متابعات ينبوع العرفة:
في تطور خطير بالصراع السوداني المسلح ينذر بكارثة جديدة، اقتحمت قوات ترتدي ملابس الدعم السريع مقر المعمل المرجعي للصحة العامة بالخرطوم الشهير بـ(معمل ستاك) الذي يعد أقدم وأكبر مختبر مركزي في السودان، ويرجع تأسيسه قبل مئة عام تقريبًا.
وعلى وقع هذا الاقتحام المحفوف بالمخاطر، أطلقت منظمة الصحة العالمية قبل يومين تحذيرا بأن هناك ” خطرا بيولوجيا كبيرا في الخرطوم، بعد سيطرة أحد طرفي القتال على مختبر مرجعي يحتوي على مسببات أمراض الحصبة والكوليرا الشديدة الخطورة، السريعة العدوى”.
في المقابل أكدت وزارة الصحة “أنها تواصلت مع قادة الطرفين بالجيش والدعم السريع، لتوخي الحذر وتجنيب المنطقة المركزية التي بها معمل “ستاك” القصف.
ماذا يحدث داخل المعمل المرجعي؟!
في التفاصيل أوضحت مصادر موثوقة بالمعمل لـ”العربية.نت” أن الحادثة المذكورة وقعت قبل أكثر من 4 أيام، عندما اقتحم مسلحون يرتدون زي الدعم السريع المبنى المكون من خمسة طوابق، واعترضوا طاقم التأمين بالمعمل ونزعوا هواتفهم النقالة، وسرعان ما انتشرت قواتهم في أرجاء المبنى.
وتبعا لذلك تم إبلاغ وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية بتطورات الأحداث، لأن أي خطأ مهما كان صغيرا أو غير مقصود يمكن أن يؤدي إلى كارثة.
كما أشارت إلى أن المعمل يضم عينات فيروسية لأمراض بالغة الخطورة، سريعة الانتقال والعدوى مثل أمراض الحصبة والدرن” السل الرئوي” والشلل والكوليرا، بالإضافة لعينات محورة من فيروس كورونا المستجد -كوفيد 19- .
مقاتلون من الدعم السريع في الخرطوم (فرانس برس)
تنقلب لكارثة
وأوضحت أن تلك العينات المعملية محفوظة داخل مبردات خاصة بدرجات حرارة تحت الصفر لأغراض التشخيص والفحص العلمي، وأي تعامل غير سليم من شخص غير مختص يمكن أن تنقلب لكارثة محققة.
كذلك شددت على أن انقطاع التيار الكهربائي قد يتسبب بتلف العينات المعملية ومعينات الفحص وغيرها من الأجهزة الدقيقة والحساسة، منبهة إلى أن الأوضاع قد تتفاقم إذا استمر انقطاع التيار الكهربائي أو تأخر إصلاح (الكيبل) المغذي لمبنى المعمل المرجعي ومستشفى الخرطوم للأورام” مستشفى الذرة” ومستشفى الخرطوم التعليمي، خاصة مع توقف المولد الرئيسي للمعمل بعد نفاد الوقود وصعوبة الحصول على حصة وقود إضافية في ظل تدهور الأوضاع الأمنية الراهنة.
من الخرطوم (فرانس برس)
للاستفادة من وقعه!
إلا أن مصادر أخرى كشفت لـ”العربية.نت” تفاصيل مُغايرة، وقالت إن قوات الدعم السريع سيطرت على المبنى للاستفادة من موقعه الاستراتيجي بشارع القصر الجمهوري، وقرب القيادة العامة للجيش السوداني، لمراقبة التطورات الأمنية والعسكرية.
وأكدت لـ”العربية.نت” أن أفراد تلك القوات أمرت بإيقاف المولد الكهربائي بحجة هديره بصوت عال، ما يحجب عنهم متابعة أزيز الطائرات الحربية التي تستهدف قواتهم ومواقعهم.
من الخرطوم (فرانس برس)
أين يقع معمل ستاك؟!
ويحتل مبنى المعمل المكون من خمسة طوابق موقعا متميزا بقلب العاصمة، ويطل على شارع القصر الجمهوري” أحد أهم الشوارع الرئيسية بوسط الخرطوم”، كما يجاور مستشفى الخرطوم ومستشفى الذرة للأورام.
ويرجع تأسيس معمل ستاك الطبي إلى عام 1924 أي قبل مئة عام تقريبًا، وأطلق عليه اسم الجنرال الإنجليزي السير (لي ستاك) سردار الجيش المصري وحاكم السودان حينها، تخليدا لذكراه بعد اغتياله في العاصمة المصرية القاهرة في نوفمبر 1924.
كما يعد المقر الرئيسي للبرنامج الطوعي للتبرع بالدم في السودان، ومقر البرنامج القومي لمكافحة الإيدز. كما يضم أقساما لعدة معامل شديدة الأهمية والخطورة كـ(معمل الفيروسات، ومعمل البكتيريا، ومعمل الأنسجة المريضة، ومعمل الطفيليات، ومعمل المناعة، ومعمل الكيمياء السريرية، ومعمل الأحياء الدقيقة، ومعمل الفيروسات الوبائية ومعمل أمراض الدم ومعمل الدرن.
الجدير بالذكر ان خبر “كارثة بالخرطوم.. فيروسات بيولوجية قد تتسرب من أشهر مختبر” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.