مراسلو الجزيرة نت
شمالي سورياـ يقفز الشاب السوري محمد الشيخ فرحا عقب إعلان نتائج الانتخابات التركية وتحقيق الرئيس رجب طيب أردوغان الفوز على منافسه مرشح الطاولة السداسية كمال كليجدار أوغلو.
محمد الشيخ صاحب محل لبيع الهواتف في منطقة سرمدا، الواقعة بالقرب من الحدود التركية شمالي سوريا، كان يتابع الانتخابات التركية لحظة بلحظة على هاتفه عبر شاشة الجزيرة.
وطوال متابعته نتائج الانتخابات، لم يستطع إخفاء مخاوفه من فوز مرشح المعارضة التركية، معتبرا أن فوزه سيكون كارثة تحل على ملايين السوريين في شمال البلاد، لكونه سيضيق عليهم، وربما يجبرهم على العودة لمناطق سيطرة النظام السوري.
وفي حديث للجزيرة نت، يؤكد الشيخ أن هناك ارتياحا كبيرا في الشارع شمالي سوريا لفوز أردوغان وخصوصا بعد الحملة العنصرية التي شنتها المعارضة التركية على السوريين في تركيا، وكذلك وعيدها بإصلاح العلاقات مع النظام.
وتابع آلاف السوريين شمالي البلاد، عبر الشاشات والهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي، الانتخابات الرئاسية التركية التي اعتبرها كثير منهم انتخابات مصيرية لعائلاتهم، كما هي مصيرية لشريحة واسعة للشعب التركي.
وتمكن أردوغان من تحقيق نسبة 52.87% من الأصوات بعد فرز 99% من صناديق الاقتراع في الوقت الذي حصل فيه منافسه كليجدار أوغلو على 47.13% من الأصوات، وبلغت نسبة المصوتين في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية 83.99%، في تراجُع بنسبة 5% تقريبا عن الجولة الأولى قبل أسبوعين.
نهاية أحلام المعارضة
من ناحيته، يؤكد يحيى العوض، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في مخيم الضياء الواقع بالقرب من الحدود مع تركيا شمالي البلاد، أن فوز أردوغان نهاية لأحلام المعارضة بسحب الجيش التركي من شمالي سوريا.
ويشير العوض، في حديث للجزيرة نت، إلى أن حزب العدالة والتنمية منع حدوث كارثة كبرى أو مذبحة بحق ملايين النازحين بعد إدخال آلاف الجنود الأتراك إلى إدلب ومنع تقدُّم قوات النظام السوري وروسيا لقتل آلاف السوريين بعد الحملة العسكرية عام 2019.
واعتبر أن المعارضة التركية هددت في أكثر من مرة بسحب الجيش التركي من سوريا، وهو ما يعني تقدُّم النظام السوري وارتكاب مجازر بحق السكان بعد منعهم من دخول تركيا وترحيل ملايين السوريين في تركيا ليواجهوا جنود النظام بعد حل مؤسسات المعارضة.
أما محمد العبدو -وهو أستاذ في مادة اللغة العربية- فرأى أنه للمرة الأولى ليست لديه تمنيات بفوز أردوغان كما حدث في الانتخابات الماضية، وذلك بسبب تقارب الرئيس التركي مع النظام السوري في الآونة الأخيرة.
وفي حديث للجزيرة نت، أكد العبدو أن فوز أردوغان معناه أن تركيا ستبقى ضمن الحلف الإيراني الروسي الذي يرعى المفاوضات والتطبيع مع النظام السوري، لذلك فإن الوضع شمالي سوريا سيكون أكثر سوءًا في المستقبل.
العداء لروسيا
وأضاف العبدو -في حديثه- أن المعارضة التركية رغم سوئها فهي أفضل الأسوأ، لأنها ستكون حليفة للمعسكر الغربي، الذي يكنّ العداء لروسيا وإيران وهو ما سينعكس سلبا على علاقاتها مع النظام السوري، ويحسن من وضع المعارضة السورية شمالي البلاد.
في حين لا يتفق المهندس أحمد النجار مع رأي العبدو معتبرا أن المعارضة التركية متقاربة مع النظام السوري منذ سنوات طويلة، وأن لا تقارب بين حزب العدالة والتنمية والنظام السوري.
ويؤكد النجار أن تركيا برئاسة أردوغان لن تتنازل عن مطالب السوريين، وهو ما أكده مسؤولوها أكثر من مرة خلال المفاوضات وهو عدم سحب الجيش التركي قبل تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 ووجود حل سياسي في سوريا.
ويضيف -في حديثه- أن منح فترة رئاسية جديدة لأردوغان مدتها 5 سنوات سيعطيه الفرصة الكافية للمناورة مع النظام السوري وتحقيق مكاسب للسوريين بالتعاون مع الولايات المتحدة، وأقلها عودة كريمة وطوعية لآلاف المهجرين لديارهم برعاية تركية ودولية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.