تحولات بصناعة “التجزئة”.. ما هو مستقبل المتاجر التقليدية؟



يتعلق البيع بالتجزئة ببيع السلع والخدمات للمستهلكين. وتتم المعاملات من خلال قنوات التوزيع المختلفة عبر مجموعة متزايدة من الصناعات، مثل المواد الغذائية والسيارات والملابس والإلكترونيات.

وفي حين أن البيع بالتجزئة الفعلي أو داخل المتجر هو القناة المهيمنة في هذه السوق، فإن أشكال البيع بالتجزئة خارج المتجر أصبحت شائعة بشكل متزايد أيضاً، في وقت تستحوذ فيه قنوات البيع بالتجزئة أو التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت على حصة من قطاع التجزئة في عديد من الأسواق العالمية.

بينما يستخدم عديد من تجار التجزئة نموذجاً متعدد القنوات، يهدف إلى دمج القنوات غير المتصلة بالإنترنت والقنوات عبر الإنترنت بطريقة سلسة.

ويُمكن إيجاز مجموعة التحولات الرئيسية في تلك الصناعة، على النحو التالي:

  • التسوق عبر الإنترنت: تزايد استخدام الإنترنت والهواتف الذكية أدى إلى نمو التسوق عبر الإنترنت. يبحث المستهلكون عن راحة وسرعة في عمليات الشراء وتوصيل المنتجات إلى منازلهم.
  • تجربة العملاء: أصبحت تجربة العملاء عاملاً مهماً في صناعة التجزئة. المتاجر لم تعد تبيع فقط منتجات، بل تسعى لتقديم تجارب شاملة تتضمن الخدمة والتفاعلات الإيجابية مع المستهلكين.
  • منصات التواصل الاجتماعي: ظهور منصات التواصل الاجتماعي كقنوات للبيع مباشرة، حيث يمكن للمتاجر التفاعل مع الجمهور وعرض منتجاتها على منصات مثل إنستجرام وفيسبوك.
  • الوعي بالاستدامة: زيادة الاهتمام بالقضايا البيئية دفعت عديداً من المستهلكين نحو تفضيل العلامات التجارية والمتاجر التي تولي اهتمامًا للأثر البيئي.

وأمام تلك التحولات تواجه المتاجر التقليدية جملة من التحديات، وإن كان الكثيرون يفضلون تجربة الشراء المباشر على التسوق عبر القنوات الأخرى، أهم تلك التحديات:

  • المنافسة مع التجارة الإلكترونية: تواجه المتاجر التقليدية تحدياً كبيراً أمام المنافسة مع التجارة الإلكترونية، إذ يمكن للمستهلكين شراء المنتجات بسهولة عبر الإنترنت بدلاً من زيارة المتاجر الفعلية.
  • تغير تفضيلات المستهلكين: يتعين على المتاجر “التقليدية” التكيف مع تغيرات تفضيلات المستهلكين، سواءً فيما يتعلق بالمنتجات المطلوبة أو تجربة التسوق.
  • التجربة السلبية في المتاجر: إذا لم تقدم المتاجر تجربة إيجابية للعملاء، قد يلجأ المستهلكون إلى البدائل الأخرى.

تحديات واسعة

الخبيرة الاقتصادية بالقاهرة، الدكتورة وفاء علي، أشارت في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى أن تجارة التجزئة التقليدية تواجه تحديات كبيرة مع المعطيات والمتغيرات العالمية الجديدة في الآونة الأخيرة مع التحولات التكنولوجية، فلقد أصبح التسوق عبر الانترنت وسيلة سهلة للمستهلكين، ما أدى إلى تحول كبير فى تجارة التجزئة وتم على أثر ذلك إغلاق بعض المتاجر وتحويلها إلى أسلوب جديد في التجارة وهو التسوق عبر الإنترنت.

وتابعت: “لقد أتاحت التكنولوجيا وبعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمستهلكين آليات جديدة في عملية الشراء، من بينها إتاحة تجربة المنتج من جانب المستهلك قبل الشراء، وتقديم خدمات الشحن والتوصيل بشكل سريع، الأمر الذي مكن المستهلك من الحصول على المنتج بشكل مناسبة، وبالتالي جعل ذلك التسوق عبر الإنترنت أسهل وأسرع لقلة الجهد والوقت”.

وأفادت الخبيرة الاقتصادية بأن “عمليات المنافسة بين التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية غير عادلة، ما يمثل ضغطاً معنوياً على تجار التجزئة في محاولة منهم لتقديم حزم تحفيزية للمستهلك لاستعادته مرة أخرى ويشعر أن ذهابه إلى تجار التجزئة له فائدة ويمثل قيمة مضافة لحياته”.

وتتكبد متاجر التجزئة التقليدية تكلفة أكبر مرتبطة بحجم العمالة والرسوم والضرائب وخلاف ذلك، بينما الكلفة تبدو أقل في المتاجر الإلكترونية.

تشير تقديرات ستاتيستا، وهي شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، إلى أنه:

  • في العام 2020 انخفضت مبيعات التجزئة العالمية بنسبة 2.9 بالمئة، نتيجة لوباء كورونا.
  • انتعشت المبيعات في العام 2021 بنمو بنسبة 9.7 بالمئة.
  • تشير تقديرات العام 2022 إلى وصول مبيعات قطاع التجزئة لحوالي 27.3 تريليون دولار أميركي
  • من المتوقع أن تصل مبيعات قطاع التجزئة إلى أكثر من 30 تريليون دولار بحلول العام 2024.

أفضلية المتاجر التقليدية

لكنّ الخبيرة الاقتصادية رأت أن ثمة فرصاً لا تزال كبيرة تتمتع بها المتاجر التقليدية للبيع بالتجزئة، مشيرة إلى أن هناك بعض السلع التى لا يمكن شراؤها عن طريق الانترنت لذلك يجب على تجار التجزئة الاهتمام بطرق عرضها والدعاية والإعلان عنها بطريقة جاذبة.

وأضافت: “كما أن هناك متعة ضمنية لعملية الشراء ذاتها تعطى المستهلك نوعاً من اختبار ذوقه الشخصي في عملية المفاضلة بين السلع، والسعي بين الأماكن بحثاً عن مطلبه، وذلك ضمن الميزات التي لا تزال متاجر التجزئة التقليدية تتمتع بها، ويمكن استغلالها بشكل أوسع”.

يعزز ذلك أن الكثيرين لا يزالون يفضلون المتاجر “التقليدية” لما توفره من فرص؛ ففي مصر على سبيل المثال أظهر استطلاعاً سابقاً أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن نسبة 82.5 بالمئة لا يفضلون التسوق عبر الإنترنت.

ومن المزايا التي تتمتع بها المتاجر التقليدية في هذا السياق:

  • التعامل مع البضائع بشكل مباشر: في المتاجر التقليدية، يمكن للزبائن لمس المنتجات ومشاهدتها عن قرب قبل شرائها، مما يمنحهم فرصة للتحقق من جودة المنتج وملاءمته قبل الشراء.
  • التفاعل الاجتماعي: التسوق في المتاجر التقليدية يوفر تجربة اجتماعية حيث يمكن للزبائن التفاعل مع البائعين وغيرهم من الزبائن وتبادل الآراء والتوصيات.
  • التجربة الشاملة: بعض الزبائن يستمتعون بالتسوق كتجربة كاملة، حيث يمكنهم الجولة في المتجر واختيار المنتجات بشكل منفصل والتمتع بجمالية المكان.
  • عدم الانتظار: في التسوق التقليد، لا يلزم الزبائن الانتظار لفترة ليتم شحن المنتجات إليهم، بل يمكنهم الحصول على المنتجات مباشرة بعد الشراء.
  • الاستشارة المباشرة: يمكن للزبائن في المتاجر التقليدية الحصول على استشارة فورية من البائعين حال وجود أي استفسارات أو احتياجات خاصة، كما يمكنهم التفاعل مع نظرائهم من العملاء حول السلعة.

تطوير متاجر التجزئة التقليدية

وأضافت الخبيرة الاقتصادية في معرض حديثها مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: “فى هذا العالم المتسارع فإن المعايير المرتبطة بتحديد الأولويات وفرصة التفكير ومتعة النظر إلى السلع والتسوق، هي في حد ذاتها متعة خاصة في قيادة الإنسان لنفسه بعيداً عن العالم الافتراضي (أي تجربة الشراء المباشر)”.

لكنّ ذلك لا ينفي ضرورة أن تكون متاجر البيع بالتجزئة التقليدية مستعدة للتكيف مع التحولات السريعة في صناعة التجزئة من خلال تحسين تجربة العملاء واستغلال التكنولوجيا لتلبية توقعات المستهلكين والبقاء في المنافسة، على النحو التالي:

  • تكامل التجربة: يمكن للمتاجر الجمع بين التجربة التقليدية والرقمية، مثل تقديم خدمات الاستلام من المتجر للطلبات الإلكترونية، وهو ما بدا واضحاً في توجهات غالبية المتاجر الكبرى.
  • استخدام التكنولوجيا: توفير تجارب تفاعلية ومبتكرة باستخدام التكنولوجيا، بما في ذلك في طرق الدفع وغيرها.
  • التركيز على القيمة المضافة: تقديم خدمات إضافية مثل استشارات الموضة أو ورش العمل يمكن أن يجذب الزبائن ويمنحهم دافعاً لزيارة المتجر (على حسب تخصص المتجر).
  • التفاعل مع المجتمع: الانخراط مع المجتمع المحلي من خلال فعاليات ومبادرات يمكن أن يعزز من وجود المتجر ويؤثر إيجابياً على سمعته.

والجدير بالذكر أن خبر تحولات بصناعة “التجزئة”.. ما هو مستقبل المتاجر التقليدية؟ تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق التحرير في ” إشراق 24″ وأن الخبر منشور سابقًا على عالميات والمصدر الأصلي هو المعني بصحة الخبر من عدمه وللمزيد من أخبارنا على مدار الساعة تابعونا على حساباتنا الاجتماعية في مواقع التواصل.

نشكر لكم اهتمامكم وقراءتكم لخبر تحولات بصناعة “التجزئة”.. ما هو مستقبل المتاجر التقليدية؟ تابعوا اشراق العالم 24 على قوقل نيوز للمزيد من الأخبار


الجدير بالذكر ان خبر “تحولات بصناعة “التجزئة”.. ما هو مستقبل المتاجر التقليدية؟” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق ينبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني وتم حفظ كافة حقوقه

المصدر


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post التقت إيلي كوهين وأثارت زوبعة.. ما لا تعرفه عن نجلاء النقوش
Next post تحت رعاية مستقبل وطن.. مبادرة “معا لمحاربة الغلاء” بالأزبكية تطرح أسماك بأسعار مخفضة “صور”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading