عادة ما تتحمل النساء العبء الأكبر من المهمات والأعمال المنزلية ورعاية الأطفال في معظم دول العالم، في حين لا يشارك الرجال إلا قليلًا في مساعدة النساء على تحمّل هذه الأعباء الثقيلة، مما يرفع مستوى التوتر بين الشريكين داخل المنزل.
وقد وجد باحثون أن التوزيع غير المتكافئ للأعمال المنزلية هو أحد أهم مسبّبات المشكلات في كثير من العلاقات الزوجية، إذ تُترَك المرأة وحدها تكافح للتوفيق بين واجباتها المنزلية والمهنية، وجد باحثون أن التوزيع غير المتكافئ للأعمال المنزلية يعد من مسبّبات المشكلات في العلاقات الزوجية، إذ تُترَك المرأة تكافح للتوفيق بين واجباتها المنزلية والمهنية، لا سيما إذا كانت المرأة تعمل خارج المنزل. في المقابل، لا يفعل الرجال إلا القليل لمساعدة زوجاتهم.
وأظهرت إحدى الدراسات أن أحد أكبر مصادر التوتر لدى النساء هو أن أزواجهن لا يريدون القيام بنصيبهم من العمل داخل البيت.
فلماذا لا يساعد الرجال في الأعمال المنزلية؟ وهل هم عبءٌ على النساء في المنازل؟ ولماذا يُترَك معظم العمل على عاتق النساء داخل البيت؟
أفادت دراسات عالمية كثيرة بأهمية توزيع المهمات المنزلية بين الرجل والمرأة. وكُتبت تقارير عدة عن ضعف الدور الذي يقوم به الرجل داخل المنزل، وعدم انخراطه في القيام بالأعمال المنزلية التي يكون على المرأة القيام بها وحدها.
استياء شديد
نشرت صحيفة “ذا غارديان” (The Guardian) البريطانية، قبل أيام، تقريرًا موسعا يتحدث عن دور الرجال في المنزل في مختلف دول العالم. والتقت الصحيفة عددا من النساء من مناطق ودول مختلفة، من مدينة بوغوتا في كولومبيا إلى دكا في بنغلادش، مرورًا بالهند وفيتنام ونيجيريا والبرازيل وغيرها.
وأعربت غالبية النساء في هذه الدول عن استيائهن الشديد من الدور الضئيل الذي يقوم به أزواجهن داخل المنزل، وعدم مساعدتهن، وترك عبء العناية بالبيت والأطفال على كاهلهن وحدهن.
وأكدت إحدى النساء اللواتي قابلتهن الصحيفة أن “الرجال هم الرجال في كل زمان ومكان، لا يفعلون شيئًا مفيدًا داخل المنزل”.
في أميركا وأوروبا الأمور أفضل قليلًا ولكن..
تؤكد دراسات عدة عدم عدالة توزيع المهمات المنزلية بين الرجال والنساء في أميركا والدول الغربية كذلك. وأظهرت دراسة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” (NY Times) الأميركية عام 2015 أن الرجال لا يفعلون إلا القليل لمساعدة زوجاتهم في الولايات المتحدة.
ويُظهر تقرير آخر في الصحيفة ذاتها، نُشر عام 2020، أن الأمور تغيّرت بشكل جيد جراء جائحة كورونا، إذ بدأ عدد كبير من الرجال مساعدة زوجاتهم في البيت بشكل أكبر، وأصبحوا يقومون بمزيد من الأعمال المنزلية، بما فيها تدريس الأطفال. ورغم ذلك، فإن التوازن لم يتحقق بعد بين الجنسين.
وفي دراسة لمفوضية الاتحاد الأوروبي للمساواة بين الجنسين، تمت مقارنة مستوى توزيع المهمات المنزلية في الدول الأوروبية بين الرجال والنساء. وأظهرت الدراسة اختلافًا كبيرًا بين الجنسين في أداء المهمات المنزلية عمومًا، بحيث يتم ترك مزيد من الأعمال على عاتق النساء.
فتّش عن “التفكير الجندري”!
غالبا ما تؤثر “التوقعات الجندرية” -بشأن كيفية تصرف الرجال والنساء والأدوار التي يُتوقع منهم أن يقوموا بها في الأسرة- بشكل كبير على كيفية تقسيم الأعمال المنزلية، إذ يُنظر إلى المهمات المنزلية الروتينية المتكررة، مثل غسيل الملابس أو الأطباق، على أنها عمل “نسائي”.
ووفق منصة “فيري ويل مايند” (verywellmind)، فإن هناك أسلوبا يتبعه كثير من الرجال، وهو التظاهر بأنهم سيئون في الأعمال المنزلية لتجنّب المشاركة في تحمّل هذه المسؤوليات. فكثيرًا ما يتعمّد الرجال تكسير الصحون والأواني في أثناء تنظيفها، أو “توسيخ” المطبخ أثناء الطهو، مما يدفع النساء إلى إبعاد الرجال عن المطبخ، وهو أمر يؤدي إلى إلحاق هذه الواجبات بالمرأة لضمان أدائها بشكل صحيح، ومن دون إلحاق الضرر بالبيت أو محتوياته، حسب تقرير المنصة.
وتصف “فيري ويل مايند” الأمر بأنه “طريقة عدوانية سلبية لتجنب الأعمال المنزلية، وواجبات الأبوة، وتسبب ضررًا كبيرًا للعلاقات بين الأزواج، إذ يشعر الطرف الذي يقوم بكل هذه المهمات بالوحدة والتلاعب والإرهاق”.
ويشير ذلك، أيضًا، إلى أن الشخص الذي يتهرّب من واجباته لا يحترم الطرف الآخر بما يكفي لتقاسم العبء. وهذا يضعف العلاقة الحميمة بين الزوجين، ويجعل من الصعب على الشخص الشعور بأنه يمكن الوثوق بشريكه.
وعليه، من المهم جدًا لعلاقة زوجية صحية وسليمة أن يتفق الزوجان على تقاسم الأدوار بينهما، لا سيما إذا كانت المرأة تعمل خارج المنزل، حتى يتمكن كل منهما من العيش من دون شعور بالإرهاق والظلم وعدم العدالة في التوزيع، وهو ما ينعكس سلبًا على الزوجين خصوصًا، والأسرة عمومًا.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.