكونوميست” (The Economist) البريطانية أن ذكرت في تقرير لها أن الانتقادات التي وجهها زعيم مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين للقيادات العسكرية الروسية هي جزء من مسلسل الخلافات الطويلة التي تفجرت بين الطرفين خلال الحرب الروسية على أوكرانيا.
وبحسب المجلة، فإن “دوامة” تغيير القيادات العسكرية، التي ولّدت نزاعات وشقاقات داخلية، صعّبت من مهمة ضمان إستراتيجية عسكرية روسية فعّالة في أوكرانيا، خاصة في ظل وجود “مجموعات مرتزقة” روسية في الميدان، في مقدمتها فاغنر.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.