عمان – التوائم نعمة، ووجودهم في حياة الأم يجلب كثيرا من السعادة، على الرغم من المشقة الكبيرة التي تتطلبها تربيتهما ورعايتهما، ومع ذلك يمكنك قضاء أوقات ممتعة مع كل طفل منهما.
تقول المتخصصة في الطب النفسي للأطفال الدكتورة أسماء طوقان “ثمة شعور مضاعف بالقلق ينتاب الوالدين جراء تحديات تربية الأطفال التوائم معا”، مشيرة إلى ضرورة أن يساعد الرجل زوجته في تربية الأبناء وأن يشاركها تحمّل هذه المسؤولية، فذلك يهوّن عليها تعبها ويسهم في تقوية الروابط بينهما.
نصائح للوالدَين في تربية التوائم
وتُسدي طوقان بعض النصائح للوالدَين في تربية التوائم، للمحافظة على الصحة النفسية لطفليهما، ومنها:
- تجنّب معاملتهما كأنهما شخص واحد، فلكل منهما حاجاته ورغباته، مع مراعاة وجود فروق بينهما، وعدم مقارنتهما ببعضهما، فلكل طفل قدراته الخاصة.
- تخصيص وقت خاص لكل منهما حتى لا يعتمد أحدهما على الآخر، ولا يشعر بالأمان إلا بوجود شقه التوأم، وذلك يسهم في تطوير شخصيتيهما ويساعدهما في تحمل مسؤولياتهما في المستقبل، فهما أيضًا بحاجة إلى بعض الوقت ليكونا مستقليْن، ويُفضل عدم وضعهما في الصف (الفصل) ذاته خلال مرحلة المدرسة لإعطاء كل منهما فرصة في التطوّر والاستقلال.
- أن يخصص الوالدان لكل طفل وقتًا خاصا للاهتمام المعنوي والنفسي، وتشجيعه على اكتشاف ميوله وهواياته الخاصة والعمل على تنميتها، فإن كان أحدهما يحب الرسم فلا يعني أن يكون الآخر كذلك.
- المساواة والعدل بين الطفلين في الرعاية والثناء والتعليم، خصوصًا إذا كان أحدهما أذكى من الآخر، والبحث عن نقاط الضعف لدى الآخر وأسبابها ومساعدته على تجاوزها.
- إعطاء كل منهما حرية اختيار ملابسه وألعابه، وتجنب اختيار ذلك عنهما أو إجبار أحدهما على ما يريده شقيقه التوأم؛ وذلك لتجنّب توليد مشاعر الكراهية والغيرة بينهما والسماح لكل منهما بالتعبير عن مشاعره.
وقت نوعي لكل طفل
يرى المستشار الأسري والنفسي الدكتور أحمد سريوي أن قضاء الوقت مع الأطفال يُعد أمرًا تربويا مهما، “ومن المهم أن نعطي كل طفل وقته الخاص به، كي يشعر بقرب الأبوين منه، خصوصًا في حالة التوائم، إذ إن معاملتهما على أساس أنهما شخص واحد قد تسبب مشكلات نفسية لديهما في مراحل متقدمة من العمر”.
ويشدد سريوي على ضرورة تخصيص وقت نوعي لكل طفل، لممارسة نشاط معين مثلًا، بحيث يشعر فيه بالاهتمام والمشاركة والحب والدفء وتبادل العواطف.
ويشير إلى أن شخصيات التوائم غير متطابقة كما هي أشكالهم، بل مختلفة، وكذلك حاجاتهم النفسية والعاطفية. ولذا فإن تمضية وقت نوعي مع كل طفل، بشكل منفصل عن شقيقه التوأم، من شأنه أن يُشبع تلك الحاجات على أكمل وجه.
الترابط مع التوأم
يؤكد الخبراء أن من المهم للأطفال أن يمضوا وقتًا مع والديهم، ومنهم المتخصصة في الطب النفسي كارت لويتزكي إذ تقول إن “إيلاء طفلك اهتماما فرديا من شأنه أن يطمئنه أنه محل تقدير”، وذلك يجعله يستوعب التجربة التي تسمح له ببناء احترام الذات والثقة التي يمكن أن تُترجم بالنجاح في وقت لاحق في الحياة، حسب ما نشر موقع “بيرنتس” (parents).
وينصح الموقع الوالدين بتخصيص وقت لكل طفل توأم، بهدف تحقيق الأهداف التربوية السابقة باتباع الخطوات التالية:
ـ استفد من روتينهم المختلف: يقول عالم النفس كيث إي ويتفيلد، رئيس جامعة نيفادا في لاس فيغاس والخبير في العوامل الاجتماعية والنفسية والثقافية للإدراك والشيخوخة الصحية، إن “التوائم غير متطابقين، بل إن هناك احتمالا أن يكون روتين كل منهما مختلفًا بعض الشيء عن شقيقه الآخر”.
ـ اجعل لكل منهما عادة مختلفة: تختلف عادات الأطفال وقدراتهم وإن كانوا توائم، لذلك من المفيد مراعاة هذه الاختلافات ورصد عادات ومميزات كل من التوأمين والحرص على تنمية ما ينبغي تنميته منها وتقويم ما يحتاج إلى تقويم.
-لا تشعر بالذنب: العدل بين التوأمين لا يعني بالضرورة معاملتهما بالطريقة نفسها، وقضاء الوقت نفسه مع كل منهما، بل يجب تقدير طريقة التعامل معهما حسب حاجات كل منهما وقدراته. ويقول الدكتور ويتفيلد “لا يجوز الشعور بالذنب في قضاء مزيد من الوقت مع طفل أكثر من الآخر ما دام ذلك يعتمد على الحاجات التي يريدها الطفل في ذلك اليوم وفي تلك اللحظة”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.