انضمام اليابان إلى الدول الغربية، في فرض عقوبات اقتصادية على موسكو، يعد توسعة جديدة لنطاق الأزمة. ويشير إلى بُعد التوصل لاتفاق دولي ينهي الحرب. كما يرفع من احتمالات تأزم الوضع الاقتصادي والسياسي الدولي المتأزم أصلاً.
ما أسباب فرض اليابان عقوبات على روسيا؟
تعد اليابان حليفاً رئيساً للغرب في مختلف القضايا السياسية، وهذا ما ينسحب على الموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا، فطوكيو فرضت سابقاً عقوبات اقتصادية على موسكو في إطار العقوبات الغربية. وهذا ما تستمر به حتى الآن.
كما أن قمة مجموعة السبع التي انعقدت مؤخراً في اليابان فرضت عقوبات جديدة على موسكو، واليابان بدورها صعّدت من العقوبات لتطال 100 شخصية وشركة جديدة، فضلاً عن عقوبات أخرى، وهذا الأمر يأتي في إطار الموقف العام لليابان من روسيا.
والسبب المباشر لتصعيد طوكيو لعقوباتها على موسكو يتمثل في قيام الأخيرة بإرسال عدة طائرات استطلاع فوق المياه الإقليمية اليابانية. وهو ما اعتبرته اليابان استفزازاً لها. وعلى إثر ذلك تكثّف طوكيو طلعاتها الجوية في المنطقة مما يثير تساؤلات حول احتمالات تصاعد التوتر بين البلدين.
العقوبات اليابانية وعلى الرغم من تأثيرها المحدود نسبياً مقارنة بالعقوبات الغربية، إلا أن لها دلالات سياسية واضحة، وهي تصريح غير مباشر بأن الغرب غير مستعدّ لقبول أي حل دون تحقيق شروطه
ما دلالات العقوبات اليابانية؟
ترتبط موسكو وطوكيو بعلاقات تاريخية بالغة التعقيد والتوتر. وحتى الآن لم يوقّع البلدان اتفاقية سلام بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. كما أن سيطرة موسكو على عدة جزر يابانية غنية بالنفط تجعل التوصل لتفاهم بين البلدين أمراً مستبعداً في ظل الظروف الراهنة.
ومن جهة أخرى، تصنّف موسكو اليابان على أنها دولة معادية، وذلك قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، فإبَّان سيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم قامت اليابان بدعم أوكرانيا اقتصادياً بأكثر من 1.5 مليار دولار.
ويشير تزامُن العقوبات اليابانية مع عقوبات غربية أخرى بعد قمة دول السبع إلى عدم وجود أي بوادر لحل الأزمة الأوكرانية. كما أن سعي القمة للحد من “الإكراه الاقتصادي” الذي تمارسه الصين في العالم يشير إلى تصعيد جديد، وإلى استبعاد قبول أي مبادرة صينية للحل. وهذا ما يعني سعي الغرب لمزيد من المعاداة مع الصين.
والعقوبات اليابانية وعلى الرغم من تأثيرها المحدود نسبياً مقارنة بالعقوبات الغربية، إلا أن لها دلالات سياسية واضحة، وهي تصريح غير مباشر بأن الغرب غير مستعدّ لقبول أي حل دون تحقيق شروطه، وهذا ما يعقّد المشهد العام خاصة في ظل مكاسب روسية على الأرض.
كما يضيف تكثيف الطلعات الجوية مزيدا من التوتر الدولي بين المعسكرين الشرقي والغربي. ويشير إلى المزيد من الاستقطاب الدولي مما يصعّد من احتمالات توسّع رقعة الحرب، ويزيد من مخاطرها على الاستقرار السياسي والعسكري الدولي الهشّ أساساً.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.