نشرت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) اليوم مقالا بعنوان “شئنا أم أبينا، أميركا بحاجة للعلماء الصينيين”، يناقش فيه كاتبه أهمية العلماء الصينيين للمجتمع العلمي الأميركي.
واستهل دان مورفي، المدير التنفيذي السابق لمركز فيربنك للدراسات الصينية بجامعة هارفارد، مقاله بأن الحزب الشيوعي الصيني أنجز شيئا نادرا في السياسة الأميركية هذه الأيام، بتوحيد الديمقراطيين والجمهوريين حول عدو مشترك.
وقال إن هذا “القلق المحموم” بشأن النفوذ الصيني يهدد قدرة أميركا على جذب أفضل المواهب التي تحتاجها للحفاظ على القيادة العالمية في العلوم والتعليم العالي.
مبادرة الصين
وذكر أن الضرر الناجم عن “مبادرة الصين” التي وضعتها وزارة العدل الأميركية لملاحقة الجواسيس الصينيين المتخيلين في مجال الأبحاث والصناعة الأميركية من أجل مكافحة التجسس الاقتصادي، وحلتها الآن، لا يزال يتردد صداه.
وقد أدى في بعض الحالات إلى وضع الباحثين والأكاديميين من أصل صيني قيد الإقامة الجبرية او اقتيدوا مكبلين بتهمة إخفاء صلات بالصين، وهي قضايا انتهت بالبراءة أو أسقطت لاحقا. وأسفر البرنامج عن عدد من الملاحقات القضائية قبل إغلاقه العام الماضي، لكنه قلب حياة ومهن الكثيرين وخلق جوا من الخوف.
المناخ الحالي يصعب على الولايات المتحدة جذب أفضل الطلاب الدوليين أكثر مما كان عليه قبل 5 سنوات
وأشار الكاتب إلى دراسة استقصائية لعلماء من أصل صيني في جامعات أميركية صدرت العام الماضي أن نسبا كبيرة من المستجيبين شعروا بأنهم غير مرحب بهم في الولايات المتحدة، حيث قال 86% إن المناخ الحالي يصعب على الولايات المتحدة جذب أفضل الطلاب الدوليين أكثر مما كان عليه قبل 5 سنوات. وهو ما اعتبره بمثابة جرس إنذار يجب أن يطلق في واشنطن، لأن الميزة الاقتصادية والعسكرية تعتمد على التفوق في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والمنافسة على المواهب عالمية.
ولفت إلى أن الدراسات تظهر أن أفضل العلوم غالبا ما تُجرى من قبل فرق البحث الدولية، ربما لأن الباحثين يمكنهم الاختيار من بين مجموعة أوسع من الشركاء المحتملين.
جذب أفضل المواهب
ورأى أنه عندما يُثبط التعاون الدولي في غياب مخاوف واضحة بشأن الأمن القومي، يكون في ذلك تقييد لمجموعة المتعاونين المحتملين، مما قد يضعف البحث. واعتبر ذلك صحيحا بشكل خاص بالنسبة للصين التي صارت قوة علمية.
وعلق مورفي بأنه إذا فشلت أميركا في جذب أفضل المواهب البحثية الدولية، فإن ذلك يضر بآفاقها للتقدم العلمي، وفي النهاية سيضر بالقوة الاقتصادية والوطنية الأميركية.
وأضاف أن الكثير من الأميركيين بحاجة إلى التعلم عن الصين لأنها ستظل لاعبا عالميا حاسما، كما أن فهم ديناميكياتها الداخلية سيكون مهما للأشخاص العاملين في مجالات شتى. ومع ذلك فإننا نواجه خطر وجود جيل كامل من الأميركيين الذين لا يعرفون الكثير عنها، وفق الكاتب.
وختم المقال بأن إبقاء التعليم العالي الأميركي مفتوحا للعالم لا يعني مساعدة الصين على أن تصبح قوية، ولا ينبغي لنا أن نخدع أنفسنا بشأن نية بكين. فالأمر يتعلق ببعث الثقة في قوة وفضائل النظام الأميركي لضمان بقاء الولايات المتحدة أفضل دولة في العالم للتعلم والبحث.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.