تعدّ تركيا وجهة مثالية لسياحة اليخوت والقوارب، لما تتمتع به من سواحل طويلة ومناظر خلابة وشواطئ رملية ومياه بحرية صافية، إضافة إلى معالمها التاريخية البارزة.
وكشف رئيس جمعية صناعة اليخوت والقوارب مراد بكر أوغلو، يونيو/حزيران الماضي، أن السعة الإجمالية لنحو 25 إلى 30 مرسى في تركيا تبلغ نحو 6500 رصيف، في حين أن هناك 16 ألف قارب في البلاد، مما يشكل ضغطا على قدرة المراسي.
ولفت بكر أوغلو -في حديثه مع صحيفة “حرييت” التركية- إلى أن السياح الذين يسافرون على متن القوارب واليخوت ينفقون أموالا أعلى بنحو 2.5 مرة من السائحين العاديين.
إسطنبول عاصمة السياحة
ووسط إسطنبول حيث منطقة أيوب سلطان التي يجتمع فيها السياح المحليون والأجانب وتستقطب المواطنين بشكل كبير، نجد أحد أبرز مراسي اليخوت في المنطقة ويتمتع بقوة جذب سياحي لافتة.
كما تعمل عشرات الزوارق هنا لنقل السكان والسياح بين ضفتي البحر، بين أيوب سلطان وقاسم باشا، إضافة إلى تنظيم جولات سياحية بواسطة الزوارق واليخوت.
التقينا السيد عثمان، مالك أحد اليخوت العثمانية، ودعا -في حديثه للجزيرة نت- كل من يزور إسطنبول إلى خوض تجربة فريدة من خلال الجولات السياحية في الخليج بين منطقتي أيوب سلطان وسوتلوجا، وغيرها من المناطق الجميلة، ومنها قرن الكبش والقرن الذهبي.
من جانبه، أكد إيمره أيدين، مسؤول مجموعة قوارب البوسفور النخبة، أن سياحة اليخوت والقوارب تواصل ازدهارها في تركيا مع زيادة إقبال السياح.
وقال للجزيرة نت إن “أسباب تطور سياحة اليخوت والقوارب في تركيا تعود للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها موظفو هذا القطاع، ووجود البحار والخلجان الجميلة في البلاد، فضلا عن المعالم والأماكن الرائعة التي تجذب عددا كبيرا من الناس”.
وأضاف أيدين أن تركيا تحظى بموقع سياحي متميز، فهي قريبة من معظم دول العالم وخاصة من أوروبا وروسيا، إضافة إلى أسعارها المناسبة للجميع، ومرجحا أن ترتفع إمكانات المراسي إلى أكثر من 100% في غضون سنوات قليلة.
ويشير إلى أن “تركيا توفر للسياح القادمين من جميع أنحاء العالم إمكانية الحصول على خدمات في عديد من المجالات، مثل سياحة البحر والجولات الثقافية والجولات التي تعرف السياح على الدولة العثمانية، وجولات العشاء الراقية والإقامة في اليخوت الخاصة”.
المرتبة الرابعة عالميا
وتقدم سياحة القوارب واليخوت في إسطنبول تجربة فريدة للزوار، تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة والمغامرة التي تتميز بها المدينة.
وتشير الصحفية التركية زهراء كرمان إلى أن تركيا من أوائل الدول التي تتبادر إلى الذهن عند ذكر اليخوت، خاصة في ساحل بحر إيجه وحوض البحر الأبيض المتوسط، حيث سواحل بودروم ومارماريس وداتشا وكاش وفتحية على بحر إيجه، من أهم المحطات لعشاق سياحة اليخوت، بمناخها المعتدل.
وتبين كرمان للجزيرة نت أن تركيا تحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث مراسي اليخوت، مؤكدة أهمية استثمارات مراسي اليخوت (المارينا) الجديدة للحصول على حصة أكبر من سوق البحر الأبيض المتوسط.
وتلفت إلى أن قطاع المارينا يعد قلب سياحة اليخوت والقوارب، وهي واحدة من الشركات التي تقدم أكبر مجال للاستثمار والتوظيف في القطاع البحري في جميع أنحاء العالم.
وتضيف الصحفية التركية أن زيادة الإقبال على البحار والخلجان التركية جعلت من الصعب العثور على مكان في المراسي، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، لذا من المهم تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع السياحي المهم.
وتشير كرمان إلى أن وزارة السياحة نفذت عديدا من مشاريع التوسعة، لكن تم إيقاف بعض المشاريع نتيجة اعتراضات من جمعيات حماية البيئة والآثار وغيرها.
تجارب السياح
ولمعرفة تجارب السياح، استطلعنا آراء عدد منهم، ويقول المقيم اليمني محمد النفيش إنه قام بجولة سياحية طويلة من إسطنبول إلى بورصة وكانت مريحة.
ويضيف النفيش للجزيرة نت أنه عاش لحظات مميزة خلال رحلته على متن إحدى السفن السياحية إلى جزيرة الأميرات، حيث تمتع بمشاهدة المناظر الجميلة.
من جانبه، يقول العراقي إبراهيم نصرت إن السائح الذي يستقل أحد اليخوت في مضيق البوسفور يستطيع مشاهدة كثير من معالم إسطنبول السياحية، مثل مسجد آيا صوفيا وقصر توب كابي وقلعة روملي حصار وبرج الفتاة ومحطة السكك الحديد حيدر باشا وقصر دولمة باهجة.
أنشطة سياحية متنوعة
وتحفل سياحة القوارب واليخوت بعديد من الأنشطة والجولات الاستكشافية والحفلات وغيرها. وعن ذلك يقول مدير شركة جوهرة الأرض للسفر والسياحة فرج الكبيسي إن طبيعة تركيا، وإسطنبول خصوصا، جعلت البواخر الصغيرة والكبيرة مصدرا أساسيا للتنقل.
ويضيف الكبيسي للجزيرة نت أن الجانب السياحي بات يطغى على وسائل النقل البحرية، إذ تمر السفن واليخوت والقوارب من مضيق البسفور وتطل على المناطق السياحية والمعالم التاريخية، مثل جسر “15 تموز” وبرج غلطة وجسر أمينونو وغيرها، حيث المناطق الخضراء والمطاعم والمقاهي على الجانبين الآسيوي والأوربي، إضافة لمضيق القرن الذهبي وهو امتداد من مضيق البسفور.
ويلفت إلى أن اليخوت والبواخر السياحية يغلب عليها إقامة الحفلات وتقديم الأطعمة للسياح، مثل سفينة القراصنة المشهورة في أنطاليا والمدن المجاورة لها، أما بالنسبة للباخرة العملاقة التي تنطلق من أوروبا وتمر بتركيا، فهي تقدم خدمات تضاهي فنادق الـ5 نجوم من راحة الغرفة إلى تنوع المسابح والمدينة المائية والحفلات ومختلف الفعاليات الأخرى كالبلياردو والبولينغ وغيرها.
وتبدأ أسعار تأجير اليخوت -وفق موقع مختص بها- بين 1500-5 آلاف ليرة تركية (50-184 دولارا) للساعة، والحد الأدنى ساعتان، وكلما زادت سعة اليخت وميزاته الفاخرة، ارتفع السعر.
أما قيمة النقل عبر القوارب واليخوت العامة، فتصل لنحو 400 ليرة تركية (15 دولارا) للساعة الواحدة، ويختلف السعر حسب الضفة التي ينتقل إليها الراكب.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.