تواصلت في العاصمة السودانية الخرطوم المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في حين يتوقع أن تبدأ اليوم الأحد في جدة السعودية المرحلة الثانية من المفاوضات بين الطرفين بوساطة أميركية سعودية.
وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع قصف متكرر بالطائرات الحربية استهدف مواقع للدعم السريع جنوب مدينة أم درمان (غرب)، كما سُجل إطلاق نار في الأحياء الجنوبية من المدينة وفي الخرطوم بحري (شمال).
وكانت الخرطوم شهدت في الساعات الأخيرة قتال شوارع عنيفا وغارات جوية وانفجارات متتالية، كما دارت معارك بين الطرفين في مناطق أخرى، لا سيما في مدينة الجُنينة بدارفور.
وما زال ملايين من السودانيين ينتظرون تنفيذ التزام الطرفين بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.
جولة مفاوضات جديدة
وبالتزامن مع الاشتباكات الدائرة بأسلحة ثقيلة في الخرطوم بحري وأم درمان، قال مصدران، أحدهما دبلوماسي سوداني وآخر من قوات الدعم السريع، للجزيرة، إن المرحلة الثانية للمفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ستبدأ اليوم الأحد في مدينة جدة السعودية بوساطة أميركية سعودية.
وحسب المصدرين، فإن هذه الجولة من المفاوضات ستتناول تفاصيل هدنة جديدة بين الطرفين من ناحية المدة الزمنية وتحديد ممرات آمنة للمدنيين خالية من الوجود العسكري للطرفين.
وستناقش هذه الجولة كذلك تفاصيل إخلاء القوات العسكرية للمستشفيات والمرافق الحكومية الخدمية.
وأضاف المصدران أن جولة ثالثة ستبدأ بعد التأكد من التزام الطرفين بالهدنة وتناقش وقف إطلاق النار الدائم.
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن الرقابة على وقف إطلاق النار الدائم ستكون عبر الأقمار الاصطناعية من الدول الراعية للمفاوضات، دون أن يستبعد إمكانية وجود مراقبين على الأرض من قبل الاتحاد الأفريقي.
ويوم الجمعة، وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على “إعلان جدة” بوساطة أميركية سعودية، ويقضي الاتفاق بتوفير “ممرات آمنة” تسمح للمدنيين بمغادرة مناطق الاشتباكات وكذلك تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أعلنت السعودية استمرار محادثات جدة بين طرفي النزاع في السودان، بهدف التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بينهما لنحو 10 أيام بمراقبة أميركية سعودية دولية، ثم مشاورات أخرى لوقف دائم.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي اندلعت اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، راح ضحيتها نحو 750 قتيلا و5 آلاف جريح، كما أدت إلى نزوح 900 ألف سوداني من منازلهم، بخاصة في الخرطوم، إلى مناطق أخرى داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة.
ومنذ اشتعال الاشتباكات، يعيش ملايين السودانيين في الخرطوم منزوين داخل منازلهم في ظل انقطاع شبه دائم للمياه والكهرباء، مع معاناة من نقص في الغذاء والنقود السائلة والوقود.
وقد دعت وزارة الخارجية السودانية السبت -في بيان- المجتمع الدولي، وخصوصا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة “إيغاد”، إلى تقديم مساعدات إنسانية لمواجهة الوضع الإنساني السيئ.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.