ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف قبل يومين تجمعا حزبيا شمال غربي باكستان إلى 56 قتيلا ونحو 200 جريح.
وفجّر انتحاري حزاما ناسفا خلال اجتماع أول أمس الأحد ضم حوالي 400 عضو في حزب جمعية علماء الإسلام (الشريك الأساسي في الائتلاف الحكومي) في بلدة خار الواقعة على بعد 45 كلم من الحدود الأفغانية.
وقال أنوار الحق نائب مفوض منطقة باجور الواقعة على الحدود مع أفغانستان إن عدد قتلى هجوم يوم الأحد قد يرتفع إلى أكثر من ذلك، مؤكدا أن من بين القتلى 23 طفلا.
وطرح زعيم حزب جمعية علماء الإسلام فضل الرحمن تساؤلات بشأن “الإخفاق الاستخباراتي الكبير” الذي سمح بتنفيذ التفجير.
وقال في بيان على إكس (تويتر سابقا) “تلتفت أمتنا بأكملها إلى مؤسسات الدولة المسؤولة عن أمنها.. أين هم؟ متى سينصتون إلينا؟ هل سيضمدون جراحنا؟ متى سيؤسسون نظاما يحمي أجيالنا المستقبلية؟”.
من جانبه، أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف التفجير الانتحاري ووجه قوات الأمن إلى “بذل كافة الجهود اللازمة لتقديم الإرهابيين المتورطين في الانفجار إلى العدالة”.
وقد توعد وزير الداخلية الباكستاني رانا ثناء الله باعتقال المنفذين وتقديمهم للعدالة.
وفي وقت سابق، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان نشر على موقع وكالة أعماق التابعة للتنظيم على الإنترنت مسؤوليته عن التفجير الانتحاري.
وأدانت الخارجية الأميركية بشدة الهجوم الذي وقع في منطقة باجور شمال غربي باكستان وقتل فيه العشرات.
كما ندد مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات بما وصفه بالهجوم الإرهابي الانتحاري” الذي استهدف اجتماعا سياسيا في المحافظة الباكستانية.
مخاوف شعبية
وأثار التفجير مخاوف من أن تكون باكستان أمام فترة انتخابات دامية بعد شهور من الفوضى السياسية التي أثارتها الإطاحة بعمران خان من منصب رئيس الوزراء في أبريل/نيسان العام الماضي.
ويرجح أن يتم حل البرلمان بعد استكمال ولايته المقبلة في الأسبوعين المقبلين، فيما يتوقع إجراء انتخابات وطنية بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
والعام الماضي، أعلن تنظيم الدولة أنه يقف وراء الهجمات التي استهدفت علماء دين على صلة بحزب جمعية علماء الإسلام التي تدير شبكة مساجد ومدارس في شمال وغرب باكستان.
ويتهم تنظيم الدولة الحزب بالنفاق لكونه حزبا دينيا يدعم الحكومات والجيش.
وبينما لم يحصل حزب جمعية علماء الإسلام على أكثر من 10 مقاعد في البرلمان فإنه قد يؤدي دورا حاسما في أي ائتلاف، في ظل قدرته على حشد عشرات الآلاف من طلاب المدارس الدينية، مما يمنحه ثقلا كبيرا.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي فجر انتحاري من حركة طالبان باكستان نفسه في مسجد داخل مجمع للشرطة بمدينة بيشاور الواقعة شمال غربي باكستان، مما أدى إلى مقتل أكثر من 80 عنصرا من الشرطة.
وتركزت هجمات المسلحين في مناطق متاخمة لأفغانستان، وتقول إسلام آباد إن بعضها يتم التخطيط له على أراض أفغانية، وهو ما تنفيه كابل.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.