كشفت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) في تقرير لها عن أن لجنة بالكونغرس حثت إدارة الرئيس جو بايدن على إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى كييف، وذلك بعد أيام قليلة من الموافقة على تقديم طائرات “إف-16” (F-16) الأميركية لها.
وأكدت المجلة أنها حصلت على نسخة من رسالة بعثت بها “لجنة هلسنكي” -المكونة من أعضاء من الحزبين- إلى البيت الأبيض تدعوه للموافقة على تسليم نظام الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى (ATACMS) إلى أوكرانيا، وهي صواريخ بالإمكان أن تصيب أهدافا على مدى أكثر من 300 كيلومتر.
وشدد الموقعون على الرسالة على أهمية دعم أوكرانيا بكل الأسلحة التي تضمن لها النصر، حيث إن إيصال نظام صواريخ بعيدة المدى سيحد من قدرة القوات الروسية على التقدم، وسيدمر الأسلحة الروسية التي تسببت في قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية.
مخاطر
وذكرت فورين بوليسي أن الإدارة الأميركية لا تفضل إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا حتى لا يتسبب ذلك في ضرب أهداف داخل روسيا، فتشهد الحرب تصعيدا نوعيا غير مضمون العواقب.
فضلا عن أن واشنطن تريد الاحتفاظ بكميات وافرة من هذه الصواريخ لمواجهة أي تطورات عسكرية قد تحدث مع الصين أو كوريا الشمالية أو روسيا نفسها.
وحسب المجلة، فإن الحديث عن الصواريخ الجديدة يأتي في سياق تكثيف الاستعدادات الأوكرانية لخوض هجوم الربيع المضاد الذي طال انتظاره، ونقلت عن رسالة أعضاء الكونغرس قولهم إن هزيمة أوكرانيا -أو حتى حالة “جمود عسكري” في مواجهة روسيا- ستشكل كارثة على الأمن القومي للولايات المتحدة.
إلى جانب أن ذلك سيمثل ضوءا أخضر لروسيا لتجديد هجماتها على أوكرانيا، وربما شن عدوان أوسع على أوروبا.
وأكدت رسالة أعضاء لجنة هلسنكي أنه بمجرد تحقق النصر الأوكراني ستبقى منظومة الصواريخ تلك وسيلة لردع وتقييد أي عدوان روسي في المستقبل.
هيمارس
وكانت الولايات المتحدة أمدت أوكرانيا براجمات الصواريخ المتطورة “هيمارس” في يونيو/حزيران الماضي، لكن بعد أن أدخلت عليها تعديلات سرية للحيلولة دون استخدامها لإطلاق صواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية، حسب ما نشرته وقتها صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal)، نقلا عن مسؤولين أميركيين.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس جو بايدن رأت في ذلك إجراء احترازيا ضروريا للحد من مخاطر اندلاع حرب أوسع مع موسكو.
واستُخدمت تلك الصواريخ لضرب مستودعات الذخيرة الروسية والإمدادات اللوجيستية ومراكز قيادة القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.