لماذا لم تمنح فرنسا البرنوصي وسام الشرف رغم منعه هجوما خطيرا؟.. صحيفة تعزو التجاهل لأصوله العربية | أخبار جولة الصحافة


ألقت الصحافة الفرنسية الضوء على الجدل الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اعتزام قصر الإليزيه تكريم هنري دانسلم وآخرين تدخلوا خلال هجوم أنسي، وما اعتبروه استثناء لبطل آخر يدعى طارق البرنوصي كان قد ساهم في إنقاذ عدد من الأرواح خلال هجوم سابق قبل عدة أشهر.

ويعود سبب الجدل إلى ما اعتبره ناشطون استثناء مبينا على أصول البرنوصي العربية، التي تمنعه من الحصول على أية أوسمة.

ونقلت صحيفة “ليبيراسيون” (Liberation) الفرنسية عن مجلة “لإكسبريس” (l’Express)، تأكيدها أن المعلومات التي حصلت عليها تفيد اعتزام الإليزيه تكريم هنري دانسلم، بوسام جوقة الشرف الذي يمثل أعلى تكريم رسمي في فرنسا.

وبيّنت المجلة أن هذه المعلومات استقتها من مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تفيد بأن الطالب هنري وآخرين تدخلوا لمنع الهجوم ذاته سيتم تكريمهم في 14 يوليو/تموز المقبل.

وفي الثامن من يونيو/حزيران الحالي أصيب 4 أطفال وشخصان بالغان في هجوم نفذه لاجئ سوري ضد مجموعة من أطفال دار حضانة، كانوا يلعبون قرب بحيرة في مدينة أنسي شرق البلاد. ووصف الرئيس الفرنسي ماكرون الهجوم بـ”الجبان”.

وأظهره تسجيل مصور التقطه أحد المارة في بلدة أنيسي الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب جنيف، مرتديا قميصا أسود اللون وسروالا قصيرا بينما كان يحمل سكينا.

وأكد شهود أن المهاجم بدا بحالة هستيرية وهاجم الناس بشكل عشوائي على ما يبدو قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وهو يجري في حديقة عامة على ضفاف بحيرة أنسي.

وبدا أن اللقطات المأخوذة من الحادث نفسه وما تلاه مباشرة، تظهر هنري وهو ويلوح بحقيبة الظهر على وجه المهاجم، الذي حاول النيل من هنري في المقابل.

وأظهر مقطع آخر له وهو يطارد المهاجم عبر منطقة عشبية. وكان ماكرون قد أشاد بشجاعة الشاب عندما التقاه بعد يوم من الهجوم، وأخبره أن أفعاله كانت “مصدر أمل”.

Tribute for victims the day after knife attack in French alpine town of Annecy
ورود بمكان استهداف ضحايا هجوم أنسي (رويترز)

استثناء وتساؤلات

إلا أن هذا الإعلان عن اعتزام تكريم هنري وآخرين ممن تدخلوا في الهجوم ذاته، دفع ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي وفق “ليبيراسيون” إلى التساؤل عن استثناء طارق البرنوصي الذي ساهم في إنقاذ العديد من الأروح من خلال تصديه الشجاع لهجوم بساطور في متجر “ليدل” شمال البلاد.

وقال أحد المعلقين على تويتر “في العام الماضي، أنقذ طارق البرنوصي حياة العديد من الأشخاص من خلال الوقوف في وجه المهاجم أثناء هجوم متجر ليدل، ما أدى إلى قطع أصبعين من أصابعه، ورغم ذلك لم يحصل على وسام أو على جوقة الشرف. كلنا نعرف السبب”، مشيرا إلى أن أصول الرجل المولود في مدينة جومون (شمال فرنسا) تفسر سبب عدم منحه أوسمة.

ووفق البرنوصي (38 عاما)، فإنه حاول التصدي بما أوتي من قوة للمهاجم الذي استهدف عددا من زبائن المتجر الفرنسي ما أدى إلى إصابة 5 أشخاص 3 منهم بجروح خطيرة.

البرنوصي قال لصحيفة “لا فوا دي نور” (la Voix du Nord)، إنه تدخل لوجود أطفال بالمتجر وقد استخدم عربة التسوق لصد المهاجم الذي هاجمه بفأس على رأسه، ثم قطع أصبعين من أصابعه.

ووفق تصريحات برنوصي -الذي يعمل ساعاتيا- ي لهذه الصحيفة المحلية فإن الإصابة التي تعرض لها جعلته يشعر دوما بآلام في يده مع عدم القدرة على استخدامها بشكل عادي.

وتقول صحيفة “ليبراسيون”، إنه من الصعب القول إن قضية البرنوصي مرت بصمت، كان لبطولته صدى على المستوى الوطني، من ذلك الحديث عما قام به في الجمعية العامة.

كما أشاد وزير العدل الفرنسي بما قام به البرنوصي، واعتبر أنه خاطر بحياته وفقد أصبعين خلال محاولة تصديه للمهاجم.

كما قدمت له مدينة جومون وسام الشرف خلال حفل حضره عدة مئات من السكان لتكريمه على شجاعته.

لكن إلى الآن لم يتم تسليم طارق وسام جوقة الشرف أو إعلامه باعتزام ذلك، حيث أكد أنه لم يتلق أي اتصال من الحكومة في يوم الهجوم ولا بعد ذلك.

يشار إلى أن 3 أميركيين وبريطانيا كانوا قد ساهموا في منع هجوم تاليس في العام 2015 قد حصلوا على وسام من الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند.

كما تم تكريم العديد من الأشخاص لأعمالهم البطولية في مواجهة هجمات أخرى، مثل هجوم نيس في عام 2016 وهجوم ستراسبورغ في عام 2019. لكن بشكل عام، هذا النوع من الإجراءات ليس آليا.

ويشار إلى أن قصر الإليزيه لم يرد على تساؤل “جيك نيوز” (CheckNews) بخصوص ما سمته صحيفة “ليبراسيون” اختلافا واضحا في المعاملة، أو بشأن الرغبة المحتملة في منح وسام جوقة الشرف لطارق البرنوصي لكن لم تتلق أي رد.

وهذا الوسام يتطلب مجموعة من المقومات أهمها “تحقيق عدد من المزايا البارزة لصالح المصلحة العامة والأمة”، وحتى في حالة “الخدمات الاستثنائية المميزة بوضوح” فإنه من المطلوب أيضا “سجل جنائي نظيف وشهادة حسن السيرة والسلوك”.




اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post تستعد أكبر المقاطعات في أمريكا لمعارك كبيرة على المدعين المحليين
Next post مدينة الرياض تستعرض جاهزيتها لاستضافة “إكسبو 2030”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading