أسماك قرش الشعاب المرجانية تحافظ على الحيوانات العاشبة تحت السيطرة. عندما تصبح الحيوانات العاشبة أكثر شيوعا، فإنها تأكل المزيد من الطحالب التي تحبس الكربون لاستخدامه في عملية التمثيل الضوئي.
تشير دراسة عالمية حديثة إلى أن الصيد المفرط يدفع أسماك قرش الشعاب المرجانية نحو الانقراض، وأظهرت الدراسة انخفاضا حادا في أعداد أسماك القرش من أكثر الأنواع شيوعا في جميع أنحاء العالم بنسبة تتراوح بين 60% و73%، وهو ما يشكل خطرا أكبر بكثير على هذه المفترسات البحرية مما كان يعتقد سابقا.
ووفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة “ساينس” (Science) في 15 يونيو/ حزيران الماضي، فإن الصيد الجائر كان من أهم الأسباب التي تدفع أسماك قرش الشعاب المرجانية إلى الانقراض.
كان الأمر مذهلا للغاية
البحث هو نتيجة مشروع “غلوبال فينبرينت” (Global FinPrint)، الذي جمع أكثر من 22 ألف ساعة من مقاطع الفيديو من الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم عبر أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأستراليا والأميركيتين.
وجد فريق مكون من أكثر من 150 عالما أن 5 من أكثر أنواع قرش الشعاب المرجانية شيوعا انخفضت أعدادها، وكانت غائبة تماما في 14% من الشعاب المرجانية التي تم توثيقها سابقا.
وحسب البيان الصحفي المنشور على موقع “فيز.أورغ” (Phys.org) قال المؤلف الرئيسي كولين سيمبفيندورفر من جامعة جيمس كوك (James Cook University) وجامعة تسمانيا (University of Tasmania) الأستراليتين إنه لم يكن يُعتقد قبل الدراسة أن أسماك قرش الشعاب المرجانية -على عكس أنواع القرش الأخرى التي تعيش في أعماق المحيطات- لا تسير على ما يرام.
وأضاف “لكن عندما جلست وألقيت نظرة على النتائج الإجمالية، كان الأمر مذهلا للغاية”.
الحاجة إلى برامج إدارة دقيقة
في هذه الدراسة، استخدم العلماء محطات الفيديو البعيدة تحت الماء، وهي عبارة عن كاميرات بها كمية صغيرة من الأسماك الزيتية معلقة على الذراع لسحب أسماك القرش ومراقبتها.
وقاموا بمسح 391 من الشعاب المرجانية في 67 دولة وإقليما باستخدام 22 ألفا و756 كاميرا، مما أدى إلى إنتاج محتوى فيديو رقميا تقدر مدته بما يوازي 3 سنوات.
ووجد الباحثون أن الشعاب المرجانية ذات التجمعات السكانية من الأحياء المائية الأكثر صحة كانت في البلدان ذات الدخل المرتفع، في حين أن البلدان منخفضة الدخل كان لديها نتائج أسوأ بشكل عام.
وقال الباحث مايكل هايثوس من جامعة فلوريدا الدولية (lorida International University) “في تلك المناطق التي توجد فيها مناطق محمية بحرية قوية وطرق جيدة حقا لفرضها، لديك تجمعات قوية من أسماك القرش”.
تأثير على ظاهرة الاحتباس الحراري
تساعد هذه النتائج في تحديث القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، مع إضافة المزيد من الأنواع لحالة “المهددة بالانقراض”، وهي خطوة مهمة نحو إجراءات الحفظ.
يقول سيمبفندورفر إن العامل الأكبر في الانخفاض كان الصيد الجائر، سواء كان استهداف أسماك القرش لزعانفها أو لحومها، أو قتلها عن غير قصد.
وأوضح سيمفيندورفر أن أسماك قرش الشعاب المرجانية تحافظ على الحيوانات العاشبة تحت السيطرة. عندما تصبح الحيوانات العاشبة أكثر شيوعا، فإنها تأكل المزيد من الطحالب التي تحبس الكربون لاستخدامه في عملية التمثيل الضوئي.
وقال “إن عزل الكربون في الشعاب المرجانية من دون أسماك القرش أقل بكثير مما هو عليه في الشعاب المرجانية بأسماك القرش”، مما يعني أن هناك تأثيرا على ظاهرة الاحتباس الحراري.
نقاط الأمل
كشف الباحثون عن بعض “نقاط الأمل” في بعض الدول النامية تضم محميات بحرية فعالة، مثل جزيرة سيبادان في ماليزيا، ولايتهاوس ريف في بليز، مما يوفر أملا في إعادة إكثار هذه الأنواع في المناطق المنهكة.
وتشير النتائج إلى أنه يمكن استعادة بعض مجتمعات أسماك القرش في الشعاب المرجانية مع توفير الحماية المناسبة، لكن يجب حل المشاكل البشرية والإيكولوجية لتحقيق ذلك.
وتوصي الدراسة بإنشاء مناطق حماية بحرية فعالة مستندة إلى العلم يتم فيها تقييد أو حظر ممارسات الصيد الضارة، كما يجب تعزيز إدارة الموارد الطبيعية وحمايتها في الدول المنخفضة الدخل، التي غالبا ما تفتقر إلى الموارد اللازمة للإدارة المستدامة وحماية التنوع البيولوجي.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.