تختلف أسباب سلوك العض لدى الأطفال دون العامين، فيبدأ الأمر بمحاولة اكتشاف بيئتهم عن طريق وضع كل شيء في فمهم، وقد يتطور ليصبح لغة التواصل والتعبير، ورغم أنه سلوك شائع لدى الصغار، فإنه يسبب العديد من المشاكل للطفل نفسه والأم والأطفال الذين يحتكون به.
وقد لا يكون التواصل سهلا مع الأطفال في هذه السن الصغيرة، لكنه ليس مستحيلا، كما أن معرفة الأسباب يمكن أن تساعدنا في تجنب ما يثير هذا السلوك لدى الطفل.
تعرفي على الأسباب وكيفية إقناع طفلك الصغير بالتوقف عن العض، وما يجب عليك تجنبه حتى لا تعززي هذا السلوك السلبي.
-
اكتشاف العالم المحيط
قالت جوديث جارارد، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس، لموقع “بارنتس” (Parents) إن “العض عادة ما يكون مجرد شكل من أشكال الاستكشاف الحسي لدى الأطفال، فهم يحبون الشعور بالأشياء شفهيا، هذه وسيلتهم للتعرف على العالم”.
التسنين (نمو الأسنان اللبنية) من أكثر العوامل التي تدفع الطفل للعض أو البحث عن أشياء صلبة ووضعها في فمه؛ في محاولة لتخفيف الألم.
إذا تعدى طفل آخر على ابنك أو قام بأخذ شيء من ممتلكاته، ولم يتعلم بعد صغيرك كيفية التعبير عن نفسه، قد يستخدم وسيلته الوحيدة في التواصل، ويدافع عن نفسه بِعَضّ الطفل الآخر لاسترجاع حقه.
-
اكتشاف نتيجة سلوكياتهم
يكتشف الأطفال في هذا العمر النتائج المترتبة على أفعالهم المختلفة، ومن ضمن ما يودون اكتشافه هو ما سيحدث إذا قام بِعَضّ صديقه أو زميله في الروضة، ثم يسجل استجابة البيئة حوله لهذا السلوك.
-
الجوع والنعاس والإرهاق
قد يستخدم الطفل العض للتعبير عن احتياجاته الملحة، مثل الجوع أو النعاس أو الإرهاق الشديد.
التعبير عن المشاعر شفهيا أمر لا يقدر عليه الأطفال بهذا العمر، ولذلك قد يلجؤون لطرق عدة؛ من بينها استخدام العض.
وقالت أوبين ستامر، الحاصلة على دكتوراه في طب نفس الأطفال، لموقع “بارنتس” إن “الأطفال لا يتمتعون بالمهارات اللغوية للتعبير عن شعورهم، لذا يستخدمون العض للتعبير عن مشاعرهم؛ سواء كانت إيجابية مثل الحماس، أو سلبية مثل الإحباط والملل والغضب وغيرها”.
كيف تساعدين صغيرك؟
مع صعوبة التواصل مع الأطفال في هذه السن باستخدام الكلمات، مهمتك الآن هي استخدام أساليب أخرى فعالة لتوجيه ابنك بعيدا عن هذا السلوك.
-
عبّرِي عن رفضكِ بهدوء
قد لا يفهم صغيرك معنى الكلمات الآن، لكنه يسجل مشاعرك وردود أفعالك حيال تصرفاته، لذلك حاولي تعليمه أن هذا السلوك مؤذ وغير مقبول عن طريق استخدام كلمات قليلة بنبرة وتعبيرات وجه حازمة، دون إخافته أو تهديده.
ويمكنك تكرار العبارة ذاتها بنبرة قوية كل مرة، مثل قول “لا تعض.. العض يؤلم”.
-
استعيني بأدوات تخفيف الألم
إذا كان طفلك يستخدم العض لتخفيف ألم أسنانه، قدمي له لعب الأطفال المخصصة للتسنين، أو أطعمة صلبة أو مقرمشة مثل البسكويت أو أعواد الجزر أو قطع التفاح.
-
شجعيه على استخدام الكلمات
بين عمر 12 إلى 18 شهرا، يبدأ الأطفال في نطق كلماتهم الأولى، وخلال هذه المرحلة، تنصح الطبيبة النفسية ستامر بتشجيع الطفل على استخدام الكلمات للتعبير عن نفسه عند الغضب، أو طلب المساعدة منك.
-
لا تعززي سلوكه
تنصح جريتشن كينيل، مؤلفة كتاب “دون عض” (No Biting)، بعدم ترك الطفل يتمتع بالأشياء التي استخدم سلوكا عدوانيا للحصول عليها، وقالت “إذا نجحت إستراتيجيته، سيواصل استخدامها للحصول على ما يريد”.
بملاحظة طفلك، ستجدين أن هناك بعض المؤشرات والمواقف المتكررة تؤدي لاستخدامه العض، وعند الوجود مع الآخرين، راقبي طفلك عن كثب، وعند توقع استخدامه للعض بسبب تعرضه لأي من المواقف التي تزعجه، حاولي التدخل قبل أن يقع ما يثير مشاعره.
وإذا قام بِعَضّ طفل آخر بالفعل، أخرجي ابنك من وسط الأطفال، وابقي معه وحاولي تهدئته، ثم وضحي له أن العض مؤلم للآخرين، وكرري عليه الطرق البديلة للتعبير عن مشاعره بدلا من العض، حتى يتعلم كيفية التعامل مع مشاعره بشكل مختلف في المرة المقبلة.
-
أعطيه المزيد من الاهتمام
أحد أسباب سلوك العض هو محاولة جذب انتباه الوالدين، خاصة خلال التغيرات الكبيرة في حياة الطفل، مثل فترة الفطام أو عند قدوم أخ له، وقد يساعد إعطاؤه المزيد من الاهتمام في شعوره بالأمان وتهدئته وعدم لجوئه لاستخدام العض.
-
امدحي تصرفه اللطيف
استخدمي التعزيز الإيجابي عندما يتصرف طفلك بلطف مع الآخرين، وكلما زاد اهتمامك بالسلوك الجيد، زادت رغبته في تكراره.
-
اقرئي له القصص
يمكنك الاستعانة بكتب وقصص مصورة أو مقاطع فيديو حول العض، اقضي وقتا مع طفلك واشرحي له بينما يشاهد الصور، وكرري ذلك معه.
-
لا تستخدمي العض
تجنبي استخدام العض مع طفلك في اللعب أو المزاح، وإذا كان أحد أفراد العائلة يستخدم العض في اللعب مع طفلك، يمكنك توضيح رفضك لهذا اللعب وتأثيره على طفلك.
أيضا، لا تستجيبي لنصائح البعض بأن عض الطفل بالمثل عندما يعض غيره يعلمه أن هذا السلوك مؤلم ويكف عنه، فهذا ليس صحيحا، وحذرت فيفيان واشنطن، أستاذة الطفولة المبكرة في جامعة ولاية ميشيغان، من الإساءة للطفل جسديا أو نفسيا، إذ قد يجعله ذلك عدوانيا أكثر.
وتجنبي كذلك وصف طفلك بأنه “عاضّ” والتحدث عن سلوكه أمامه وأمام الناس، وأشارت كيت إشلمان، عالمة نفس الأطفال لموقع “كليفلاند كلينك” (Cleveland Clinic)، إلى أن “العض لا يعني أن طفلك سيئ، لأن هذا سلوك شائع بين الأطفال، ولكن تسميته كذلك يمكن أن تؤثر سلبا على صورة طفلك عن نفسه وشعورك تجاهه”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.