أنتجت شركة “دي سي إي يو” (DCEU) 13 فيلما قبل أن تغير اسمها إلى DC Comic Universe وتحولت إلى علامة كبرى، خاصة حين يكون العمل مرتبطا بالأبطال الخارقين، وذلك بفضل الجماهيرية التي اكتسبتها.
وتميزت كتابة الشخصيات في أفلام الشركة العملاقة بالعمق والتحولات التي تطرأ على أفكار الأبطال وعواطفهم، وهو ما جعل الجماهير تتفاعل معهم دون ملل، وتنتظر شيئا جديدا في كل مرة.
وكانت السمة الأساسية للأعمال هي اختيار قصص تبدو إنسانية ومناسبة للبطل، مثل ظهور باتمان في فيلم دوري أبطال “دي سي” (DC) كبطل عجوز لا يمكنه العمل بمفرده، وظهرت البطلة في فيلم “ووندر وومن” عام 2019 (Wonder Woman) كامرأة تصارع بين البقاء في المنزل أو التحرر من العالم الخارجي.
لامست الأفلام موضوعات حياتية عامة، ولم تركز فقط على الحبكة التقليدية للصراع بين الخير والشر، لكن تبقى شخصيات القصص المصورة مختلفة إلى حد ما عن الشخصيات المصورة على الشاشة بسبب اختلاف الوسيط وطرق تقديم الشخصية.
إليك أهم التغيرات التي حدثت لشخصيات “دي سي” (DC) في مرحلة تحولها من الكتب المصورة إلى الشاشة.
“سوبرمان” (Superman) لا يعود لوطنه أبدا
ظهر “سوبرمان” في القصص المصورة والأفلام والمسلسلات الإذاعية والبرامج التلفزيونية، وأصبحت شخصيته هي الأشهر في تاريخ القصص المصورة باعتباره البطل الخارق الذي لا يمكنه العودة إلى وطنه أبدا. وعلى امتداد تاريخ يعود إلى ما يقرب من 80 عاما، قدمت تلك الشخصية في وسائط مختلفة تركت أثرها على تطور شكل البطل وأدائه.
تباينت قوة “سوبرمان” بشدة، حيث كان في العصر الذهبي للكاريكاتير قويا بما يكفي لحمل أشياء مثل القوارب والشاحنات بأقل جهد ممكن، وبعد ذلك أصبح أقوى بحيث يمكنه رمي الكواكب مثل كرات السلة، كما أصبح محصنا تماما ضد المخاطر الأرضية.
ظهر “سوبرمان” في المسلسل التلفزيوني الكلاسيكي “مغامرات سوبرمان” (The Adventure Of Superman) بطولة جورج ريفز (George Reeves) قويا مثل نظيره في القصص المصورة، بينما في سلسلة أفلام “سوبرمان” في أواخر السبعينيات والثمانينيات كان مختلفا قليلا، لكنه يبقى النسخة الأقوى التي ظهرت على الشاشة رغم المخاوف الخاصة بالميزانية التي كانت تمنع استعراض قوة البطل بحرية.
يذكر أن “هنري كافيل” (Henry Cavill) لن يشارك في فيلم سوبر مان القادم وقد اعتذر عن الدور متمنيا حظا سعيدا وثروة كبيرة لطاقم الفيلم وأبطاله.
“باتمان” (Batman) الذي لا يكشف هويته
عندما ننظر إلى الفارق الأهم بين “باتمان” في القصص المصورة و”باتمان” على الشاشة نجد أنه قد كشف عن هويته السرية لعدد قليل من الأشخاص على الشاشة، بينما ظلت هويته سرية في القصص المصورة، كما أنه في القصص المصورة لا يقتل أحدا لأنه قرر ألا يكون مثل الأشخاص الذين يهاجمهم، بينما في الأفلام نجده قد قتل العديد من المجرمين أو تركهم للموت دون أن ينقذهم.
فارق أساسي أيضا بين “باتمان” في القصص المصورة و”باتمان” على الشاشة، وهو أن الأول لا يستخدم الأسلحة النارية الفتاكة، بينما يظهر تناقض صارخ في الأفلام حيث نجده يستخدم الصواريخ الباليستية ضد أعدائه أو لإزالة العقبات من طريقه.
“ووندر وومن” (Wonder woman) وتجربة المنفى
تقوم الحبكة الرئيسية في الأفلام على أن “ووندر وومن” اختارت مغادرة عالم جزيرة “ثيمسكيرا” لخوض حروبها في عالم الرجال، لذا فقد منعت من العودة إلى موطنها مع شعب الأمازونيات اللواتي بقين في جزيرتهن لحماية أنفسهن من العالم الخارجي، ولم يسمح لها بالعودة مرة أخرى بمجرد ذهابها إلى عالم الرجال.
لم يحدث ذلك في القصص المصورة، حيث حاربت من البداية كبطلة أمازونية يمكنها العودة إلى موطنها في أي وقت تريد، حتى إنها دربت محاربات جديدات في الجزيرة ولم تنف أبدا من وطنها.
خاضت المرأة المعجزة الحرب ضد النازيين في الكتب المصورة، وظهرت بطلة في الحرب العالمية الثانية، بينما في الأفلام كانت الحرب العالمية الأولى هي سبب ظهورها وحربها ضد الرجال، أي أنها ظهرت في السينما في حقبة تاريخية تسبق ظهورها في الكتب المصورة بحوالي 30 عاما.
“أكوا مان” (Aquaman) تحول بصري كبير
مع ظهور “أكوا مان” على الشاشة، قرر المخرج الأميركي “زاك سنايدر” (Zack Snyder) جعله مختلفا عن ذلك الموجود في القصص المصورة، وبعد أكثر من 7 عقود من ظهوره في القصص المصورة والتلفزيون، ظهر لأول مرة على الشاشة الكبيرة عام 2018، ولكن بدلا من نقل الشخصية كما هي، أجرى عليها سنايدر بعض التعديلات البصرية والشخصية.
اختار سنايدر الممثل “جيسون موموا” (Jason Momoa) لأنه يتلاءم مع رؤيته للشخصية، وكان الاختلاف كبيرا حتى أن “موموا” نفسه كان مندهشا، لأنه يعرف الشكل الحقيقي والمعتاد لـ”أكوامان”، لكنه أحب التحول الذي قام به سنايدر على الشخصية.
ظهر “أكوامان” منذ عام 1941 ببدلة من اللونين الأخضر والبرتقالي، وكان طويل القامة وشاحب الوجه ذا شعر أشقر وسلوك ملكي يليق بملك قارة أتلانتس، بينما ظهر في الفيلم بشعر طويل بني ولحية ووشوم متعددة، ودون حربة اليد الشهيرة الخاصة به، حتى إن معجبيه القدامى اعتبروا “أكوامان” الجديد بعيدا إلى حد كبير عن “آرثر كاري” الأصلي.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.